“أبو عويضة” تحول هوايتها لمشروعاً خاصاً

غزة – المنتدى الإجتماعي التنموي
وسط غرفتها الصغيرة، تجلس الشابة “سهام أبو عويضة”، مفترشة الأرض بأنواع وألوان عدة من أشكال الخرز والخيوط، حيث تصنع بواسطة الإبرة والخيط مجموعة مميزة من الإكسسوارات والتحف والهدايا بهدف تسويقها وبيعها للزبائن.
“أبو عويضة” في بداية عقدها الثالث، حالها كحال العديد من الفتيات في قطاع غزة، اللواتي عملن على إتقان صنع الإكسسوارات وشغل الصوف والتطريز الفلاحي في المنزل بواسطة التعلم عن طريق ما هو معروض على المواقع الإلكترونية أو ما يتعلمنه من أسلافهن.
يوماً بعد يوم، طورت من مهاراتها وبدأت في اتقان العمل بحيث يكون صالح للبيع وبمستوى منافس لما هو معروض في الأسواق، وبدأت المشاركة في معارض مع مؤسسات وأفراد في كافة أنحاء القطاع، وأصبح لديها عدد من الزبائن.
خلال تلك الفترة، كانت تعتمد “أبو عويضة” في شرائها للمواد الخام على طلب الزبائن، حيث لا تشتريها بالكميات والألوان المتوفرة، وكانت تصنع نموذجاً واحداً لعملها وبلون واحد، ولكن بعد فترة أصبحت تفكر في كيفية استثمار هذه الموهبة والعمل المتقن وتحويلهم إلى مشروع يدر دخلاً عليها.
تقول “قبل عدة أشهر وأنا أتنقل بين منشور وآخر على صفحات الفيسبوك، صادفني إعلان لمشروع يهدف إلى تدريب أشخاص من ذوي الإعاقة وتطوير مشاريعهم الصغيرة بمنح مالية، الإعلان لفت انتباهي وشعرت أنه مناسب لي، فتقدمت بطلب المشاركة وتم قبولي”.
“أبو عويضة” التي تعاني من إعاقة حركية، بحيث لا تستطيع التنقل دون كرسيها المتحرك، انطلقت للمشاركة في برنامج تدريبي على مدار أسبوعين متتاليين مع المنتدى الاجتماعي التنموي، بهدف تنمية قدراتها الإدارية والمالية، وتمكينها من استخدام التسويق الإلكتروني بطريقة احترافية، بمساعدة وإشراف فريق متخصص، والتي حصلت عليها مع 100 آخرين من الأشخاص ذوي الإعاقة.
اجتازت المراحل التدريبة بنجاح، حيث تم اختيارها ضمن الـ50 مشارك في مخيم “خطوة نحو المستقبل”، والذي استمر لثلاث أيام متتالية بهدف كتابة أفكار مشاريعهم وطرحها أمام لجنة التحكيم، ليكون مشروعها ضمن المشاريع الـ13 الحاصلة على التمويل.
وحول مشروعها الذي أسمته “سهام للأشغال اليديوية ومشغولات الخرز، تقول أبو عويضة “يعتمد مشروعي على انتاج مجسمات فنية باستخدام الخيوط والخرز الملون بجميع أشكاله، وصنع اكسسوارات بالخرز، إلى جانب مفارش كديكور للتربيزات، وأيضاً قطع مشغولة بالصوف والتطريز الفلاحي، من أثواب وبلايز وكابات وشالات وغيرها”.
وتضيف “بعد حصولي على المنحة المقدمة من المنتدى، استطعت شراء مواد خام بكميات أكبر، حيث بدأت بإنتاج نماذج لأعمالي بعدة ألوان وعرضها على صفحتي الخاصة بالمشروع على الشبكات الاجتماعية، وبالفعل بدأت بتلقي طلبات لزبائن جدد، أعمل على تجهيزها حالياً”.
وتوضح “أبو عويضة”، أنها كانت تتعامل سابقاً على أن ما تقوم به من عمل كان مجرد هواية تشغل به وقتها، ولكنها الآن أصبحت تتعامل على أن هوايتها أصبحت مشروعاً يساعدها في توفير احتياجاتها ويمكنها من توفير دخلاً مستقلاً دون الحاجة لأحد.
حيث أصبحت تعتمد على دفاتر خاصة لاحتساب الربح والخسارة، والمصروفات والبيع، محاولة تجاوز المعيقات التي تواجهها في بعض الأحيان بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة في القطاع، كما أصبحت تتعامل مع بعض المحلات في السوق لعرض منتوجاتها في محاولة لزيادة نسبة البيع.
أما عن طموحها، فتطمح “أبو عويضة” إلى توسعة مشروعها وتشغيل فتيات أخريات معها، بحيث تتخصص بعض الفتيات في إنتاج مشغولات الخرز، وأخرى في التطريز الفلاحي، وثالثة في مشغولات الصوف اليدوي، وهي تقوم بمساعدتهم والإشراف على أعمالهم وعلى عملية البيع.
يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).