حلمت أن تمتلك مشروعها الخاص فأنشأت فرناً للخبز البلدي

غزة – المنتدى الاجتماعي التنموي 

آيات وافي، شابة من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تزوجت قبل عدة سنوات من شاب من ذوي الإعاقة، رزقت بثلاثة أطفال، يوماً بعد يوم، أصبحت تشعر بمسؤوليات وأعباء كثيرة ملقاه عليها، فكرت كثيراً كيف ستحمي أسرتها، ولم تجد حلاً سوى امتلاكها مشروعاً خاصاً بها، لم يخلق سوى في خيالها.

وفي أحد الأيام، وأثناء تجولها بالمنطقة الشرقية في خانيونس، وجدت مخبزاً للخبز البلدي وعليه إقبال من الناس، فكرت في هذا المشروع الغير موجود في منطقة سكنها، وشعرت بقدرتها على إدارة مشروع كهذا.

الشابة وافي، هي من ذوات الإعاقة الحركية، حيث تعاني من شلل دماغي منذ الولادة، أدى إلى إصابتها بإعاقة حركية بسيطة، وهي خريجة بكالوريوس تأهيل طبي، لكن لم يحالفها الحظ بإيجاد وظيفة أو عمل، وتقول “الحمد لله أنا وضعي أحسن من زوجي، وبحس إني ممكن أنزل أشتغل وأتحمل مسؤولية البيت”.

استمرت الأحلام بامتلاك مشروعها الخاص تطاردها، وتقول “كنت أسعى بالبحث عن مصدر تمويل، حتى ساعدني صديق من ذوي الإعاقة البصرية وأرسل لي رابط لمشروع يقدم منح مشاريع صغيرة للأشخاص ذوي الإعاقة، وبالفعل تقدمت بطلب الانضمام للمشروع وتم قبولي”.

حيث خضعت وافي لتدريبات مكثفة حول تطوير مهاراتها الإدارية والمالية والتسويق الإلكتروني على مدار أسبوعين متتاليين، ومن ثم انتقلت للمشاركة في مخيم “خطوة نحو المستقبل”، ضمن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ليتم اختيار مشروعها “إنشاء مخبز للخبز البلدي” ضمن المشاريع الـ13 التي حصلت على تمويل.

بدأت وافي بتنفيذ فكرتها، حيث استأجرت حاصل صغير وسط مدينة خانيونس، واشترت فرن وجميع الأدوات التي تحتاجها في عملها وانطلقت في العمل منذ قرابة شهر، اليوم أصبح لديها عدد من الزبائن يعتمدون عليها في توفير احتياجهم اليومي من الخبز البلدي.

وحول فكرة مشروعها، تقول وافي “فكرة مشروع المخبز، الناس تجبلنا طحين واحنا نعجنه ونخبزه وانسلمهم إياه خبز جاهز، وفي ناس ممكن تجبلنا الخبز واحنا بس نخبزه، بأسعار بسيطة تتناسب مع وضع الناس المادي، وبنفس الوقت توفرلي دخل أنا وأسرتي بنقدر نعيش منه بظروف منيحة”.

وافي تلقت أيضاً الكثير من الدعم النفسي والتشجيع من زوجها وعائلتها، وتطمح بزيادة عدد زبائنها وتوسعة مشروعها في المستقبل القريب حتى تستطيع أن تعتمد عليه بشكل كامل في مصروف منزلها وتتمكن من تربية أبناءها وتعليمهم في الجامعات.

يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، استهدف 100 من الأشخاص ذوي الإعاقة، وينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *