آية عاشور: المحاولة ليست سهلة.. لكننا نُحاول ونسير نحو الأمل!
لا تبدو المحاولة سهلة وسط هذه الظروف الكارثية، ولكننا على الأقل نحاول كشباب أن نسير معًا نحو الأمل.
مرحبًا، اسمي آية عاشور، عمري ثلاث وعشرون عامًا، نازحة من شمال قطاع غزّة، إلى جنوب القطاع في مدينة خانيونس تحديدًا، أكتب هذه الكلمات بعد الشهر الحادي عشر من الإبادة. لا تبدو فكرة الاستيقاظ صباحًا والتجهيز للذهاب من مواصي خانيونس إلى دير البلح في الساعة السابعة صباحًا مقبولة بالنسبة لي، ولكنني، وعلى مدار خمسة أيام لطيفة على قلبي، كنت أسير نحو الأمل أنا وتسعة عشر شخصًا من أقراني الشباب.
اجتمعنا معًا لمدة خمسة أيام في شبكة “معًا نحو الأمل”، وهي واحدة من أنشطة مشروع شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال واليافعين، الذي يُنفذه المُنتدى الاجتماعي التنموي بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبالشراكة مع لجنة الشباب الاستشارية. كانت الأيام الخمسة عبارة عن تدريب مكثف لتعزيز مهاراتنا، وشملت أنشطة تدريبية مميزة تناولت مواضيع عديدة، منها: التخطيط للمبادرات في وقت الطوارئ، ومبادئ العمل الإنساني في وقت الطوارئ، وتثقيف الأقران، والاستعداد للعمل في الميدان.
بالنسبة لي، كآية، جاء هذا التدريب ليضع في ذهني أساسيات جديدة ومتنوعة للعمل في الميدان في وقت الطوارئ. فنحن كشباب نعمل على الأرض ولم نُجهز من قبل بشكل كافٍ للتعامل مع تحديات العمل الميداني، والتخطيط، واتخاذ القرار المناسب، والتعامل مع المشكلات المجتمعية باستخدام الأدوات والخطط المناسبة. وتُعد هذه مسؤولية أكبر بالنسبة لي؛ كونها تقترن بمشروع خاص لتثقيف الأقران حول ما تعلمناه في هذا التدريب. فكرة تثقيف الأقران بحد ذاتها ليست سهلة وليست صعبة في الوقت ذاته، لكن التحدي أمامنا الآن هو أن نخوض هذه التجربة مع التحديات الموجودة على أرض الواقع. ومن هنا، اكتشفت أنني بحاجة إلى أن أعرف أكثر، وأقرأ أكثر، وأتمرن على استراتيجيات تثقيف الأقران في وقت الطوارئ حتى نخرج بنتيجة حقيقية تصنع التغيير.
انضممت إلى هذه الشبكة رغم انشغالي بأعمال أخرى لأنها قدمت لنا الاحترام كشباب، واحترمت طاقاتنا ووقتنا وقدرتنا على صنع التغيير والتأثير المجتمعي. ومن هنا، أقول إننا بحاجة إلى شبكات أخرى لتعزيز الدور القيادي للشباب في وقت الطوارئ، لمحاولة فرض تغيير حقيقي وملموس من أجل الأطفال واليافعين، ولتهيئتهم لعملية تعليمية مقترنة بدعم نفسي مستمر. هذا من شأنه أن يخلق مساحات آمنة للأطفال يلجؤون إليها للتفريغ النفسي وممارسة هواياتهم وإعادة إحياء شعورهم بطفولتهم.
في المقابلة، سألوني: “لماذا تريدين الانضمام لشبكة معًا نحو الأمل؟” فأجبت: “لأنني أريد أن أعمل مجددًا في بيئة شبابية تمنحنا المساحة للإدارة والتخطيط والتنفيذ كشباب”. وأنا الآن أؤكد بأنني فعلاً وجدت هذه المساحة التي ستجعلنا نخطط من أجل أطفالنا ومستقبلنا هنا، رغم عشوائية الواقع وضبابيته. كشباب، يمكننا أن نقود ونصنع التغيير معًا بتوجيه حقيقي من طاقم يمتلك المعرفة. تحيتي للمدربين الذين حاولوا إيصال المعلومة والمهارة لنا بأبسط الوسائل، ولطاقم المنتدى الاجتماعي التنموي، ولشبابنا.