أم شادي العرعير: استقرار بعد رحلة نزوح متكررة وصعبة
اضطرت عائلة أم شادي العرعير للنزوح منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، في صباح السابع من أكتوبر، حيث هربت العائلة تحت القصف من حي الشجاعية شرق مدينة غزّة، إلى حي الصبرة جنوب المدينة، بسبب الوضع الخطر في منطقتها الأصلية. مُسلسل النزوح بالنسبة للعائلة سيستمر طويلًا، من مدينة إلى أخرى ومنطقة إلى غيرها، على مدار أشهر.
في 13 أكتوبر، اضطرت أم شادي إلى الهرب نحو جنوب قطاع غزّة، بعد تهديدات الجيش الإسرائيلي، توجّهت نحو مدينة خانيونس، لتعيش ليلة واحدة مع إحدى العائلات التي استضافتهم، لتنتقل للبحث عن مكانٍ آخر في مدينة رفح بعد ذلك، ليستقبلهم أحد الشباب فيها، وليساعدهم في استضافتهم داخل بيته الخاصّ.
“الناس تخانقوا علينا في الشارع، مين ياخدنا نعيش في بيته”، تقول أم شادي في حديثها، حيث عاشت نحو سبعة أشهر ونصف، لتضطر إلى الهرب من مدينة رفح بعد تهديدات الاحتلال للمدينة، ما دفعها إلى التوجه نحو مدينة دير البلح، حيث عاشت العائلة في أرضٍ زراعية، مليئة بالبعوض وفي الحر والظروف الصعبة.
هذه الرحلة الطويلة من النزوح بالنسبة لأم شادي وعائلتها، انتهت بعد أن ساعدتها مؤسسة المنتدى الاجتماعي التنموي، في استضافتها داخل مخيم “عشان فلسطين 3”، في منطقة البركة في دير البلح، والذي جرى إنشاؤه بالشراكة مع مؤسسة التعاون.
استقبلونا الشباب ريان وإبراهيم وغيرهم، ورحبوا فينا، قدمولنا الشاي والمياه الباردة، وكمان خيرونا في الخيمة، حددنا أي خيمة محتاجين وأي خيمة هي الأنسب إلنا. وكان تعاملهم كتير منيح ومحترم معنا.
أم شادي – نازحة في مُخيّم #عشان_فلسطين3
بعد نحو شهريْن من وجودها في المخيم تقول أم شادي إن الظروف هنا مناسبة جدًا، حيث تعيش عائلتها في وضعٍ مُستر، وتُضيف “ايش ما نطلب منهم بتوفر، بوفرولنا كل سُبل الراحة”.
تُشيد أم شادي بتوفير الطاقة التي توفر شحن للهواتف ولكل احتياجات النازحين، عدا عن وجود المياه المالحة الصالحة للاستخدام اليومي، وتوفير مياه الشرب الحلوة بشكلٍ مستمر للنازحين، دون انقطاع، وهي خدماتٌ مهمة بالنسبة لمن يُعايش ظروف النزوح.
وترى أم شادي فيما تقوم به المؤسسة من عمليات توزيعٍ مستمرة، من خلال توزيع الخضار والطعام على النازحين، خطوة مهمّة ولافتة، في ظل ارتفاع الأسعار والظروف الصعبة، كما عبّرت عن الاهتمام الكبير بعمليات توزيع الفراش والأغطية والشوادر وتوزيع الغالونات التي قامت بها المؤسسة، فهي تدعم صمود النازحين وتُعينهم على توفير احتياجاتهم بشكلٍ مستمر.
يُذكر أن مخيم “عشان فلسطين 3”، تعيش فيه نحو 50 عائلة من النازحين من مختلف مناطق قطاع غزّة، وقد أقامه المنتدى بالشراكة مع مؤسسة التعاون، بهدف إيواء العديد من العائلات التي لم تجد مأوىً ولا مكان، بعد العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح.