الأختان “شبات” يحققنّ حلمهنّ بامتلاك محل لبيع مستلزمات المناسبات السعيدة

كتب/ سالم الريس

في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، تجلس الشابة “أماني شبات” خلف مكتبها في محل “الشام” لبيع مستلزمات الأفراح وأعياد الميلاد وتجهيز سيارات زفاف العرسان، لتهتم بطلبات زبائنها واحتياجاتهم.

“أماني” 30 عام، من ذوي الإعاقة، حيث تعاني من انحراف في العمود الفقري، وهي خريجة علم اجتماع من جامعة الأزهر، عملت في العديد من المشاريع المؤقتة مع المؤسسات الأهلية، وهي شابة نشطة جداً في العمل المؤسساتي والعمل التطوعي، أختها “إلهام” تصغرها بعام واحد وتعاني من نفس إعاقتها، لكنها لم تكمل دراستها الجامعية وهي نشيطة جداً بالصنع قطع صغيرة للمناسبات السعيدة.

تقول أماني “كنت أروح أنا وأختي على الأفراح والمناسبات للأقارب والأصدقاء، وكنا نلاحظ احتياجات الناس لبعض القطع الصغيرة المصنوعة بشكل يدوي كإضافة بسيطة لاستكمال الأفراح، ومن هنا فكرنا نستغل موهبتنا، وبدينا نفكر نعمل مشروع يخدم الناس ويوفر لنا دخل في ظل عدم وجود فرص أمامنا للوظائف”.

بدأت الأختان التفكير في كيفية توفير رأس مال صغير للانطلاق في مشروعهن، حتى اهتدين لإعلان على صفحة المنتدى الاجتماعي التنموي، يفيد بفتح المجال أمام الأشخاص ذوي الإعاقة للانتساب لمشروع يوفر منح لمشاريع صغيرة.

تقدمت الأختان بالطلب، وتم الموافقة على قبولهن. في بداية المشروع حصلنّ على تدريبات مكثفة بمشاركة 100 من أقرانهنّ في مجال تنمية المهارات الإدارية والمالية والتسويق الإلكتروني، ومن ثم انتقلت للمشاركة في مخيم “خطوة نحو المستقبل”، ضمن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”.

في المخيم، وبعد أن عملت بمشاركة أختها “إلهام” على تطوير وكتابة فكرة مشروعهنّ بإنشاء محل متخصص لبيع مستلزمات الأفراح وأعياد الميلاد وتغليف الهدايا، وقفت أمام لجنة التحكيم لعرض فكرتهما، وبالفعل أقنعت اللجنة، ليتم اختيار مشروعها محل “الشام” ضمن المشاريع الـ13 التي حصلت على تمويل.

الأختان “شبات” اللواتي ينتمينّ لأسرة متوسطة الدخل، حصلنّ على التمويل وانطلقت في مشروعهنّ والآن أصبح حلمهم حقيقة، محل له زبائن، ويدر عليهنّ الدخل، لكن هناك بعض المعيقات التي تواجههنّ في عملهنّ.

وحول المعيقات، تقول أماني “في البداية واجهنا مشكلة في إيجاد مكان مناسب لافتتاح المشروع، ولكن بعد أن وجدنا المكان مازلنا نواجه بعض النظرات والتعليقات السلبية من البعض حول عمل فتاة وخاصة إنها من ذوي الإعاقة، تعمل في محل يستقبل ذكور وإناث وسط السوق، البعض مازال لديه محدودية في التفكير”.

ولكن برغم بعض المعيقات، إلا أنهنّ يمتلكن الكثير من الإصرار و العزيمة للإستمرار في مشروعهنّ وتوسعته في المستقبل، بهدف تحصين أنفسهنّ بتوفير مصدر دخل مستمر يمكنهنّ من المضي قدماً في حياتهما وتوفير احتياجاتهنّ.

يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، استهدف 100 من الأشخاص ذوي الإعاقة، وينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *