“التعليم نحو الأمل”: جلسة حوارية ضمن قمة الشباب 2025 تناقش مستقبل التعليم بعد الحرب

انطلقت فعاليات الجلسة الأولى من “قمة الشباب 2025“، التي نظّمها المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، صباح الأحد 28 سبتمبر 2025، في مطعم العاصمة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تحت عنوان: “التعليم نحو الأمل“، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء وممثلي المؤسسات التعليمية.
وقد أدارت الجلسة شهد أبو زعنونة من مدرسة النزاهة، بحضور د. نادر أبو شرخ، نائب رئيس جامعة فلسطين للتعليم المستمر وخدمة المجتمع، حمزة أبو عيشة، مسؤول مساحات المنتدى الاجتماعي التنموي، بهاء الشطلي، منسق مجموعة التعليم في حالة الطوارئ – اليونيسف، محمد نصار، مدير المشاريع في وزارة التربية والتعليم.
التعليم.. والمبادرات والابتكار
وتناولت الجلسة الأولى من قمة الشباب، عدّة محاور، أبرزها: واقع التعليم تحت الهدم والنزوح، المبادرات الشبابية التي أسهمت في إيجاد بدائل للتعليم، دور الابتكار والتكنولوجيا في بناء منظومة تعليمية آمنة وعادلة، ومحور آخر حول سؤال “من يحدد أولويات التعليم في مرحلة التعافي؟”.
أكد د. نادر أبو شرخ أن قطاع غزة يعيش “إبادة تعليمية حقيقية”، قائلاً: “97% من المدارس تضررت جزئيًا أو كليًا، وأكثر من 87 ألف طالب جامعي تضرروا نفسيًا بسبب توقف الجامعات. ومع ذلك، أثبتت الجامعات قدرة على إيجاد حلول عبر التعليم الإلكتروني، رغم التحديات الكبيرة في التخصصات التطبيقية”، مشددًا على أن الإرادة المجتمعية والشبابية تمثل بارقة أمل للاستمرار.
أما حمزة أبو عيشة فتحدث عن المساحات التعليمية باعتبارها مبادرة شبابية رائدة، قائلًا: “بدأت كخطوة إسعافية بسيطة لضمان استمرار التعليم، ومع الوقت تحولت إلى نموذج بديل ومرن رغم القصف والنزوح ونقص التمويل. ورغم التحديات الأمنية والنفسية، أثبت الشباب قدرتهم على حماية حق أطفالنا في التعلم”، داعيًا إلى توفير دعم أكبر لهذه المبادرات.
بدوره، أشار بهاء الشطلي إلى ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا: “التعليم في غزة يحتاج إلى نظام طوارئ رقمي موحد يعتمد على المرونة والعدالة والشفافية والاستدامة. إن رقمنة المنهاج الفلسطيني وتوحيد المنصات التعليمية يمكن أن يحمي العملية التعليمية من الانقطاع في ظل أي طارئ”، موضحًا أن التكنولوجيا لم تعد خيارًا بل ضرورة.
من جانبه، شدد نصار على دور وزارة التربية والتعليم في صياغة الأولويات قائلاً: “الوزارة تعمل بالشراكة مع اليونيسف والجامعات المحلية لبناء خطط للتعافي التعليمي، لكن هذه الخطط لا يمكن أن تنجح دون إشراك الشباب والمجتمع المحلي”.
وقد أكّد على أنّ “المرحلة القادمة يجب أن تكون شاملة تشاركية، تعكس احتياجات الطلبة والمعلمين بشكل مباشر”.
تنسيق عالي.. وإشراك للطلبة والشباب
أوصت الجلسة بضرورة تعزيز التنسيق بين وزارة التربية والتعليم وكلّ المؤسسات التعليمية والمجتمعية لضمان توحيد الجهود والموارد، مع توسيع ودعم المساحات التعليمية كمبادرات شبابية مبتكرة تسهم في حماية واستمرار التعليم في ظل الظروف الطارئة.
كما شددت على أهمية تطوير منصة تعليمية رقمية فلسطينية موحدة لحالات الطوارئ لضمان استمرارية العملية التعليمية، مع إشراك الطلبة والشباب بشكل مباشر في رسم السياسات التعليمية ووضع خطط التعافي بما يعكس احتياجاتهم ويعزز مشاركتهم الفاعلة في بناء مستقبل تعليمي أكثر أمانًا وعدالة.
واختُتمت الجلسة بتأكيد شهد أبو زعنونة أن مستقبل التعليم في غزة لن يُبنى إلا بتضافر جهود جميع الأطراف الحكومية والمجتمعية والدولية، مشيرة إلى أن الإرادة الشبابية والابتكار التكنولوجي يمكن أن يشكلا أساسًا لمرحلة تعافٍ تعيد الأمل للأجيال القادمة.
قمة الشباب
جاءت “قمة الشباب 2025“، بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، لتشكل منصة حوارية سنوية تجمع الشباب الفلسطيني مع صُنّاع القرار وممثلي المؤسسات الوطنية والدولية.
وقد تناولت القمة هذا العام قضايا محورية مثل عدالة توزيع المساعدات، مستقبل التعليم والعمل، ودور الشباب في قيادة جهود التعافي من آثار الحرب، مؤكدة على أن مشاركة الشباب تمثل مدخلًا أساسيًا لإعادة بناء مجتمع أكثر عدلًا ومساءلة.
شاهد: كلمة محمود الزنط المدير العام لـSDF خلال انطلاق فعاليات قمة الشباب لعام 2025