الجلسة الثالثة من “قمة الشباب 2025”: توصيات هامّة لتنظيم العمل الإنساني في مخيمات النزوح

انعقدت الجلسة الثالثة من فعاليات “قمة الشباب 2025“، يوم 30 سبتمبر 2025، افتراضيًا عبر “زووم” ومن خلال البث المباشر في المنصات الإلكترونيّة، وقد جاءت بعنوان “مخيمات النزوح: كيف ننظم العمل الإنساني وسط الفوضى“، حيث تضمّنت نقاشًا جادًا حولَ مخيمات النازحين وآليات التوزيع وعدالتها فيها.
وجاءت الجلسة في إطار “قمة الشباب 2025“، تحت شعار: “الشباب.. من الأزمة إلى قيادة التعافي“، حيث انعقدت على مدار ثلاثة أيام بين 28 و30 سبتمبر، في وسط قطاع غزّة، بقيادة مجموعة من فرسان النزاهة، وخريجي مدرسة النزاهة، والذين تلقّوا تدريباتٍ مكثّفة على مدار الأشهر الماضية في النزاهة والشفافية وإدارة الحوار والنقاش.
وأدارت الجلسة الشابة رؤى أبو عبادي، وشارك فيها، هاني الرملاوي، مدير التطوير والشراكة الاستراتيجية للإغاثة الزراعية الفلسطينية، أمجد الشوا، مدير عام شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وحسام صبح، منسق مشروع في المنتدى الاجتماعي التنموي.
محاور النقاش
ناقش المتحدثون أربعة محاور رئيسية: واقع النزوح الداخلي في غزة، إشكاليات إدارة مراكز الإيواء، دور الشباب في تنظيم الاستجابة الميدانية، وسبل بناء نظام إدارة إنساني أكثر كفاءة.
استهل الرملاوي النقاش بالقول: “ما يجري في غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ بالكاد يحصل الفرد في مراكز النزوح على نصف متر مربع بدلًا من 3.5 متر مطلوبة في الظروف الطبيعية، وهذا ما أدى إلى تفشي الأمراض وتعقيد المشهد الاجتماعي”.
وأكد أن غياب خطة استراتيجية واضحة يبقي الأوضاع مرشحة للمزيد من التدهور، داعيًا إلى حلول أكثر استدامة مثل توفير كرفانات أو خيام ملائمة، إلى جانب وقف الحرب وفتح المعابر لإدخال الموارد الأساسية.
من جانبه، ركّز الشوا على إشكاليات إدارة مراكز الإيواء، قائلاً: “المنظمات الأهلية كانت في الخط الأول للاستجابة، لكنها عملت بموارد محدودة، فيما انسحبت معظم المؤسسات الدولية نحو الجنوب. غياب قاعدة بيانات موحدة للنازحين سبب ارتباكًا كبيرًا في توزيع المساعدات، لذلك لا بد من توحيد الجهود مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني”، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة العمل الإنساني بما يضمن المساءلة والعدالة في التوزيع.
أما صبح فقد أبرز الدور المحوري للشباب خلال الحرب، موضحًا: “الشباب لم يكونوا مجرد مستفيدين، بل كانوا في الصفوف الأولى ينظمون حركة الناس، يبتكرون أنظمة تسجيل للمستفيدين، ويتتبعون الموارد باستخدام أدوات بسيطة. هذه التجارب برهنت أن الشباب قادرون على إدارة الأزمات إذا تم تمكينهم”.
وأشار إلى أن المنتدى الاجتماعي التنموي عمل على تدريبهم على معايير العمل الإنساني واحتضان مبادراتهم، ودعمهم، للتأكيد على دور الشباب، حيث كانوا في الخط الأوّل لأي عمل إنساني وتنموي خلال الأشهر الماضية.
توصيات هامّة
خرجت الجلسة بعدة توصيات أبرزها، التأكيد على إنشاء هيئة تنسيقية مركزية تضم جميع الأطراف من مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات دولية وفرق شبابيّة ومختلف الجهات ذات العلاقة، توحيد قاعدة بيانات خاصة بالنازحين، تطوير معايير ملزمة لإدارة مراكز الإيواء، إشراك الشباب في الإدارة والتخطيط، والتحول نحو استجابة أكثر استدامة، عبر توفير حلول إسكان كريمة كالخيام الملائمة أو الكرفانات.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن تنظيم العمل الإنساني وسط الفوضى يتطلب رؤية شاملة تبدأ بوقف الحرب، وتمر بتوحيد الجهود وقواعد البيانات، وتنتهي بتمكين الشباب والمجتمع المحلي كشركاء أساسيين في إدارة حياتهم.
قمة الشباب
جاءت “قمة الشباب 2025“، بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، لتشكل منصة حوارية سنوية تجمع الشباب الفلسطيني مع صُنّاع القرار وممثلي المؤسسات الوطنية والدولية.
وقد تناولت القمة هذا العام قضايا محورية مثل عدالة توزيع المساعدات، مستقبل التعليم والعمل، ودور الشباب في قيادة جهود التعافي من آثار الحرب، مؤكدة على أن مشاركة الشباب تمثل مدخلًا أساسيًا لإعادة بناء مجتمع أكثر عدلًا ومساءلة.