الجلسة الثانية من “قمة الشباب 2025”: الشباب يطالبون بالعدالة في توزيع المساعدات وتعزيز آليات الرقابة

انعقدت الجلسة الثانية من فعاليات “قمة الشباب 2025“، يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025، عبر تقنية “زووم”، بعنوان: “أين تذهب المساعدات؟ الشباب والعدالة في التوزيع“، حيث ناقشت آليات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة والفجوات القائمة، وأدوات الشباب في الرصد والمساءلة المجتمعية.
وجاءت الجلسة في إطار القمة التي نظّمها المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، تحت شعار: “الشباب.. من الأزمة إلى قيادة التعافي“، والتي امتدت على مدار ثلاثة أيام (28–30 سبتمبر) في وسط قطاع غزة، بقيادة مجموعة من فرسان النزاهة وخريجي مدرسة النزاهة.
أدارت الجلسة رولا عاشور من شباب النزاهة، حيث شارك فيها، د. فداء صبح، مدير ملتقى المستشفيات والمطابخ الميدانية والمطاعم في المطبخ المركزي العالمي، وعلي عبد الوهاب، مسؤول المتابعة والتقييم في المنتدى الاجتماعي التنموي، ووائل بعلوشة، المدير الإقليمي للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان.
المساعدات.. والشباب
ناقش المتحدثون ثلاثة محاور رئيسية، تضمنت: آليات توزيع المساعدات والفجوات القائمة، الشباب على الخط: من التوثيق إلى الرصد المجتمعي والرقابة، وأدوات الشباب في الرصد والمساءلة.
وقالت فداء صبح إنّ “الفجوة بين حجم الاحتياجات الهائلة والإمكانيات المحدودة تبقى التحدي الأكبر أمام توزيع المساعدات. ورغم اعتماد آليات للتقييم الميداني وخطوط شكاوى وصناديق ملاحظات، إلا أن ضغط النازحين وضعف البنية التحتية أعاقا وصول المساعدات بعدالة”، مشيرة إلى أن التنسيق مع الشركاء المحليين يبقى أداة أساسية لتفادي الازدواجية وضمان الشفافية.
أما علي عبد الوهاب فأكد على دور الشباب في الرقابة قائلاً: “الشباب استطاعوا، رغم المخاطر والانقطاع المتكرر للاتصال والإنترنت، توثيق الانتهاكات باستخدام أدوات رقمية بسيطة. ابتكروا حلولًا مثل إخفاء الهوية والتحايل على الخوارزميات لمنع حظر محتواهم، وهو ما برهن على وعيهم بدورهم الرقابي رغم التحديات”.
بدوره، شدد وائل بعلوشة على أهمية الأدوات المؤسسية للرصد والمساءلة قائلاً: “لا يكفي الرصد العشوائي أو الاعتماد على الأقاويل. نحن بحاجة إلى فرق شبابية مدرّبة تعتمد على بيانات دقيقة وموثوقة. كما أن اعتماد دليل النزاهة الصادر عن أمان في عمليات التوزيع خطوة ضرورية لمنع الفساد وضمان العدالة في الوصول إلى المساعدات”.
توصيات هامّة ومركزية
وأكدت الجلسة على ضرورة إنشاء شبكة رئيسية تتلقى انتهاكات الشباب المصورة وتوصلها لأصحاب القرار، وتحديد احتياجات المواطنين بدقة قبل توزيع المساعدات لتجنب بيعها أو إساءة استخدامها.
كما شدّدت على اعتماد دليل النزاهة الصادر عن ائتلاف “أمان” في توزيع المساعدات، وضرورة إشراك الشباب في عمليات الرصد والمتابعة كأداة لتعزيز الشفافية والمساءلة.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن ضمان العدالة في توزيع المساعدات الإنسانية يتطلب تنسيقًا أوثق بين المؤسسات، وتوحيد قنوات إيصال المساعدات إلى مستحقيها، إلى جانب تمكين الشباب كشركاء في الرقابة والمساءلة.
قمة الشباب
جاءت “قمة الشباب 2025“، بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، لتشكل منصة حوارية سنوية تجمع الشباب الفلسطيني مع صُنّاع القرار وممثلي المؤسسات الوطنية والدولية.
وقد تناولت القمة هذا العام قضايا محورية مثل عدالة توزيع المساعدات، مستقبل التعليم والعمل، ودور الشباب في قيادة جهود التعافي من آثار الحرب، مؤكدة على أن مشاركة الشباب تمثل مدخلًا أساسيًا لإعادة بناء مجتمع أكثر عدلًا ومساءلة.
شاهد: الجلسة الثانية من قمة الشباب 2025