الخيمة التعليمية الثالثة في دير البلح: تدخلات المنتدى تُساعد الأطفال
افتتح المُنتدى الاجتماعي التنموي، مساحةً تعليميّة آمنة في مُخيم “عشان فلسطين 5” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، استمرارًا لدوره في افتتاح عدة خيم تعليميّة لمساعدة الطلبة النازحين، وذلك في إطار مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال واليافعين“، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبالشراكة مع لجنة الشباب الاستشارية YAP.
جرى الافتتاح المُميّز في المخيم الذي قُرب شارع الـ 17 غرب مدينة دير البلح، بحضورٍ حاشد ولافت، من النازحين في المكان ومجلس إدارة المُخيم، والمؤسسات المجتمعية والمحلية، عدا عن طاقم المُنتدى من مختلف مشاريعه، وأهالي الأطفال والمُعلمين.
نؤمن بالأطفال
دشّنت الافتتاح أنغام مطر مدير المشروع، التي رحّبت بالحاضرين في الحدث، متحدثةً عن المشروع وفكرته وضرورة افتتاح المساحات التعليميّة، وقالت إن “العمل في مرحلة الطوارئ ليس بالأمر الهيّن نهائيًا، لكن نحن في المنتدى نحاول قدر الإمكان تلبية احتياجات النازحين، ضمن تدخلاتنا سواء التعليمية أو التدخلات والمساعدات الغذائية أو بأي شيءٍ آخر، ونبذل كل طاقتنا في إطار برنامج “عشان فلسطين”.
هذا وتحدّث ناجي ناجي، عضو مجلس إدارة المُنتدى قائلًا “صراحةً تختلف مشاعرنا، بوجود هذا النفس، من قاماتٍ علمية ووطنية، والجهود المبذولة من فريق المشروع حتى نصل لهذه المرحلة. مشاعرنا مختلفة، لأننا يفترض تواجدنا في مدارسنا التعليمية ونعيش بشكلٍ طبيعي مع الأطفال في الإذاعة والاحتفالات ونهايات العام، لكن اليوم نتواجد في خيمة، لكن هناك إصرار أن نكمل الطريق. فلسفتنا ورؤيتنا تقول إن التعليم حق للجميع، إيماننا بحق الأطفال بالترفيه والتعلم والتمكين الصحيح، يجعلنا نصل لما نقوم به اليوم”.
بدوره، ألقى الدكتور عبد الجليل صرصور، كلمة مجلس إدارة مخيم “عشان فلسطين 5”، قائلًا إننا “اليوم نلتقي ليس في الصورة الذهنية للمدرسة الحقيقيّة، المرسومة في أذهاننا، نلتقي في خيمة فرضتها علينا قسوة الظروف وصعوبة الحياة، وهذا الأمر تأكيدٌ على صمودنا وثباتنا في وجه المحن والمصاعب، وهو رسالة نبعث بها للعالم أجمع، أننا شعبٌ مهما اشتدت علينا الأزمات لن نتخلى عن الحق في بناء مستقبلٍ أفضل لأبنائنا”.
اليوم الطلبة جاؤوا رغم قسوة الظروف التي نعيشها، مصرّين على مواصلة تعليمهم، وقد تكون هذه الخيم رمز للمعاناة، لكنها رمزٌ للإصرار والأمل والتحدي، لأن العلم هو الطريق الوحيد للتغيير والبناء.
الدكتور عبد الجليل صرصور
أمّا حمزة أبو عيشة، منسق الخيم التعليمية، فقد أضاف بدوره “في أول مساحة افتتحناها قلنا إننا نحرز هدفًا في شباك الموت والتجهيل والنزوح، واليوم نحرز الهدف السابع في هذه الشباك، غير الأهداف التي أحرزناها في مدينة غزة، وهذا لم يكُن لولا إدارة ساهمت بشكل كبير في الدعم، وفريق عمل متكامل، ومشاريع مختلفة تدعم وتدفع نحو النجاح، وهو ما لاقيناه من دعمٍ من مراكز الإيواء وإداراتها، وهو ما نراه في وجوه الأطفال من أمل وتفاؤل وانتظار”.
أجواء الأمل
بمشاعر مختلفة بين الأمل وبين الألم، جرى الافتتاح، إذ وضع الحاضرين العديد من الرسائل التي كُتبت على لوحة في مقدمة ومدخل الافتتاح، بعنوان “رسائل الأمل“، وهي رسائل من الحاضرين للمنتدى الاجتماعي التنموي وفريق المشروع وللأطفال، كي تؤكد على أهمية العمل المُستمر في دعم مسيرة التعليم.
ونظّم شباب “شبكة معًا نحو الأمل” فعاليةً ترفيهية سريعة للأطفال والأهالي، خلال حفل الافتتاح، حيث قدموا العديد من الألعاب والأنشطة الترفيهية لهم، في إطار التعارف وكسر الجمود، وفي فرصةٍ لافتة للأهالي للاندماج مع الأطفال، في ظل الظروف الحالية في قطاع غزّة.
في كُل القطاع
جاء افتتاح المساحة، في سياق افتتاح 12 مساحة تعلّم آمنة، تتوزّع على كُلّ مناطق قطاع غزّة، في إطار مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعلم والرفاهية للأطفال واليافعين”.
وتتوزّع مساحات التعلّم في ثلاثة مناطق رئيسية، في محافظات جنوب قطاع غزّة، وفي وسطه، وفي غيرها في شمال القطاع، بواقع مساحتيْن في كُل محافظة.
ويجري تنفيذ المشروع من قبل المنتدى التنموي الاجتماعي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، بمشاركة اللجنة الاستشارية الشبابية “YAP”، ويهدُف إلى تحسين وصول الأطفال والمراهقين إلى أنشطة التعليم غير الرسمي ورفع الوعي بقضايا العنف والحماية وتحسين مهاراته، بحيث يسعى إلى زيادة مشاركة الشباب من كلا الجنسين في دعم المبادرات التعليمية والترفيهية للمراهقين والأطفال وتشكيل شبكة شبابية لتحقيق هذا الغرض.