“الدعادلة” توفر دخلها بصنع أثواب التطريز الفلاحي الفلسطيني

كتب/ سالمالريس
داخل منزلها، المكون من غرفة واحدة وحمام ومطبخ صغير، في مخيم الشاطئ على مقربة من شاطئ البحر، تجلس “نبيلة الدعادلة” خلف ماكنة الخياطة الخاصة بها مبتسمة، وهي تحول الأقمشة المشغولة بالتطريز الفلاحي المأخوذ عن التراث الفلسطيني، والمشغولة بنقشات وألوان متناسقة إلى ملابس نسائية تراثية راقية.
الدعادلة من ذوي الإعاقات الحركية الجزئية، تعلمت الخياطة منذ عشرون عاماً في مشغل يتبع لأحد المؤسسات المحلية، أتقنتها هناك ومن ثم انطلقت في العمل وحدها بعد سبع سنوات من التعلم، إلى جانب حصولها على شهادة دبلوم متخصصة في الخياطة.
على مدار السنوات الماضية، عملت مع مجموعة من البنات الناشئات في مجال الخياطة والتطريز، دربتهم وعلمتهم وأحسنت معاملتهم، حيث أصبحوا يعملون معها في إنجاز الطلبيات لزبائنها من المؤسسات والأفراد، الباحثين عن الأثواب المطرزة بطريقة احترافية.
مع مرور السنوات في عملها، واجهتها بعض المشاكل، عملت على حلها بطرق حكيمة، وأصبحت تحلم بتوسيع مشروعها وزيادة عدد زبائنها، ونشر مشغولاتها اليدوية من أثواب مطرزة وكابات وشالات لمختلف الأعمار من النساء والفتيات على أوسع نطاق.
وفي يوم، حدثتها صديقتها عن مشروع لمنح صغيرة يستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة في المنتدى الاجتماعي التنموي، وبالفعل تقدمت “الدعادلة” بطلب الاشتراك في المشروع، وقالت “قدمت للمشاركة في المشروع، ولما تم اختياري أكون ضمن المشاركين قررت أتعامل معه بشكل جدي وأركز في التدريبات إلى استفدت منها بشكل كبير بأكثر من جانب”.
وحول الجوانب التي استفادت منها، أضافت “حصلنا على تدريب في تطوير مهاراتنا الإدارية والمالية، وتعلمنا كيفية التسويق لمنتجاتنا إلكترونياً عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي”، منوهة إلى أنها لم تكن تملك خبرة واسعة في هذه المجالات، وكانت تعتمد على طرق بسيطة في الحسابات وطريقة التسويق عن طريق زبائنها فقط.
بعد الانتهاء من التدريب مع المنتدى على مدار أسبوعين متتالين، تم اختيار الدعادلة لتكون ضمن 50 من الأشخاص ذوي الإعاقة في مخيم “خطوة نحو المستقبل” للعمل أكثر على أفكار مشاريعهم الصغيرة بمساعدة فريق عمل متخصص، تم في نهايته اختيار 13 مشروعاً للتمويل، حيث كان مشروع “الدعادلة” أحد تلك المشاريع الفائزة.
وبالفعل حصلت “الدعادلة” على التمويل وانطلقت في استكمال مشروعها، وتقول “حصلت على تمويل مكنني من شراء مواد خام، من أقمشة وخيوط للتطريز وبعض المستلزمات الصغيرة، وبدأت في انتاج قطع مطرزة وعرضها على صفحة الفيسبوك والانسجرام التسويقية التي ساعدني في انشائها المنتدى، وبدأت بالحصول على زبائن جدد أيضاً”.
ونوهت إلى أن توسعة المشروع وعدد زبائنها يمكنها من الاستمرار في الحياة والقدرة على شراء مستلزماتها الحياتية دون اللجوء للمساعدة من أحد، وهكذا أصبحت صاحبة مشروع مستقل يمكنها من الاستقلال مادياً.
يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).