بسمة الشاعر: رحلة نزوح تُخفف أعباءها المُساعدات

رحلة نزوح مُتكرّرة وصعبة عاشتها المواطنة “بسمة محمد مرزوق الشاعر”، من مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة، إلى أن وصلَ بها الحال في خيمةٍ من تقديم المُنتدى الاجتماعي التنموي SDF ومؤسسة ShelterBox، في منطقة مواصي خانيونس، ضمن مُخيمٍ كبير للنازحين.

بسمة، المُتعلّمة والخريجة الجامعية، هي في الوقت نفسه، من ذوي الإعاقة الحركية، فيما زوجها من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، ما وضعُهما في تحدٍ صعب، خلال الحرب الإسرائيلية المُستمرّة على قطاع غزّة منذ أكتوبر 2023، ومعاناةٍ طويلة في ظلّ الظروف المتراكمة.

بسمة الشاعر

نزحنا أكثر من مرة، بدايةً إلى حي تل السلطان ثم منطقة العلم في رفح ثم إلى القرارة، وبعدها إلى هنا مواصي خانيونس”، وتُضيف في الحديث عن المُعاناة المُتراكمة كلّ يوم قائلةً: “تبهدلنا بهدلة كبيرة، لا يعلم فيها إلا الله، ما بنقدر نمشي.. معاناتنا كانت صعبة.

بسمة الشاعر

تصِف بسمة في حديثها، المُعاناة الكبيرة للنازحين في توفير أغراضهم واحتياجاتهم الشخصيّة، خصوصًا بعد رحلات الهرب الطويلة، ففي كُل مرّة تهرُب العائلة إلى منطقة، تضطرُّ إلى حمل كل أغراضها في لحظةٍ، وأحيانًا تلجأ للفرار دون أخذ أيّ شيء، ما يجعلُ أعباءها أكبر وأصعب.

تُضيف بسمة “ما قدرنا نوفر مواردنا الشخصية وتغلبنا في توفير الاحتياجات. كل شخص بحاول يساعد نفسه وأطفاله، أما أطفالي ما قدرت أساعدهم، بدايةً نمنا في الشارع، أنا مع الإعاقة كنت في ظروف صعبة، ظروف لا تحترم القوانين الدولية ولا حقوق الإنسان. بنتمنى يكون في معاملة أفضل وتعامل أحسن مع ذوي الإعاقة وتوفير لكل الخدمات إلهم”.

أمّا عند استلامها للمساعدات الأخيرة التي تم تقديمها من فريق المُنتدى، تقول بسمة مُعبرةً عن امتنانها وسعادتها، وعن الاستقرار الذي وصلت إليه العائلة، بالقول “استلام الخيمة والموارد والفرشات اللي معها، ساعدتنا بشكل كبير وخففت عنا وسهّلت الأمور معنا.. هاي المساعدة بتخفف معاناتنا”.

وقام المُنتدى بتوزيع جالونات المياه، مع خيمةٍ كاملة لمعيشة الأُسرة بكامل احتياجاتها، إضافةً إلى الفراش والأغطية، وباقي المُستلزمات الحياتية التي ستُعين بسمة وعائلتها، حيث قالت عن ذلك “احنا عنا احتياجات لجالونات مياه وحرامات ومنظفات وخيم، كل هذه الاحتياجات تُساعد على إكمال حياتنا”.

تعيش بسمة الآن داخل خيمة، قام بتقديمها لها فريق المُنتدى الاجتماعي التنموين حيث تمّ ذلك بالتعاون مع مؤسسة ShelterBox، التي تُساهم في تقديم العديد من الخدمات والاحتياجات للمواطنين والنازحين في قطاع غزّة، الذين يُعانون من ظروف الحرب.

نزحت بسمة من رفح، ومنذُ ذلك الحين تتكرر معاناتها ومعاناة عائلتها، فالأشخاص ذوي الإعاقة من أكثر الفئات التي تضرّرت نتيجة الحرب، وهو ما يجعلُ التحديات بالنسبة إليهم أكبر.

لا تُريد بسمة من الحياة شيئًا، سوى أنها تسعى لتأمين حياة أبنائها وعائلتها، في ظلّ هذا الوضع الكارثي، المُمتد منذُ أكثر من عامٍ كامل، وتقول عن ذلك: “الواحد منا بدو يسد رمقه ورم أولاده”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *