بعدما كانت عاطلة عن العمل.. “دبو” تفتتح مشروعها لصناعة “الكعك والمعمول”
المنتدى الإجتماعي التنموي
وسط مطبخ منزلها في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، تجلس الشابة العشرينية “ليلى دبو”، على طاولة المطبخ تحضر عجينة الكعك المحشو بالعجوة وآخر بالمكسرات، محاولة تجهيز الطلبية لأحد زبائنها وإيصالها في الوقت المطلوب.
“دبو” خريجة جامعية، وهي فتاة من ذوات الإعاقة السمعية “الصم”، حيث أنها لا تستطيع الحديث بشكلٍ جيد، ولكنها تُعد أشهى أنواع الكعك والمعمول، فقد حصلت سابقاً على دورات متخصصة في جمعيات تعنى بتطوير مهارات وقدرات “الصم” في قطاع غزة.
وحتى تكون طريقة التواصل سهلة، استعان كاتب القصة بمترجم إشارة ذو خبرة، كي نتعرف على مشروعها الذي تعمل عليه حالياً.
تقول دبو “بعدما حصلت على تدريبات سابقة في طريقة صنع الكعك والمعمول، ونتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة، بدأت تفكر في إنشاء مشروعها الخاص لتلبية رغبات الزبائن، وبسبب عدم قدرتها المادية بدأت في البحث عن تمويل لمشروعها”.
أثناء تواجدها على شبكات التواصل الاجتماعي، قرأت إعلان على صفحة المنتدى الاجتماعي التنموي، يعلن فيه عن إطلاق مشروع لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اجتماعياً واقتصادياً من خلال دعم مشاريعهم الصغيرة مادياً، وبالفعل سجلت وتم قبولها بعد اجتيازها للمقابلة الشخصية.
شاركت “دبو” برفقة 100 آخرين من ذوي الإعاقة في تدريبات على مدار أسبوعين، حول تنمية قدراتها الإدارية والمالية، وتمكينها من استخدام التسويق الإلكتروني بطريقة احترافية، وكتابة خطط الأعمال، بمساعدة وإشراف فريق متخصص في هذه المجالات.
فيما بعد تم اختيارها للمرحلة الثانية برفقة 50 آخرين، للمشاركة في مخيم “خطوة نحو المستقبل” بهدف كتابة مشروعها وعرضه على لجنة التحكيم، حيث تم توفير مترجم إشارة ومختصين لمساعدتها طيلة التدريبات.
لجنة التحكيم اختارت مشروعها ضمن المشاريع الـ13 الحاصلة على تمويل، وتقول “بعد توقيع العقود، بدأت بشراء المواد الخام التي أحتاجها، وفرن للخبيز وبعض الأدوات التي أحتاجها في صنع الكعك والمعمول”.
بعدما انطلقت “دبو” في مشروعها وبدأت بتلقي طلبات الزبائن، شعرت أنها على أولى خطوات النجاح، والتي ستمكنها من توفير عملٍ مستقل، وبمقابل مادي يمكنها من توفير احتياجاتها، أما عن طموحاتها، تقول “نفسي الزبائن تزيد والمشروع يكبر، وأقدر أفتح محل خاص لي لصناعة وبيع الكعك والمعمول”.
يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).