تحديًا للحصار.. افتتاح مساحات تعليمية آمنة في مدينة غزّة

افتتحَ المُنتدى الاجتماعي التنموي، مساحتيْن تعليميتيْن آمنتيْن في موقعيْن بمدينة غزّة، ضمن مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال واليافعين“، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبالشراكة مع لجنة الشباب الاستشارية YAP.

وتقع المساحة الأولى في مدرسة فلسطين الواقعة في شارع الثورة وسط المدينة، بينما تقع الثانية في مدرسة عبد الرحمن بن عوف الواقعة في شارع الجلاء قُرب مفترق الشيخ رضوان، شمالي المدينة.

وانضمَ نحو 80 طالبًا للعملية التعليميّة في كُلّ مساحة، بإجمالي 160 طالبًا من الأطفال واليافعين في المساحتيْن، حيث يُساهم ثلاثة مُعلمين في تدريسهم في كُل مساحة، بإجمالي 6 مُعلمين في المدينة.

ويتركّز العمل في المواقع التعليميّة على المراحل من الصف الرابع الابتدائي، وصولًا إلى مرحلة الثاني الثانوي (الحادي عشر).

حماس كبير من الأطفال

أجواء مُميّزة لاقاها افتتاح المساحات التعليميّة في المدرستيْن، رافقهُ حماسٌ كبير من الأطفال الذين اشتاقوا للعملية التعليميّة وللعودة إلى مقاعد الدراسة، حيث لاحظ فريق المُنتدى إقبالًا كبيرًا على المشاركة والتسجيل.

وقد أثنى الكثير من الأهالي على هذه الخطوة، لما فيها مُساهمة في تعزيز عودة الطلاب لمدارسهم ولدور تعليمهم، ومحاولة دمجهم في المجتمع بشكلٍ أفضل، بعيدًا عن واقع الحرب والظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي خلقتها.

وتقول ياسمين مهنا، منسقة المشروع في شمال القطاع، إنّ “الإقبال كان كبيرًا، لدرجة أننا بعد انتهاء التسجيل من العدد المُحدد، لاقينا إقبالًا أكبر، ما دفعنا لتسجيل أعداد أُخرى على قوائم الانتظار لاحقًا”.

يوم ترفيهي قبل الافتتاح

نظمَ فريق المُنتدى في بداية الافتتاح، يومًا ترفيهيًا لتشجيع الأطفال على التسجيل والانضمام إلى المساحات التعليميّة، ولضمان أن لا يتغيّب الأطفال عنها.

وساهمت شبكة شباب المُنتدى الاجتماعي التنموي في اليوم الترفيهي، ومتطوعي شبكة “شباب معًا نحو الأمل“، الذين نفذوا العديد من الفقرات للأطفال، مع الأغاني الشعبية وأغاني الأطفال، ومع رقص الدُمى والألعاب التفاعلية المُتنوعة.

تتحدّث ياسمين مهنا عن الأمل الكبير بعد افتتاح مساحات التعليم، حيث تقول “على الرغم من قسوة الظروف والتحديات اليومية هنا في شمال غزة، إلا أن عزيمة الطلاب وإصرارهم على التعلم يبرهنان على حبهم العميق للحياة وللعلم”.

تنظر ياسمين للأطفال وتُضيف “في وجوههم أرى الأمل وفي عيونهم أرى مستقبلاً مشرقاً، فهم الجيل الذي سيصنع التغيير، ويتحدى كل الصعوبات ليبني غدٍ أفضل”.

من الشمال إلى الجنوب

جاء افتتاح المساحتيْن، في سياق افتتاح 12 مساحات تعلّم آمنة، تتوزّع على كُلّ مناطق قطاع غزّة، في إطار مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعلم والرفاهية للأطفال واليافعين“.

وتتوزّع مساحات التعلّم في ثلاثة مناطق رئيسية، في محافظات جنوب قطاع غزّة، وفي وسطه، وفي غيرها في شمال القطاع، بواقع مساحتيْن في كُل محافظة.

ويجري تنفيذ المشروع من قبل المنتدى التنموي الاجتماعي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، بمشاركة اللجنة الاستشارية الشبابية “YAP”، ويهدُف إلى تحسين وصول الأطفال والمراهقين إلى أنشطة التعليم غير الرسمي ورفع الوعي بقضايا العنف والحماية وتحسين مهاراته، بحيث يسعى إلى زيادة مشاركة الشباب من كلا الجنسين  في دعم المبادرات التعليمية والترفيهية للمراهقين والأطفال وتشكيل شبكة شبابية لتحقيق هذا الغرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *