دينا تُشاركنا تجربتها.. “أدركتُ قوّة السوشيال ميديا في عمل المناصرة”
الرقمنة لغة العصر، وينسحب هذا على عملنا في المُناصرة المجتمعية، فإلى جانب جُهودنا المبذولة على الأرض لابدّ أن ننشط كذلك في العالم الرقمي، لتصل رسائلنا وخدماتنا إلى عدد أكبر من جُمهورنا المُستهدف، وليتمكّن هو أيضًا من الوصول إلينا والمشاركة في خططنا وأنشطتنا.
تقول دينا أبو شهلا، مُنسّقة مشاريع في جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة، بعد مُشاركتها في تدريب “المناصرة الرقمية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز التواجد الرقمي للمؤسسات المحلية”، الذي نفّذه مركز وصلة. وتُضيف أنّ “التدريب كان نوعيًا؛ إذ تعرّفنا فيه على مفهوم المُناصرة الرقمية وأدواتها، وكيفية استثمار هذه الأدوات في تحقيق أهدافنا في حملة المناصرة، لخدمة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.”
ويأتي التدريب ضمن أنشطة مشروع تحسين الاستجابة المحلية لمُناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة “وصلة”، المُنفّذ بالشراكة مع مُؤسسة العون الطبي للفلسطينيين (MAP). وشارك فيه تسعة عشر من العاملين والعاملات في مُؤسسات المُجتمع المدني، على مدار ستة أيام تدريبية.
وعمّا تضمّنه التدريب، قالت دينا إنّه “ركّز على تعزيز الوعي بحقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، من منظور حقوقي، وتعرّفنا على القوانين المحلية والدولية المنوط بها حماية هذه الحقوق، بالإضافة إلى أهمّ التحدّيات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين.”
وأضافت “تعرّفنا أيضًا على مراحل بناء حملات المناصرة الفاعلة، ذات الأهمية الكبيرة في دعم وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتذليل العقبات التي تقف حاجزًا أمام إدماجهم وشمولهم في المُجتمع”
وعن المحور الثاني الذي تناوله التدريب، قالت دينا “تعلّمنا مهارات رقمية جديدة، واستخدمنا أدوات وتطبيقات رقمية خلال التدريب، لاستثمارها في حملات المناصرة، وكذلك تعرفنا على ميزات موجودة في شبكات التواصل الاجتماعي تُساعد في الوصول للجمهور المستهدف، وتزيد من تفاعله، بما يحقق أهداف حملة المناصرة.”
وعلى الصعيد الشخصي، قالت دينا “استفدت من المهارات التي تعلّمناها في التدريب، وبدأت باستخدام الأدوات الرقمية والتطبيقات الجديدة، وهو ما شكّل فارقًا بالنسبة لي بعد التدريب وخلال عملي في الجمعية، خاصة في استخدام منصات التواصل الاجتماعي والاستفادة مما تُقدّمه من مميزات توفر الوقت والجهد، وتُساعدني في مهام المتابعة مع المستفيدين.”
ورأت دينا أنّ هذه المعارف والمهارات تُساهم في تعزيز التواجد الرقمي للمؤسسات، وهو ما يُسهّل الوصول للجمهور المُستهدف، كما يُعرّف الجمهور بالمؤسسة ورسائلها وخدماتها، وبالتالي التفاعل معها، وهو ما يُتيح للمؤسسة إمكانية قياس اهتماماتهم واحتياجاتهم، ومعرفة انطباعاتهم، وبالتالي أخذها بعين الاعتبار في تصميم أهدافنا الاستراتيجية.”
وأوضحت “عبر صفحاتنا على مواقع التواصل، نُعرّف الناس بتدخّلاتنا، وما نقدّمه من خدمات، وكيفية الوصول إلينا، كما ننشر رسائل حقوقية لتعزيز الوعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، نُساهم من خلالها في تغيير النظرة النمطية لهم في المجتمع.”
وبشكل عملي، دلّلت دينا على أهمية التواجد الرقمي القوي للمؤسسات، بأنّ أحد الشباب من ذوي صعوبات التعلّم، استطاع الوصول إلى الجمعية عبر صفحتها الرسمية على منصة فيسبوك، واستفاد من برنامج التمكين الاقتصادي، على مدار شهور، تغيّرت فيها حياته بشكل كامل، من شاب فاقد للأمل إلى شخص جديد طموح مُنتِج وسعيد.
علي الجبالي (19 عامًا)، أحد الشباب الذين استفادوا من برامجنا، وصل إلينا من خلال فيسبوك، علي أنهى تعليمه حتى الصف التاسع، وظل لمدة تسعة سنوات في بيئة مُعيقة، ومحيط وأسرة لم يمنحانه أي دعمٍ أو فرصة لاستكمال تعليمه، كان تمامًا (زي العصفور المنتوف ريشه)، يائسًا وعاجزًا عن تحقيق أحلامه، ويشعر كأنّه عالة على أسرته، حتى وصل إلينا، والتحق ببرنامج التمكين الاقتصادي.
قالت دينا
وأضافت “علي الآن على وشك إنهاء دراسة دبلوم ألمنيوم، يمتلك مهارة ممتازة، ويتدرّب في ورشة قريبة من منزله، ربّما يعمل فيها بعد تخرّجه ويمتلك دخله الخاص، كما يطمح لامتلاك ورشته الخاصة في المستقبل. عدا عن التطور الحاصل في شخصيته، إذ تحوّل لشخص مُتحدّث، واثق من نفسه، متفاعل وشغوف للمستقبل”.
وختمت دينا “هذه هي قوّة السوشال ميديا، وقوّة المنُاصرة الرقمية، لهذا قررنا توثيق قصّة علي، للدلالة على أهمية المناصرة في إحداث التغيير بالمجتمع، وسننشرها على منصاتنا الرقمية لتكون إلهامًا ودافعًا لأشخاص آخرين للتواصل معنا والاستفادة من برامجنا، نحو شمول أكبر لهم في المجتمع.” ويتولّى مركز وصلة إنتاج القصّة رقميًا، كما يتولى مهمة إنتاج مواد رقمية أخرى لجمعية نجوم الأمل، وعن هذا قالت دينا “مركز وصلة، إلى جانب التدريب الذي شاركنا فيه، يُقدّم لنا دعمًا في مجال إنتاج المنتجات الرقمية، وتطوير خطط المحتوى الرقمي، وهو ما يُفيدنا في تعزيز حُضورنا الرقمي ورصد خدماتنا وتدخّلاتنا وتعريف جمهورنا بها.”