رغم الظروف.. قمة الشباب 2024 تنطلق في أولى جلساتها بحضورٍ كبير وحوار فعّال
انطلقت قمة الشباب 2024، يوم السبت 9 نوفمبر، والتي جاءت بعنوان “لمن يُهمه الأمر“، حيث بدأ تنفيذها المُنتدى الاجتماعي التنموي، من خلال مجموعة من الشباب والشابات الأكفّاء، الذين تلقوا تدريبًا مكثفًا حول الحوار والنقاش ومبادئ النزاهة والشفافيّة.
وجاءت القمة التي يجري تنفيذها بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان، في جلستها الأولى بعنوان “كيفَ تُدار مخيمات النزوح؟“، وقد جرى تنفيذها في مساحة الأنشطة اللامنهجية في مخيم “عشان فلسطين 3“
شارك في الجلسة د. ناهض عيد، الإداري في مُخيم الأخوة، وآدم المبيض، أحد أعضاء لجنة الشباب بالمُخيم، وسامي فحجان أحد أعضاء لجنة إدارة مُخيم “عشان فلسطين 3″، بينما شاركت فيها نغم الزين كمُيسّرة، ولينا عياد كمُقرّرة.
حضور فعال واهتمام كبير
خلال افتتاح القمة، أعربت يُسر عياد رئيس مجلس إدارة المُنتدى عن فخرها بهذا الحضور المُميّز، والاهتمام الكبير الذي لاقتهُ القمّة مبينةً أنّ المُنتدى يعمل باستمرار في عدّة قطاعات، من بينها حفاظه على الدور التنموي المُهم ودعم الشباب وتدريبهم، بالإضافة لنجاحه في العمل في قطاع الإغاثة.
وبيّنت أن المُنتدى اليوم يُرسل رسالة هامّة أنّ “هذه القمة موجودة، وتأكيدًا على الاستمرارية بجهود الشباب الذين كنا مؤمنين بدورهم”، وقالت “نعود الآن لنرفع شعار أنه لن يكون هناك أحد خلف الركب، سنستمر في التنمية وإعطاء الشباب فرصته، وهذا الحدث وإقامته الآن في هذه الظروف أكبر إثبات على ذلك”.
هذا الحدث الكبير الذي ينفّذه المُنتدى سنويًا منذُ خمسة أعوام، يؤكد فيه على الحفاظ على أهمية الحوار والنقاش، والعمل على مبادئ الشفافية والنزاهة رغم الظروف، بل إنّ ما يجري اليوم يؤكد إلحاح هذه المبادئ لتنفيذها على الواقع.
حسام صُبح، منسق المشروع
حوار مُهم في أولى الجلسات
افتتحت أولى الجلسات بكلمة من نغم الزين، مُيسرة الجلسة، التي قالت إنّ القمة اليوم تأتي في ظروفٍ مختلفة، متحدثةً عن أولويات الشباب واهتمامهم في المشاركة الفعالة في العمل الإغاثي وضرورة وجودهم في إدارة المُخيمات، قبل الانتقال للنقاش والسؤال مع الضيوف.
وتحدّث د. ناهض عيد، أحد إداريي مخيّم الأخوة، عن تجربته في النزوح ثم انتقالها من تجربة شخص نازح إلى تجربة مُخيم كامل، انتقالًا للتطور الآخر الذي تمثّل في إنشاء لجنة لإدارة ومُتابعة هذا المُخيم، من منطلق الاهتمام بهموم النازحين ومتابعتها.
وأشار عيد إلى ضرورة أن يهتم أصحاب المُخيمات بإدارتها من خلال لجان تمثّل جميع العائلات، وتمثل كُل الفئات الموجودة في المُخيم، وتعمل بالتنسيق مع الجهات الرسمية ومع المؤسسات التي تقوم بتوزيع المُساعدات، وتُساهم في تسيير شؤون النازحين داخله.
من جانبه، تحدّث آدم المبيض، أحد الشباب المُشاركين في إدارة مخيّم الأخوة، عن أهمية وجود دور للشباب في تسيير أعمال لجان المُخيمات، أولًا للثقل الكبير الذي يحظى به الشباب وأعدادهم الكبيرة في المُخيمات وبصفتهم الأقدر على الحركة والعمل والمُتابعة، ثانيًا لكونهم فئة هامة يجب أن تأخذ فرصتها.
أمّا المتحدث سامي فجحان، وهو أحد مسؤولي لجان مخيم “عشان فلسطين 3″، فتحدّث عن تطور تجربة المُخيم في تكوين إدارته ومُساعدة أنفسهم، من خلال جمع مبالغ بسيطة من العائلات بدايةً لتنظيف المراحيض، ثمّ المُساهمة في تكوين لجنة للتشبيك مع المؤسسات والوزارات، ثم انتقالها للجنة تدير شؤون المُخيم وتكون حلقة الوصل مع المؤسسة.
وأكد فحجان على أهمية أن تحظى اللجنة برضى وثقة الغالبية من أفراد المُخيمات، مشددًا أن يكون هناك تكافل وتضامن ما بين كُل عائلات المُخيم النازحة، من أجل نجاح أيّ خطوة تقوم بها لجان الإدارة.
ونتقل الحديث عقب مداخلات المتحدثين الثلاثة، إلى تعليقات الجمهور، التي حاولت إثراء الجلسة، وحوّلتها لنقاشٍ فعال وطويل، ما بين الآراء التي طالبت بضرورة التنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية، والآراء التي أكدت أن تجارب المُخيمات وإدارتها لا زالت صغيرة وجديدة، وهي ما تتطلّب أن يكون فيها تمثيل لكل الفئات بما فيها الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء والشباب وغيرهم.
يُشار إلى أن القمة تنعقد من خلال ثلاث جلسات، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، تركّزت بشكلٍ أساسي على أزمة النزوح المُستمرة والمتراكمة منذُ عام، وعلى آليات توزيع المُساعدات، ودور المؤسسات والشباب في ذلك.
وتأتي القمة بعد تدريبٍ مكثّف حول مفاهيم العمل الإنساني في أوقات الطوارئ، شارك فيه 19 متدربًا ومتدربة، في وسط وجنوب قطاع غزّة، على مدار 6 أيامٍ تدريبيّة، وعلى يد نخبة من المُدربين الكفاءات.
مرفق صور من الجلسة الأولى