عامان على افتتاح مركز وصلة للمناصرة الرقمية

على مدار عاميْن متتالييْن، اتخذ مركز “وصلة” للمناصرة الرقمية مكانةً مهمّة بالنسبة للعديد من الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات الأهلية العاملة في قطاع الإعاقة. حيث يعمل وصلة المُجهّز بالمعدات التقنية اللازمة، والأول من نوعه في قطاع غزة، على تحسين المهارات وتطوير إنتاج الوسائط الرقمية من خلال استثمار أفضل للمنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، ضمن منهجية تشاركية للدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني، من أجل حياة عادلة وشاملة للجميع.

ويقدم المركز خدمات الإرشاد والتدريب، إنتاج المحتوى الرقمي بمختلف أشكاله، والمناصرة ورفع الوعي، بوساطة فريق عمل شغوف بالمشاركة المجتمعية ومناصرة حقوق الإنسان، ولديهم إيمان بأهمية التحوّل الرقمي.

شركاء وصلة من أجل حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة

يرتكز وصلة على مجموعة من الشركاء المحليين الذي يبذلون جهوداً تُذكر للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يعمل وصلة وشركاؤه على تحديد أولويات التدخل والقضايا محور التركيز، والذي تمخّض عنه أجندة المحتوى الرقمي للعمل بشكل جماعي على مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

من جانب آخر، يُبدع وصلة في تقديم خدمات الإرشاد والتدريب الرقمي لتطوير مهارات وقدرات المؤسسات الغير ربحية العاملة في مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للمشاركة في برنامج بناء قدرات المؤسسات في المناصرة الرقمية، إلى جانب إطلاق أول دليل تطبيقي في المناصرة الرقمية بنسخة الكترونية وورقية تٌقدم إلى النشطاء الشباب، المناصرين، مؤسسات المجتمع المدني، المجموعات الشبابية ومجموعات الدعم الذاتي ليشّكل مرجعاً في تصميم الحملات الرقمية.

وفي نفس السياق، يقدم مركز وصلة برنامج متخصص في تطوير الكفاءة الرقمية للمؤسسات، يتضمن تقديم خدمات الإرشاد والمتابعة لثماني شركاء متواجدين في جميع محافظات قطاع غزة، حيث يشمل البرنامج سلسلة من الجلسات تضمن تحسين الحضور الرقمي للجهات المستهدفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالإضافة لتطوير قدرات المؤسسات في إنتاج المحتوى الرقمي.

بشكل عام، هناك رضا على مستوى التطور الفني لصفحات الشركاء وعلى مستوى تطور أداء الموظفين على حدٍ سواء. ليما عليوة من مؤسسة فلسطين المستقبل للطفولة عبّرت عن تجربيتها في هذا البرنامج بعد أن حققت صفحتهم على شبكات التواصل الاجتماعي وصولاً أعلى بمعدل 78% قائلة: “تجربة جلسات الإرشاد كانت مختلفة، من خلالها طوّرت قدراتي في استخدام منصات التواصل، ما انعكس بدوره على أداء المؤسّسة التي أصبحت أفضل من السابق”

هذه الشبكة من الشركاء المحليين هي نقطة قوة وصلة في الاستجابة للقضايا اليومية وطويلة المدى للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم، ويتطلّع المركز لتطوير علاقته الحالية وتوسيع قاعدة الشراكة المجتمعية لتحقيق استجابة أكثر فاعلية وتأثيراَ في الفترة القادمة.

الشباب شركاء في عملية التغيير المجتمعي

50 شاب وشابة بإعاقة وبدون إعاقة انضموا لوصلة خلال العام الجاري، يسبقهم 60 آخرون في العام السابق، شاركوا جميعهم في برنامج تدريبي في المناصرة الرقمية لحقوق الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، امتلكوا من خلاله مهاراتٍ في قيادة الحملات الرقمية ومهاراتٍ تُعزز من الثقة بالنفس وقيادة الأدوار المختلفة في المجتمع.

من التفكير بالتحديات اليومية التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة وصولا للسياسات التي تحتاج تعديلاَ أو تفعيلاً، صمم الشباب حملات مناصرة تستجيب لتطورات السياق المحلي، وفي هذا الإطار، أطلق وصلة حملة وطنية كبرى بعنوان “نحاربكورونا” منذ بداية مارس 2020 للاستجابة للقضايا الملّحة التي فرضها تفشّي الوباء في فلسطين ونقاشها مع صناع القرار ولرفع الوعي المجتمعي بضرورة اتباع اجراءات السلامة العامة والحفاظ على صحة المجتمع، ولاقت حملة “نحاربكورونا” صدىً مسموعاً وحظيت بتفاعلٍ ملحوظ على قنوات الحملة المختلفة.

أطلق وصلة رسائل “نحارب_كورونا” في الشوارع العامة، وعبر الإذاعات المحلية، ومن خلال المحتوى الرقمي المتنوع وعبر تقنية البث المباشر، في البودكاست والنشرات البريدية، وعلى صفحات وصلة والمنتدى وصفحات الشركاء وحسابات الشباب الناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها.

 وعلى إثر الدعوة لعقد انتخابات المجلس التشريعي، أُطلق حملة “حقي أنتخب”، نادت بضرورة ضمان حق الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة في الانتخابات العامة كناخبين ومرشحين، والدعوة لوضع قضاياهم في سلم أولويات المرشحين، معبّرين عن ذلك بمحتوى رقمي مؤثر وتفاعلي ولقاءات حوارية مع لجنة الانتخابات المركزية والقوائم الانتخابية.

يبني وصلة جيلا من الشباب الفاعلين على المستوى المجتمعي ليقوموا بأدوراهم النابعة من احساسهم بالمسؤولية تجاه قضاياهم وقضايا غيرهم، وفي آخرها على سبيل المثال لا الحصر، تطويع حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي لتوثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي ونقل رسائل الناس خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، والمساهمة في معالجة آثار العدوان من خلال المبادرات المجتمعية مع الأطفال وإنتاج محتوى الفيديو، وتنظيف الشوارع المدمرة كحملة “هنعمرها”، التي  أطلقتها بلدية غزة بالشراكة مع المنتدى الاجتماعي التنموي.

“وصلة” مستمر

وهكذا يستعد وصلة للاستجابة للمتغيرات المحيطة بشكل مستمر، ويعلن تضامنه مع حقوق الانسان الفلسطيني، مرتكزين على شبكة الشركاء من مؤسسات المجتمع المدني والشباب الناشطين ومجموعات الدعم الذاتي والمجموعات الشبابية، كقوة مجتمعية تسعى لمجتمع يتسع للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *