عشان فلسطين.. المنتدى يؤسس مُخيم لإيواء النازحين بخدمات إنسانية ومعيشية مُتعددة

أنشأ المنتدى الاجتماعي التنموي، مخيمًا للنازحين الفلسطينيين في مدينة دير البلح، تحت اسم “عشان_فلسطين 3”، وهو المخيّم الثالث الذي تم إنشاؤه من قبل المنتدى للنازحين، حيث يأتي بالشراكة مع مؤسسة التعاون، في إطار الاستجابة لاحتياجات المواطنين في ظلّ العدوان على غزّة.

وضمّ المُخيّم 50 أسرة من النازحين، حيث ساعد في إيواء نحو 400 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء ممن لم يكُن لهم مأوىً، خصوصًا مع دخول الاحتلال مدينة رفح، الذي فاقم أزمة النزوح المستمرّة منذ بداية الحرب الإسرائيليّة.

وجاء المُخيم المُتكامل، كنوع من الاستجابة الطارئة التي قدّمها المنتدى الاجتماعي التنموي، ومؤسسة التعاون، لاحتياجات المواطنين، في إطار الشراكة بينهما في دعم النازحين بمختلف الخدمات، من إيواء واحتياجات غذائية ومعيشيّة.

مرافق وخدمات وفق معايير إنسانية
تضمّن مخيم “علشان فلسطين 3”، الذي أُنشئَ في منطقة البركة في مدينة دير البلح، العديد من الخدمات التي سهّلت المعيشة بالنسبة للنازحين فيه، من بينها تركيب دورات المياه، وإضافة مرافق ومساحات للطبخ وتنفيذ والاحتياجات اليوميّة، إضافةً لتوفير منطقة مساحة حُرّة تسمح بتنفيذ الأنشطة والفعاليات الترفيهية للأطفال في المكان، ومساحة للعبهم اليومي.

وجرى تنفيذ المُخيم وفق المعايير الإنسانية واللازمة والمعمول من المؤسسات الدولية ذات الشأن، بما يتضمّن وجود تباعد بين الخيم والحفاظ على خصوصيّة العائلات في المكان.كما تضمّن المُخيم الذي نفّذه المنتدى ومؤسسة التعاون، كل الاحتياجات الأساسية للمعيشة، بالنسبة للعائلات، حيث جرى تركيب وحدات الطاقة الشمسية لتسهيل الإنارة للنازحين، وتسهيل وصولها إلى خدمات شحن الهواتف والكهرباء، بالإضافة إلى توفير خزانات مياه الاستعمال اليومي ومياه الشُرب والمياه الصحيّة، حيث يتم توفيرها بشكلٍ دوري ومُستمر.

رضىً عن الخدمات ومعاناة مُستمرّة
يُعاني النازحون الفلسطينيون من ظروفٍ صعبة، مع تكرّر تجربة النزوح ومرارتها، حيث انتقلوا من العديد من الأماكن إلى خيم مُختلفة، وبعد إنطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، زاد شكلُ المُعاناة، وبقيت العديد من العائلات في الشارع، نتيجةً لعدم توفّر المأوى لهم.

المُخيّم الذي أقامه المُنتدى الاجتماعي التنموي، بالشراكة مع مؤسسة التعاون، وفّر المأوى لعشرات النازحين، الذين عبّروا عن رضاهم عن مستوى الخدمات التي يتم تقديمها، والاهتمام في توفّرها لكل من يسكن فيه.

وقال النازح خالد نزار زقوت، الذي يسكن في مخيم “عشان فلسطين 3″، وهو من حي النصر غرب غزة، إنه كان في يعيش نازحًا في منزل في خربة العدس بمدينة رفح، وقد هدده الاحتلال ليخرج إلى دير البلح، ويتحدّث عن تجربته لنا قائلًا:

ما كنا بنعرف وين حنروح. كان شعورنا تائهًا وما لقينا أي جهة تحتوينا أو تأوينا، قبل ما يتصلوا فينا من خلال المنتدى ومؤسسة التعاون، بعد توجيه المناشدة الهم.. وصلت إلى المخيم، وكان تعامل الشباب في المكان مختلف.. شرّبونا ميّة وقدمولنا شاي أول ما وصلنا.. الخيمة ما كانت مخلصة، استعجلوا فيها وعملوها وسلموني ياها أنا وعائلتي حتى ما يصير في تأخير، وبنعيش فيها الآن أربع أشخاص.

من جانبه، قال النازح أنس الهندي، أحد المتواجدين في المخيم والمستفيدين من خدماته، وهو في الأصل من حي الشجاعية، إنه كان في رفح في خيمة، داخل مخيّم كانت تدعمه إحدى المؤسسات، وقد بقي فيه لقرابة ثلاث أو أربعة أشهر، وأشار إلى أنه “كخدمات مختلفة كالتي رأيناها هنا لم تكن موجودة.. الأمن والطاقة والمياه والنظافة، ووجود الناس نتحدث مع بعض وتحولنا إلى عائلة في أجواء مميّزة، والإدارة والشباب المسؤولين عن متابعة المكان، مميزين جدًا، يتعاملون بأخوية وبمحبة”.

وتحدّث نازحون آخرون عن أن الخدمات وصلت إلى مستوىً مميّز ومُختلف عمّا عايشهُ النازحون في مناطق أُخرى سابقة، حيث لا ينقطع النازحين في المكان عن أيّة احتياجات أساسيّة للمعيشة، من ضمنها الكهرباء والمياه.

وعبّرت إحدى السيدات النازحات في المخيم، عن شُكرها للمنتدى الاجتماعي التنموي ومؤسسة التعاون، على ما قدموه للنازحين من استجابة طارئة في إيوائهم، حيث تحدّثت عن الوضع الصعب الذي كانت تُعانيه عائلتها بعد الخروج من مدينة رفح وصدور أوامر الإخلاء، إذ لم تكُن العائلة تجد مكانًا لتسكنه في ظلّ عدم توفّر الموارد، إلّا أن تقديم المأوى في مخيم “عشان_فلسطين”، أدى لإيواء العائلة وحماية أطفالها.