“عودة آمنة” تفتحُ طريق الأمل وتُساعد النازحين بقلوب الشباب

بمئات المتطوعين والمتطوعات، شارك فريق المنتدى الاجتماعي التنموي، بدعم النازحين خلال رحلة العودة إلى مدينة غزّة والشمال، بعد رحلةٍ صعبة من النزوح والمُعاناة، في إطار مُبادرة “عودة آمنة”، التي انطلقت بأفكار شبابيّة مبدعة.

تواجد فريق المنتدى والمتطوعين الشباب، على ثلاث نقاط مختلفة في قطاع غزّة: الأولى على “تبة النويري” غربي مخيم النصيرات، حيث نقطة الانطلاق للعائدين مشيًا على الأقدام على شارع الرشيد، الثانية على “دوار الـ17″، حيث نقطة استقبال العائدين إلى مدينة غزّة، والثالثة على شارع صلاح الدين قرب “مدخل النصيرات”، نقطة إنطلاق العائدين عبر حاجز “نتساريم”.

بأيدينا ندقُ أجراس الأمل

رسالة الشباب من المساهمة في حملة “عودة آمنة” كانت واضحة: نحنُ هنا معكم، كي نستعيد الأمل الذي حاولت الحرب قتلهُ فينا، نحنُ معكم وبينكم، من أجلكم، من أجل أن تكون العودة آمنة إلى بيوتكم وأماكن حياتكم وللقاء أحبابكم.

شارك في الحملة أكثر من 300 متطوع ومتطوعة، في شمال قطاع غزّة وفي وسطه، حيث كان فريقنا مع العائدين في نقاط الإنطلاق، لدعمهم بالاحتياجات الأساسية اللازمة لرحلة العودة الطويلة، من مياه ومواد غذائية، فيما كان الجزء الآخر في نقطة الاستقبال داخل مدينة غزّة، للتخفيف عن العائدين.

وزّعَ الشباب المتطوعين العديد من البروشورات التوعوية على العائلات العائدة إلى غزّة، حيث بلغت 50 ألف بروشور، بهدف تسهيل العودة، تتضمّن تعليماتٍ ونصائح هامّة للحفاظ على حياة المواطنين، وخصوصًا الأطفال، والتوعية بمخلفات الحرب والتعامل معها.

كما حصل العائدون على أكثر من 50 ألف لتر من المياه، جرى توزيعها من خلال سيارات وشاحنات مياه كبيرة، تواجدت في نقاط تجمّع الناس وانطلاقهم، وعلى طول الطريق، بالإضافة إلى نقاط الاستقبال في شمال القطاع.

الشباب في الميدان 

وقالت هديل أبو زيد، مديرة مشروع الشباب في المنتدى إن “الشباب والمتطوعين تواجدوا اليوم من أجل النازحين، بهدف دعم عودتهم ومساندتهم في كلّ خطوة، ومن أجل التخفيف عنهم”، مؤكدةً على أهمية عمل الشباب ودورهم، في مساندة أبناء شعبهم خلال ظروف الطوارئ التي يعيشها الناس.

بينما قال ولاء كراجة، مدير مشروع في المنتدى إن العديد من الخدمات التي جرى تقديمها اليوم، جاءت في سياق دعم النازحين، وتسهيل عملية العودة، مبينًا أن المنتدى حرصَ على توفير أبرز الاحتياجات من المياه والمواد الغذائية، بالإضافة إلى جانب التوعية لضمان سلامة النازحين وطريقهم.

في شمال غزّة، تحدّثت ياسمين مهنا، المنسقة الميدانية، من قلب نقطة “الـ17” في استقبال العائدين، مبينةً أن الشباب كانوا في حماسٍ كبير لهذه المبادرة، في استقبال العائلات العائدة والأطفال الذين عانوا من الطريق الطويل والتعب. وأوضحت أن الشباب استعدوا على مدار أيام من خلال عدّة تجهيزات، لضمان اكتمال المبادرة على أكمل وجه.

مشهد مهيب

ظهرت مشاهد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزّة، التي رصدها فريقنا، بشكلٍ مهيب، وقد انطلق الفريق في أيام ما قبل العودة كتدخلٍ طارئ ومستعجل، لمساعدة الآلاف الذين باتوا قُرب “تبة النويري” غرب مخيم النصيرات وعلى طريق صلاح الدين، لدعمهم بالمياه والخبز والمواد الغذائية.

تلقى الشباب كلمات الشكر والامتنان من العديد من النازحين، الذين أكدوا أن هذه التدخلات تساهم في التخفيف عنهم، في عبء ومشقة طريق العودة، بعد أيامٍ من الانتظار.

ورغم التعب، إلّا أن رحلة العودة كانت مميّزة للعديد من العائلات، التي عانت من مرارة النزوح خلال العام الماضي، وهي فترة عمل خلالها المنتدى الاجتماعي التنموي ومع شركائه، على العديد من الدعم من خلال “برنامج الاستجابة الطارئة للأزمة الإنسانيةT4P، الذي استهدف النازحين بالعديد من المساهمات، مثل الطرود الغذائية وطرود النظافة الشخصية وغيرها من مستلزمات الحياة خلال النزوح.

يُشار إلى أنّ هذه المُبادرة، تأتي في إطار أنشطة المنتدى ضمن برنامج الاستجابة الطارئة للأزمة الإنسانية في قطاع غزّة، بهدف الاستجابة لاحتياجات المواطنين في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وحتى اليوم، في ظل الحرب الإسرائيلية، حيث جرى تنفيذ مئات الأنشطة التي ساهمت في تعزيز صمود المواطن في مختلف مناطق القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *