في جولة كيف شايفها القادمة سأحظى بدور المُحاورة .. تهاني غياض: تكتب عن تجربتها في الجولة
كان ينتابني الفضول في كل مرة أسمع عن جولة كيف شايفها، لماذا أطلقوا عليها هذا الاسم! وكيف يكون لنا دور نحن الشباب فيها؟ وهل فعلاً نحن نتنقل في هذه الجولة ونقابل المسؤولين وصناع القرار؟ كل هذه التساؤلات كانت تدور في مخيلتي! وكانت الإجابة كلها تتضح لي عندما قررت المشاركة في الجولة التي أَعلن عنها مركز وصلة.
هذه ليست المرة الأولى التي ينظم فيها فريق وصلة مثل هذه الجولات، بل لديهم تجارب عديدة في جولة كيف شايفها، إذ تعتبر واحدة من أدوات المسائلة المجتمعية التي نتعلمها ونرتكز عليها لإزالة الضباب الذي يخيم على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي نناصرها.
جاءت جولة كيف شايفها هذا الموسم ضمن أنشطة حملة الرياضة تجمعنا لتسليط الضوء على تسهيل وصول الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة وتفعيل الدور الرياضي لهم والتي كنت إحدى أعضاءها ، فيما ركزت الجولة على تحسين الاستجابة المحلية لتسهيل وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للخدمات والمرافق الرياضية في قطاع غزة، وتخللت الجولة مجموعة من المحطات، وسلسلة من جلسات الاستماع والمحاورة والمساءلة بين الشباب والمسؤولين.
تنقلنا خلال الجولة إلى ثلاث محطات في قطاع غزة، كانت أولى المحطات مع نادي المصدر الرياضي، في منطقة الوسطى، تعرفت أنا وزملائي أكثر على النادي، ودار الحوار والنقاش بيننا عن تجربة النادي في الموائمة والتحديات التي تواجهه، وأُفق التطوير التي يسعون إليها في الفترة القادمة.
هناك مجموعة من الأدوار التي كان يقوم بها زملائي في كل محطة، بين محاورين ومناقشين وموثقين وغيرها ، في الحقيقة لو أتيحت لي الفرصة مرة أخرى لوددت أن أكون محاورة، بعد مشاركتي في الجولة وَجَدْتُني متحمسة جداً لهذا الدور، أن تقود دفة الحوار في جلسة الحوار والاستماع، ليس بالشيء الهيّن، فعليك أن تكون نبيهاً ولبقاً في الحوار ولديك قدرة على الارتجال وعلى قدر عالي من التركيز، كل هذه الصفات والمهارات شجعتني أكثر لأحظى بدور المُحاورة في الجولات القادمة. أنا اكتفيت بهذه الجولة بدور المُدَوِّن، أي أنني وراء الكواليس أنقل لكم تجربتي التي تقرأونها الآن، لكن سأخوض دوراً مغايراً في المرات القادمة.
تنمية مهارتنا كمشاركين هي أحد الجوانب المهمة في الجولة، وزيادة رصيدنا المعرفي حول موضوع القضية التي نعمل عليها هو جانب آخر للجولة، إذ على أساسها نستطيع أن نمتلك دليلاً وحجة قوية للمسائلة والرقابة فيما بعد. هذا كان واضحاً في المحطة الثانية التي توجهنا إليها وهي اللجنة البارالمبية لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة غزة، استمعنا خلال الجلسة إلى رئيس اللجنة كامل أبو الحسن وآخرين من أعضاء اللجنة حول طبيعة عملهم وأنواع الرياضات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وأهم البطولات التي شاركوا فيها على الصعيد المحلي والدولي، وأسباب القصور الحاصلة في دور اللجنة. واشتدت وتيرة نقاشنا مع الضيوف لأن الانقسام الفلسطيني كان شمّاعة التحديات كما هي العادة.
وإلى المحطة الأخيرة، مع المجلس الأعلى للشباب و الرياضة؛ الذي اختتمنا بها جولتنا، تعتبر المحطة الأهم لأن المجلس رأس الهرم الذي يُقرر ويساعد في التنفيذ، أن تستمع إلى جهة حكومية يعني أن تستمع بالعادة إلى حوار منمق لأنهم عادةً ما يُجَمِّلون مايقومون به على أرض الواقع، فالحكومة دائما مجتهدة! ولكن كان من الصعب إثبات اجتهادها في قضية موائمة المرافق والخدمات الرياضية رغم كل المحاولات، كان من الجدير عليهم موائمة مقر المجلس نفسه الذي لم يكن موائما! ولم نستطع تنفيذ محطتنا الأخير فيه، بل بمقر اللجنة البارالمبية.
كانت تجربتي مميزة في هذه الجولة، غيّرت لديّ بعض المفاهيم، وزودتني أكثر بمعلومات عن رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، شجعتني أكثر على قيادة الجلسات في المرات القادمة، والأكثر أهمية أننا حظينا بوعود لتوقيع مواثيق أخلاقية للعمل سويا حول تطوير تحسين واقع الموائمة في المرافق والخدمات الرياضية.