في شمال غزة.. “خيمة البنات” تنطلق بإبداع وجهود المتطوعين الشباب
من جديد، تستمر المبادرات الفعّالة والمُختلفة اللافتة التي تجمع الشباب مع الجمهور، رغم ظروف الحرب ورغم الوضع العصيب تحت الحصار، هذه المرّة من شمال قطاع غزّة، حيث انطلقت شبكة شباب المنتدى الاجتماعي التنموي، لتنفيذ مبادرة “خيمة البنات”.
المُبادرة التي جاءت في إطار مبادرات “عشان فلسطين“، تمّت بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي SYF، ولجنة الشباب الاستشارية YAP، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، وبالشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع EAA.
استهدفت الخيمة التي تم تنفيذها في محافظتيْ غزة والشمال، نحو 300 فتاة وسيّدة، حيث جاءت بهدف رفع الوعي بالنظافة الشخصية للمراهقات والسيدات في ظل شح موارد النظافة، وقد شملت ورشاتٍ توعوية وتوزيع طرود النظافة الشخصية.
تنفيذ الخيمة جاء على عدّة مرّات، الأولى في مقرّ المنتدى الاجتماعي التنموي بمدينة غزّة، ومرتيْن في مدرسة فلسطين وفي مدرسة أبو حامد الغزالي، حيث يتواجد آلاف النازحين.
مبادرة خيمة البنات كانت مبادرة مهمة، مش بس لأنها بتستهدف الفتيات في عمر المراهقة وأيضا لأنها بتعزز فكرة الاهتمام والعناية الصحية في ظل ظروف صعبة على الجميع.
ياسمين مهنا، المنسقة الميدانية SDF
ياسمين أضافت “كنا حابين نقدم للفتيات الحقائب الصحية وطرود العناية الشخصية بعد تقديم جلسة توعوية تثقيفية عن أهمية الاهتمام بأنفسهم وبصحة أجسادهم، وكان الإقبال على الجلسة ثري لأنه تم طرح أسئلة مهمة وكنا سعداء بالإجابة وتقديم النصائح بناء عليها”.
من ناحية أُخرى، تحدثنا مع هيا درويش، إحدى الفتيات المُشاركات في المبادرة، وقالت إنّ “أهم ما يُميزها أنها استهدفت النساء في ظل الحرب؛ لأنهن يُعانين بشكلٍ كبير، ويواجهن الكثير من الصعوبات للوصول لأدوات النظافة والعناية الشخصية“.
انبسطت كتير إنه المُبادرة بتهتم بالتوعية الصحية والنظافة الشخصية.. هاي المبادرة كتير مُهمة وإن شاء الله بتستمر لتوصل مناطق أخرى”، بينما قالت أريج البرعصي عن المبادرة “هاي المُبادرة مُهمة كتير وبتساعد البنات في الحفاظ على نظافتهم الشخصية وصحتهم النفسية في ظل التحديات القهرية والنزوح المُستمر إلي بنعاني منه في قطاع غزة.
نهى حمادة إحدى أعضاء شبكة الشباب والمتطوعين المُبادرين
أهمية المُبادرة في هذا الوقت، تأتي من الحاجة الماسّة لما تم تقديمه من قبل الشباب المُبادرين، للجمهور وللمواطنين الذين بات أغلبهم نازحين هاربين من منازلهم، فقدوا حاجاتهم، وباتوا بلا أيّ أدوات، بما فيها الأدوات الصحية وأدوات التنظيف، التي وصلت أسعارها إلى وضع خيالي، لا يُصدّق.
ويُعاني قطاع غزّة، من أزمة كبيرة في مواد التنظيف، سواءً الأدوات الصحية الشخصية مثل الشامبو والصابون أو أدوات النظافة العامّة في المنازل ومراكز النزوح، مثل سائل الجلي وسائل الغسيل، وهو ما يزيد من فُرص تفشّي الأمراض، ويزيد مخاطر توسّع الكارثة الصحية التي تُعاني من غزّة.