قصتي مع جو سكول: لا تنسى أن تعيش!

كتبت ندى عودة عن تجربتها في مدرسة جو

انطلاقاً من مجتمع محاصر الإمكانيات والخبرات والقدرات والأفكار أطلق المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع GIZ فكرة Go School، وفي هذا الوقت بالتحديد كنتُ أتعايش مع روتيني، تراودني الأفكار حول التغيير في نفسي ومجتمعي، لكني لا أعلم من أين أبدأ وكيف يمكنني أن أُحدث هذا التغيير، خصوصاً كوني شابة في العشرين أنهيتُ جامعتي هذه السنة.

“جو سكول” مدرسة فريدة من نوعها، لأول مرة يتم تطبيقها في قطاع غزة، حصلتُ على فرصة الحظ، وتم اختياري لأصبح طالبةً في هذه المدرسة، لتبدأ من هُنا رحلتي مع التغيير ويظهر تدريجًا.

نعم.. إنها مدرسة لدينا طابور صباحي وتحية العلم والكثير الكثير من النشاط والدافعية قبل انتقالنا إلى صفوفنا، لكنها بعيدة كل البعد عن روتين الامتحانات والدراسة المضغوطة، إنها مدرسة تعتمد على التطبيق والحركة وهذا الأهم!

هدفها: كيف يمكن أن يكون للشباب دورٌ فعال في مجتمعهم.. نعم فأنا شابة في سن العشرين لكني لم أكُن ملمّة بكل المعلومات حول السلطات وهيئات الحكم المحلي، وشغفي هو ما يدفعني لأن أكون فاعلةً في مجتمعي وألا أُحسب كعددٍ فيه، فقط!

كيف يمكن أن نُغيّر من أنفسنا تطبيقاً لقوله تعالى “لا يُغير الله ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم”؟

كنتُ غالباً ما أميلُ للوحدة ولا أحب التجمعات والاختلاط، لكنّي في “جو سكول” كنت أخوض منافسةً بكامل وعيي وإرادتي في التعرف والعمل كروح فريق والمساعدة وتلبية نداء الآخر! كانت 6 أيام، تركت بداخلي أثرًا لن يُنسى.. كنا مختلفين من حيثُ المكان والفئات العمرية لكننا لم نشعر بهذا أبدًا.

كنتُ كثيرا ما أخجل ولا أُحب أن أعارض أو أسأل، ولا أُكثر من الحديث لأرى نفسي في مدرسة جو، أجلس مع صانعي قرار ورئيس حكمٍ محلّي، أصبح لي كلمة كوني إنسانةٌ أعيش في مجتمعي ومن حقي أن أُسائِل وأعارض.

هي تجربة بر الأمان.. تجربة توظيف قدراتك لتصل لبر الأمان، ولا أنسى كلمة مرعي بشير، مدرّبنا خلال المدرسة، التي اقتبسها عن الأديب الشهير غسان كنفاني “لن تستطيعي أن تجدي الشمس في غرفة مغلقة”.

سن العشرين هو سن الفرص.. إياك والبقاء في الغرف المغلقة، لذلك انطلق واكِب الحياة.. وفي الرحلة لا تنسى أن تعيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *