“كان هذا أفضل ما حدث معي في 2020”.. تجربة بسمة في جلسات المتابعة الرقمية

أنا بسمة الكرد تجاوزت من العمر اثنين وعشرين سنة، خريجة إعلام وتكنولوجيا اتصال. وأنا هنا لأحكي عن تجربتي في المناصرة الرقمية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
 
قبل تدريبات المناصرة الرقمية وجلسات المتابعة كنت أعتقد أن التخطيط الجيد ومتابعة النشر والمحتوى في القطاع الأهلي مقتصر على الحملات الإعلامية وحملات المناصرة Advocacy campaigns فقط؛ وذلك لتحقيق ترند في حدث معين، من ثم يتوقف بينما يبقى النشر في باقي الأيام والأحداث عشوائياً. ولكن خلال التدريبات عرفت أن الأمر مختلف وأن التحول الرقمي السريع يفرض على المؤسسات الاهتمام بحضورها الرقمي على مدار السنة.
 
ووجدت المنتدى وبرامجه نموذج حي وحيوي لمؤسسة أهلية تهتم بما تقدمه للجمهور في العالم الافتراضي بالتوازي مع ما تقدمه له في الواقع. وعليه بدأت المتابعة بعين ناقدة، لبعض مؤسسات أهلية في فلسطين والعالم كله عربية وأجنبية. أشاهد وأتفحّص كيف تُكتب المنشورات؟ أتوقع الأدوات المستخدمة في إنتاج المحتوى، وأراقب مواعيد النشر، وعلاقة المنشور الواحد بباقي منشورات الصفحة، ومنها لعلاقته بأهداف المؤسسة وإطار عملها، وكذلك مستجدات القطاع الذي تهتم بقضاياه، وتفاعل الجمهور. وأناقش ما أتوصل إليه مع طاقم وصلة، ونفكر في مدى إمكانية تطبيقه في علمنا لاحقاً.
 
وفي منتصف العام 2020 وكلني المنتدى لإنشاء محتوى وإدارة صفحة أحد المؤسسات الأهلية العاملة في قطاع الإعاقة؛ لتعزيز حضورها الرقمي ضمن مشروع وصلة. وخلال المرحلة الأولى تعلّمت كيفية استخلاص معلومات ومعارف بسيطة من مصادر البحث – التي قد تكون معقدة بالنسبة للعامة-، لأتمكن من صياغة محتوى سليم، دقيق، وسلسل قائم على معرفة حقوقية وقانونية فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، وأستطيع تقديمه بطريقة يفهمها ويتفاعل معها جمهور الصفحة من كل الفئات وفي كل الأوقات؛ وذلك عبر خطط المحتوى الشهرية.
 
أما في المرحلة الثانية من التدريبات وجلسات المتابعة بدأنا تطوير مهاراتنا في التعامل مع أدوات إنتاج المحتوى الرقمي. وكيف نستخدم منصات التواصل الاجتماعي وفق أهدافنا؟ وتعلمت كيفية استخدام استديو منشيء المحتوى بطريقة صحيحة، وآلية متابعة النشر وقياس التفاعل والأثر. وتعرفت على أدوات العرائض الالكترونية، والقوائم والنشرات البريدية، وإنشاء استطلاعات الرأي رقمياً أيضاّ. بالإضافة لكيفية تصميم منتجات المحتوى الرقمي من الصور والفيديوهات والتصاميم والانفو فيديو.
 
في الأيام الأولى لاحظت تفاجئ الجمهور من تحول المحتوى، حيث قوبل ما أنشره بقلة تفاعل مقابل ما ينشر بطريقة تقليدية على غرار: فعلت المؤسسة اليوم كذا وكذا، وستفعل غداً، وندعوكم للمشاركة، وكأن الجمهور أدرك دخول شخص جديد على إدارة الصفحة، لكن مع المتابعة مع المؤسسة في كل ما ينشر، واستخدام نفس الأساليب والأدوات في كافة الفعاليات والأنشطة بالتكامل مع محددات المحتوى الدورية، تأقلم الجمهور وزاد تفاعله وتداوله للمحتوى. وهذا كان سبب كافي لمزيد من التقدم والاستمرار على مدار ثمانية أشهر متواصلة.
 
أخيراً أستطيع القول أن أفضل ما حدث معي خلال 2020 هو خوضي هذه التجربة، كونها شكلت أفضل استثمار لوقتي، ليس فقط على صعيد المهارات، وإنما على الصعيد المعنوي، وشعور الرضى الذي كانت تمنحني إياه كوني أساهم ولو بشكل بسيط في مناصرة الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة في ظل جائحة كوفيد19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *