كيف أثر برنامج وصلة على مشاركة محمد المجتمعية؟

محمد أبو غالي، 20 عام

يدرس محمد علوم الفيزياء في الجامعة الإسلامية، ولديه إعاقة سمعية بشكل جزئي، ويتملكه شغف كبير بالقراءة والعلوم ويهتم بمتابعة كل ما هو جديد في البحوث العلمية بما يتعلق بمجال اختصاصه، أما على مستوى المشاركة المجتمعية فلم يحظ محمد بفرصة الالتحاق ببرامج شبابية أو المشاركة في أنشطة تسعى للتغيير المجتمعي.

أثناء متابعة محمد لمواقع التواصل الاجتماعي، لفت انتباهه اعلان للمشاركة في برنامج شبابي يجمع الشباب بإعاقة وبدون إعاقة لمناصرة حقوق وقضايا الشباب، فأعجبته فكرة البرنامج وسرعان ما قام بتقديم طلب الالتحاق وكان من المتأهلين للمشاركة في البرنامج بعد اجتيازه مقابلة شخصية تعتمد على مدى حماس الشخص للمشاركه والتزامه بأنشطة البرنامج ومهارات الاتصال والتواصل لديه، يقول محمد: “كنت أول المسجلين في تدريب ” وصلة ” منذ صدور إعلانه على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يشكل حلقة وصل بين الشباب ذوي الإعاقة مع الأشخاص بدون إعاقة بهدف دمجهم في المجتمع والتأكيد على حقوقهم ومناصرة القضايا الوطنية والاجتماعية.  وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التي أشارك فيها في برنامج تدريبي مهتم بالشباب، إلا أنني استطعت اجتياز مرحلة المقابلة بنجاح معبراً عن هدفي في تطوير شخصيتي وانخراطي في المجتمع بشكل أكبر”

شارك محمد في برنامج تدريبي في المناصرة الرقمية لحقوق الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة مع 62 شاب وفتاة بإعاقة وبدون إعاقة من مختلف محافظات قطاع غزة حيث تجمعهم المهارات القيادية والرغبة في التغيير المجتمعي، ويعبر محمد عن تجربته في التدريب قائلا: “على مدار أسبوعٍ متواصل، تلقيت أنا وزملائي تدريباً مكثفا استطعنا من خلاله أن نتعرف على معلومات جديدة حول حملات الضغط والمناصرة وكيف يمكننا توظيف وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة صحيحة، ولقد مَكنني التدريب من التعرف على أصدقاءٍ جدد بإعاقة وبدون إعاقة، تبادلت معهم المعرفة وشاركتهم في النشاطات فأصبحت شخصاً اجتماعياً بعكس ما كنت سابقاً، شعرت بأن الاسبوع مر سريعاً وأكثر ما كان يميز هذه التجربة هو أن التدريب كان يتخلله العديد من الأنشطة الحيوية التي كنا ننتظر تطبيقها يومياً والتي ساهمت في كسر الجمود وتغيير الروتين خلال البرنامج التدريبي، كما أن اختلاف المواضيع التي تناولها التدريب كان سبباً في استمراريتنا بنشاط وتفاعل مع المدربين وإلمامنا بجوانب مختلفة، ولا أنسى الفريق المتعاون الذي كان معي، فلكل شخص من الفريق بصمة أثرت فيّ بشكل كبير”، كما أشار محمد إلى أن هذه الفرصة ما هي إلا الوسيلة لتطوير القدرات والبداية لمشوار التغيير الحقيقي الذي يسعى لتحقيقه دوماً للنهضة بنفسه وبمجتمعه حيث يتمتع الجميع بالحرية والحقوق الأساسية، وأضاف أن تجربته ولَّدت حافزاً لديه ليكون له دور أكثر فاعلية في المجتمع خلال مشاركته بشكل أوسع في الأنشطة المجتمعية.

يُذكر أن مشروع “وصلة”، يقوده المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع جمعية العون الطبي للفلسطينيين انطلاقاً من أن الوصول إلى الخدمات الأساسية ليست قصراً على أحد والحقوق لا تتجزأ وخاصة عند الحديث عن الفئات الأقل حظا كالشباب والأشخاص ذوي الإعاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *