كيف يُساعد LinkedIn في تعزيز التواجد الرقمي للمؤسسات؟
أصبح التواجد الرقمي للمؤسسات، سواءً كانت صغيرة أو كبيرة، أمرًا مُهمًا وأساسيًا، ويؤثّر على أدائها واستمراريتها. فأوّل ما قد يفعله شخصٌ ما عند سماعه عن مؤسستك (ربّما يكون مُستفيدًا، جهة حكومية، مُموّلًا)، سيبحث عبر الإنترنت لمعرفة المزيد عن المؤسسة وعملها، قد يتوجّه لمواقع التواصل الاجتماعي، أو لمحركات البحث مثل “جوجل“، في هذه اللحظة بالذات يجب أن تكون حاضرًا وبقوّة، وتضع أمامه كل ما يُحتمل أن يبحث عنه.
ومن هذه المقدّمة البسيطة، يُمكننا تعريف التواجد الرقمي الفعّال بأنّ تكون موجودًا على الانترنت بالنسبة للآخرين، من خلال استثمار كل ما هو مُتاح ومُلائم من المنصات والقنوات الرقمية، والاستفادة مما تُتيحه من مميّزّات؛ لتُظهِر من خلالها عملَ مؤسستك ونطاق اهتمامها وتدخّلاتها للجمهور المستهدف. وعليه فإن أهمية التواجد الرقمي للمؤسسات تكمن في:
1. وصول أكبر وأكثر فاعلية للجمهور المُستهدف.
2. الاستفادة من أدوات وتطبيقات رقمية لزيادة الإنتاجية ورفع جودة العمل.
3. الاستثمار الأمثل للموارد، وتقليل التكاليف التشغيلية.
4. توافر التغذية الراجعة من الجمهور، بما يُساعد في تحديد الاحتياجات والاهتمامات.
5. المراقبة والمتابعة والتقييم والتعلّم، من خلال الأدوات الرقمية.
6. تكوين شبكة علاقات قويّة وفعالة، من خلال التواصل الرقمي.
7. فرصة للابتكار والمنافسة، وترويج الأفكار عبر المنصات والقنوات الرقمية.
من المنصّات الرقمية المهمّة جدًا في عمل المؤسسات، منصّة LinkedIn، إحدى أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في عالم الأعمال والعلاقات المهنيّة، تأسّست رسميًا في العام 2002، وفي عام 2016 استحوذت عليها شركة Microsoft، واليوم باتت تضُم أكثر من 850 مليون حسابًا في حوالي 200 دولة، 57 مليونًا منها لمؤسسات ومنظمات من مختلف المجالات.
وبرز LinkedIn كأداة فعّالة تسعى لربط الاحترافيين حول العالم وجعلهم أكثر إنتاجية ونجاحًا. للمؤسسات الأهلية للتسويق لعملها ونشر تدخّلاتها وأنشطتها، عبر أنواع مختلفة من المحتوى (صور- نصوص- فيديو). وإنّ تواجُدَ المؤسسات الأهلية على هذه المنصّة ليس مجرد واجهة رقمية لها أو استعراضًا دون هدف، بل هو خطوة استراتيجية ضرورية لتعزيز قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها المرحلية والاستراتيجية، وتوسيع نطاق تأثيرها في المجتمع.
سنبدأ بالمُهمّة الأساسية التي يذكرها الموقع نفسه في صفحته التعريفية، وهو أن LinkedIn “يسعى لربط الاحترافيين حول العالم وجعلهم أكثر إنتاجية ونجاحًا.”، وهُنا نجد أهمّ ميزة يُتيحها هذا الموقع لمُستخدميه من الأفراد والمؤسسات، وهي التواصل فيما بينهم وتوسيع شبكة العلاقات المهنيّة بالتشبيك، خاصة للمُؤسسات التي تعمل في ذات المجال، أو تتقاطع في مجال مُعيّن.
- مساحة للعمل المشترك: يوفّر التشبيك للمؤسسات مساحةً لتبادل الرؤى والأفكار وتسويقها، وتبادل الخبرات والتعلّم من تجارب المؤسسات الأخرى والحصول على نصائحهم لتطوير مسارات العمل، مع فرص مُتاحة دومًا للعمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف، وذلك من خلال التعاون وتبادل الأفكار والرؤى، وكذلك الدعم المادي والمعنوي بين هذه المؤسسات، وهو ما يُحقّق أهم مبادئ إنجاح العمل في مؤسسات المجتمع المدني خاصةً، وهو تكامل الأدوار ومُراكمة الجُهد لإحداث التغيير الإيجابي المطلوب في المجتمع، خاصة التغيير طويل المدى.
يوفّر LinkedIn للمؤسسات الأهلية مساحةً مهمّة لتبادل الأفكار والخبرات، والعمل المُشترك من أجل إحداث التغيير.
- التشبيك مع صناع قرار ومموّلين ومُحترفين
يُتيح التواجد والتفاعل عبر موقع LinkedIn أيضًا، فُرصة التواصل مع صناع القرار، وتعريفهم بك (كمؤسسة)، وإظهار نطاق تدخّلاتك، وقد يكون المجال مُتاحًا كذلك لتسويق أفكارك وأهدافك، ما يُكسب مؤسستك الثقة ويُعزز مصداقية عملها لدى صنّاع القرار، وبالتالي تحسين مستوى الاستجابة من طرفهم، خاصة وأنّ جزءًا كبيرًا من عمل المؤسسات الأهلية يتطلّب أو يستهدف التعاون من جهات حكومية ومستويات عُليا لصناعة القرار.
والتشبيك يُمكن أن يجذب التمويل لمؤسستك، من خلال نسج العلاقات مع مموّلين، وتعريفهم بك، ما يُبقي مؤسستك في أذهانهم عند توفّر مشاريع جديدة للعمل عليها. كما يُفيد التشبيك في إبقائك مُطّلعًا على مسارات العمل النشِطة في مجتمعك. فضلًا عن زيادة قاعدة البيانات الخاصة بمؤسستك من الخبراء والمحترفين العاملين في نفس مجالك، وبالتالي توفّرهم عند حاجتك لتوظيف عاملين جُدد، أو معرفتهم بمؤسستك وبالتالي التقدّم عند إعلانك شواغر وظيفية.
س/ كيف للمؤسسة أن تُحقق كل هذا ؟!
ج/ بحضورٍ رقميّ قوّي وفعّال على موقع LinkedIn.
– أولًا: قُم ببناء ملف تعريفي قوي لمُؤسستك.. واضح متكامل واحترافي
أوّل خطوات الحضور الرقمي الفعّال، هي بناءُ ملفٍ تعريفيّ مميّز لمؤسستك، ولحظّك الجيّد؛ فأنتَ في المنصّة الأكثر احترافية في هذا الإطار؛ إذ يُتيح LinkedIn لك خيارات عديدة لتصميم ملف تعريفي يضمّ كل التفاصيل التي تُعبّر عنك وتُروّج لأفكارك وعملك.
إذا لم يكن لمؤسستك صفحة على LinkedIn، فانتبه إلى أنّ الموقع يشترط امتلاك حسابٍ شخصيّ نشِط، مُتكمل البيانات، ومرّ على إنشائه وتفاعله على الأقل 10 أيام، حتى يُتيح لك إمكانية إنشاء صفحة. وعند إنشائك للصفحة سيكون عليك إدخال المعلومات الأساسية وبيانات الاتصال، تأكّد من تعبئة هذه المعلومات بشكل صحيح ودقيق، ومُصاغ بطريقة بسيطة واحترافية، خاصة عند كتابة المُلخّص الذي سيعكس رؤية وأهداف ومجال اهتمام المؤسسة.
من المعلومات التي يتعيّن عليك إدخالها تتضمّن: اسم المؤسسة، الشعار، رابط الموقع الإلكتروني، مجال الاختصاص، مُلخّص، وسوم حسب مجال عمل المؤسسة. ولا تنسى تعيين صورة شخصية للملف تتضمّن شعار-Logo المؤسسة، وصورة غلاف مناسبة.
جدير بالذكر أنّ LinkedIn يُعطيك نسبة مئوية لمدى اكتمال بيانات حسابك/ صفحتك، واكتمال هذه النسبة يُعزز مصداقيتك على الموقع، وثقة الآخرين فيك ككيان حقيقي وفاعل، وبالتالي يُشجّعهم على التعاون والتفاعل معك.
يجب أن تكون المعلومات التي تضيفها في ملفّك: دقيقة، بسيطة، واضحة، مُصاغة بطريقة ولغة احترافية!
بهذا تكون أنجزت الخطوة الأولى في إنشاء الصفحة وإعداد الملفّ التعريفي. ومن حسابك الشخصي تستطيع الدخول إليها، كما يُمكنك تعديل بيانات الصفحة في أيّ وقت.
– ثانيًا: أُنشر محتوى جيّد وتفاعل على المنصّة
تفعيل حسابك على LinkedIn يكون بنشر وإعادة نشر المحتوى، ومتابعة تفاعل المتابعين والتجاوب معهم، وكذلك إضافة حسابات وصفحات أخرى لأفراد ومؤسسات في نفس مجال عملك، لتكوين شبكة علاقات من أجل التشبيك معها لاحقًا وفق اهتمامك.
ركّز على أن تنشر محتوى إبداعيًا وجذابًا، بسيطًا، واضحًا، ومتعددَ الأشكال (نص، صور، فيديو..إلخ)، وأن يعكس دومًا أفكار ورؤى المؤسسة، للتسويق لها على هذه المنصة، التي ستضمّ شٌركاء، مؤسسات تعمل في ذات مجالك، ممولين، صناع قرار، مُستفيدين. ولحساب فعّال على انشر محتوى معلوماتي/ توعوي بنسبة 80%، ترويجي بنسبة 20%، وانشر من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل لضمان تفاعل جيّد. ولاتنسى تضمين (CTA) في المحتوى، وهو اختصار لعبارة Call To Action، بمعنى حثّ جمهورك المستهدف على اتخاذ إجراء معين بعد قراءته أو مشاهدته للمحتوى الخاص بك. وقم باستخدام كلمات مُقنعة، وتُحدد بوضوح الإجراء المطلوب.
– ثالثًا: استثمر ميزة الإعلانات عبر LinkedIn
يعتبر LinkedIn المحرك الأساسي للنمو في سوق إعلانات B2B، أي Business to Business، بفعالية تفوق منصات كبرى مثل فيسبوك. وتمنحك الإعلانات في هذه المنصّة فرصة للوصول إلى قاعدة كبيرة من الأفراد والمؤسسات والتعريف بك وبمجالات عملك على نطاق واسع.
تحظي إعلانات LinkedIn بقوّة وفعالية في عالم الأعمال تفوق منصات كبيرة منها فيسبوك.
وهذه بعض ميزات الإعلان عبر LinkedIn: انخفاض التكلفة مقارنة بوسائل التسويق التقليدية- التعريف بك على نطاق أوسع ورفع مُعدّل ظهورك على المنصة وبالتالي زيادة مستوى التفاعل معك- تحديد جمهور الإعلان بدقّة- توفير الوقت والجهد، وعدم التقيّد بزمان أو مكان لنشر الإعلان. بالإضافة إلى زيادة معدّل التحوّل لزيارة موقعك أو الروابط التي تنشرها.
رابعًا: تابع تقارير الأداء ومدى فعالية المحتوى
لقياس أداء الصفحة، تستطيع من أيقونة “التحليل” أن تطّلع على تحليلات شاملة لقياس المؤشرات وفقًا للمقاييس والفترات الزمنية، وتشمل أعداد المتابعين والزوار، ومدى تفاعلهم، وكذلك مستوى التفاعل مع محتوى الصفحة.
ويُساعدك هذا على رصد جوانب القوّة والتراجع في الأداء، لمعرفة ما إذا كنت تحقق أهدافك من إنشاء هذه الصفحة، كما يساعد تتبع أدائك على التعديل والتطوير من استراتيجيات الترويج لعملك: المحتوى –شبكة العلاقات– التفاعل، بما يحقق أهدافك في النهاية.
ولا تنسى أن تُخصص وقتًا لمتابعة الإحصاءات العامة التي يُتيحها الموقع، حول مجالات العمل والمؤسسات والاتجاهات المختلفة التي تقع في إطار اهتمامك، للاستفادة منها عند اتخاذ قرارات معينة متعلقة بالأهداف وآليات العمل.
- لا تنسى دومًا أن تُتابع تقارير الأداء لتُساعدك في تعديل وتطوير استراتيجيات الترويج، بما يحقق الأهداف المطلوبة!
كُل هذه المميزات، تُؤكد الأهمية الكبيرة لموقع LinkedIn في عمل المؤسسات الأهلية، وكيف يُساعد في تعزيز التواجد الرقمي لها ما يزيد من إنتاجيّتها ويُساهم في إنجاح عملها على صعيد تحقيق الأهداف المطلوبة؛ فبملفٍّ تعريفيّ احترافي يُعبّر عنكَ بدقّة، ويُعرّف الآخرين بك بشكل واضح، وبمحتوى مُتنوّع وإبداعي، يعكس هويّة مؤسستك وأفكارها ويُظهّر عملها، مع شبكة من المتابِعين والمتابَعين والمجموعات المشتركة في نطاق اهتمامك، ستكون حاضرًا بقوّة على منصّة LinkedIn، وستكون أمامك فرصة للاستفادة من كُلّ الميزات التي تُقدّمها هذه المنصة الضخمة، الأبرز في المجال المهني، والتي لم تعُد حكرًا على الشركات التجارية، أو لغرض البحث عن فرص عمل، بل أصبحت تشمل الترويج للأفكار، وباتت المؤسسات، خاصة العاملة في القطاع الأهلي، تستثمرها كأداة من أدوات المناصرة الرقمية.
ختامًا، إن كانت لديك تجربة فريدة على هذه المنصّة، باستثمارها في عمل مؤسستك، نَسعد بمُشاركتنا إيّاها، عبر التواصل مع فريق وصلة من خلال الرابط التالي. يُمكنكم أيضًا مُتابعة حساب المُنتدى الاجتماعي التنموي عبر LinkedIn من خلال النّقر هُنا!