ماذا تعلم المشاركون؟ وكيف كان تدريبهم الأول في Yalla Change 2018

غزة/ المنتدى الإجتماعي التنموي

استمراراً لأنشطته وتدخلاته المجتمعية مع فئة الشباب، أطلق المنتدى الاجتماعي التنموي، في 19 سبتمبر 2018، وللموسم الثاني على التوالي، تدريبات برنامج Yalla Change الشبابي، حيث استمرت التدريبات على مدار أسبوعين متتاليين، مستهدفين 66 مشارك من كلا الجنسين من طلاب الجامعات والخريجين على مستوى قطاع غزة، بفندق المتحف في مدينة غزة.

وقالت “ناريمان حويحي” منسقة البرنامج “أطلقنا الموسم الثاني من البرنامج، استكمالاً للموسم الأول الذي انطلق في العام الماضي، مستهدفين طلاب وخريجين من الجامعات على مختلف التخصصات ومن الفئة العمرية من 18 وحتى 24 عام، بهدف تمكينهم وإكسابهم مجموعة من المهارات الحياتية”.

وأوضحت إلى أن المشاركين تلقوا تدريبات لتطوير مهاراتهم الحياتية والمناصرة والتفكير الإبداعي والمواطنة الفاعلة، إضافة إلى تدريبات حول الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي وتطوير حملات الضغط والمناصرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

ومن جانبه نوه “محمود الزنط” المدير التنفيذي للمنتدى، أن التدريبات سيتبعها مجموعة من الأنشطة التي لها علاقة في تنفيذ مجموعة من المبادرات الشبابية على مستوى قطاع غزة، بهدف تعزيز دور الشباب في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن أنفسهم وعن قضايا مجتمعاتهم.

وحول البرنامج، قال “Yalla Change هو أحد تدخلات المنتدى على المستوى الاستراتيجي، والتي تهتم بفئة الشباب على اعتبار أنهم أهم مكون من المكونات المجتمعية وخصوصاً في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة ممارسات الاحتلال والاشكاليات الداخلية التي انعكست بشكل رئيسي على الحد من المشاركة والمزيد من التعقيدات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي”.

التدريبات

المشاركين وعلى مدار الأسبوعين، تلقوا تدريبات حول المهارات الحياتية المناصرة، وحقوق الانسان، إلى جانب كيفية استخدام الشبكات الاجتماعية في حملاتهم المجتمعية.

وقال مرعي بشير مدرب مهارات حياتية ومناصرة في البرنامج “هذا التدريب يركز على مجموعة من المهارات الحياتية، والمهارات التي تأهل المشاركين أن يكونوا شباب فاعلين ومنتجين في مجتمعاتهم المحلية، ويكسبهم مجموعة من المهارات التي تركز على حملات المناصرة والمبادرات المجتمعية والتي ركزنا عليها خلال التدريبات العملية”.

ونوه إلى استخدامهم كمدربين، مجموعة من الأنشطة العملية –بعضها يستخدم لأول مرة في تدريبات مهارات حياتية ومناصرة في قطاع غزة- بهدف تنبيه المشاركين إلى كيفية التعلم بالملاحظة من خلال التجارب العملية.

أما المدرب الحقوقي والباحث في الهيئة المستقلة لحقوق الانسان “محمد سروري”، فقد ركز في تدريباته على أبرز مواضيع حقوق الانسان والمواطنة الفاعلة، قائلاً “لا بد لشباب الغد أن يكونوا على دراية كاملة في الحقوق التي نصت عليها القوانين الوطنية والقانون الدولي لحقوق الانسان التي تعمل على تحسين وتنمية حياة المجتمع، وتساهم في بناء قدرات الشباب وتأهلهم بالانخراط في الحياة المجتمعية”.

وكان قد بني تدريب الحقوق على أساس التفاعل النشط واستخدام التمارين العملية، بهدف محاولة كسر جمود النصوص القانونية وتحويلها إلى تجارب عملية يمكن أن يخضع لها أفراد المجتمع خلال حياتهم، ورغم الفجوة التي لمسها المدرب “سرور” لدى المشاركين بين النصوص القانونية والحقوقية وما يعايشونه على أرض الواقع في ظل غياب الممارسات الديمقراطية وتغييب للقانون، إلا أن المدرب استطاع سد هذه الفجوة وإيصال المعلومات الصحيحة للمشاركين.

من جانبه، ركز مدرب الشبكات الاجتماعية المهندس “محمد أبو كميل” على إكساب المشاركين مهارات الضغط والحشد والمناصرة من خلال الشبكات الاجتماعية، التي يتواجد عليها فئة الشباب بشكل كبير، قائلاً “اليوم، يعتمد الشباب على الشبكات الاجتماعية في أغلب أمور حياتهم، ويقضون ساعات طويلة يومياً، فكان لا بد من توجيههم للاستخدام الأمثل في تطوير مهاراتهم بتناول القضايا بحسب معايير صحيحة”.

وأشار إلى أن التدريب، هو مرحلة متطورة عن التدريبات السابقة التي يعملون عليها في العادة، حيث اعتمد هذا التدريب في أغلبه على تطبيقات عملية في التخطيط والتنفيذ لمبادرات مجتمعية، مستخدمين مجموعة من التقنيات والأدوات المتوفرة على الشبكات الاجتماعية، إلى جانب صقل شخصيات المشاركين في التدريب ليصبحوا أكثر قدرة على التعبير عن قضاياهم وحقوقهم من خلال حساباتهم الشخصية.

ومن جانبه، نوه “الزنط” المدير التنفيذي للمنتدى، إلى أن مواضيع التدريبات وضعت على أحدث الطرق العلمية، مستعينين بخبراء ذو كفاءة عالية خلال التدريبات، قائلاً “حققنا المخرجات التدريبية من خلال عدد من تقنيات التدريب والتي اشتملت على العصف الذهني، والتمارين الجماعية والتوزيع على المجموعات، وأوراق العمل والنماذج، إضافة إلى عرض الشرائح ولعب الأدوار وإتاحة المجال للنقاش المفتوح”.

انطباعات وآراء المشاركين

وسيم السيسي 20 عاماً، يدرس إدارة الأعمال، مشارك في برنامج Yalla Change، وهو متطوع في مؤسسات مجتمع مدني، قال “رغم اكتسابي العديد من المهارات الحياتية سابقاً من خلال تطوعي نشاطي في عدة مؤسسات، إلا أنني حصلت على العديد من المعلومات الجديدة والتي لم أكن تعلمتها سابقاً”، منوهاً إلى أن أكثر من شده للاستمرار في التدريبات هو الأساليب العملية وليست النظرية التي كان يتبعها المدربين.

وتابع “أكثر ما ميز تدريبات البرنامج هو الموضوعات والمدربين وطريقة إيصالهم للمعلومة”، مضيفاً “في السابق شاركت في العديد من المبادرات الشبابية، ولكن كان هناك بعض المهارات خاصة على الشبكات الاجتماعية لم أكن أعلم كيفية تنفيذها، ومن خلال هذه التدريبات حصلت على جميع المعلومات بشكل عملي، وأعتقد أنني سأطبقها خلال المبادرات التي سننفذها خلال البرنامج”.

أما المشاركة “يارا أبو شنب” 22 عاماً، وهي خريجة إذاعة وتلفزيون، فقد تعرفت على البرنامج من خلال صديقاتها في الموسم الأول، الذي لم يسعفها الوقت في حينها للتقدم، وأصرت على المشاركة في الموسم الثاني، لما يمكنه أن يكسبها من مهارات بحسب ما قالت.

وأوضحت أن لديها الكثير من الأصدقاء والمتابعين على حساباتها الشخصية على الشبكات الاجتماعية، ولكنها لم تكن تمتلك الأساليب الصحيحة في استخدام حساباتها وكيفية طرح أفكارها بطرق علمية صحيحة، قائلة “خلال هذه التدريبات استفدت كثيراً على الصعيد الشخصي، وبالفعل أصبحت أطبق كل معلومة حصلت عليها من التدريبات في استخداماتي الشخصية، وأنوي تطبيقها أيضاً في المبادرات القادمة”.

أيضاً، المشارك “محمود لكفافي” 22 عام، خريج من كلية الإعلام وعلوم الاتصال، شارك زملائه في برنامج Yalla Change كافة التدريبات، والتي أثرت على شخصيته كثيراً بحسب ما ذكر، قائلاً “تعرفنا في تدريبات المهارات الحياتية، كيف يتعرف الانسان على نفسه، وكيف يكتشف الطاقة الموجودة بداخله، إلى جانب تقبل الآخرين، وكيف نكون مواطنين فعالين في المجتمع، والكثير من المواضيع التي لم أكن أعلمها من قبل، وكنت أحاول تطبيق كل معلومة على ذاتي بمجرد تعلمها”.

وتابع “قبل التدريبات أنا كنت شخص سلبي جداً في الحوارات، ولا أتقبل آراء الآخرين، أحاول فرض رأي الذي أقتنع به فقط، ولكن خلال التدريبات اكتشفت إني على خطأ، ومن الخطأ أن أبقى منعزلاً، وبالفعل بدأت أحاول الحديث مع الآخرين وتعلم الاستماع لهم ولآرائهم ومناقشتهم بعقلانية دون تعصب للرأي”.

وشاركت أيضاً طالبة كلية الهندسة الزراعية “إيمان نوفل” 21 عاماً، في تدريبات البرنامج، بهدف تطوير قدراتها ومهاراتها الحياتية لتكون أكثر فاعلية ونشاطاً في تنفيذ المبادرات المجتمعية، في بعض القضايا المحلية والتي تشعر أنه من الضروري العمل عليها ودعم أصحابها بطرق علمية وعملية دقيقة.

وتحاول أيضاً التفكير في دمج تخصصها مع مهاراتها التي اكتسبتها في طرح مبادرات لها علاقة بالزراعة في قطاع غزة، قائلة “لدي العديد من الأفكار لمبادرات مجتمعية وزراعية أنوي العمل عليها خلال البرنامج إن تمكنت، أو سأعمل عليها لاحقاً، ولكن الأهم أنني حصلت على المعلومات ولدي فرصة في تطبيقها بشكل عملي تحت اشراف فريق متخصص لديه العديد من التجارب والمعلومات”.

واتفق المشاركون على أن الغالبية العظمى من زملائهم في تدريبات برنامج Yalla Change حصلوا على استفادة علمية وعملية كبيرة لم تكن الجامعات أو أي جهات أخرى توفرها لهم، وهم كشباب في مقتبل العمر لديهم الكثير من الطاقة التي يجب توظيفها إيجابياً في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية.

هكذا يكون أنهى المشاركون 60 ساعة تدريبية في الموضوعات المذكورة سابقاً، كما أنهم اختتموا التدريبات باستعراض مجموعة من الحملات التي عملوا عليها بشكل عملي خلال تدريباتهم، والآن هم في طور الإعداد للمرحلة القادمة والتي تتمثل بطرح المبادرات والعمل مع مجتمعاتهم المحلية.

ويذكر أن البرنامج التدريبي هو أولى محطات برنامج Yalla Change، ويهدف لتعزيز دور الشباب كقادة للتغيير في مجتمعات غزة والذي يمتد من يوليو 2018 إلى مارس 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *