“مجتمعات النزوح ومزودي الخدمة”.. الجلسة الثالثة من قمة الشباب 2024
انعقدت الجلسة الثالثة والأخيرة، من فعاليات قمة الشباب 2024، يوم الاثنين 11 نوفمبر، التي جاءت بعنوان “مجتمعات النزوح ومزوّدي الخدمة“، في حضورٍ حاشد وكبير، ومشاركة فعالة ولافتة من الشباب وممثلي المؤسسات الدولية والمحلية والمُبادرين.
يسّرت الجلسة أفنان الشريحي، وأقرتها شهد حسنين، إذ استضافت وحاورت نائب مدير البرامج في مؤسسة “العون الطبي للفلسطينيين” MAP UK محمد الخطيب، ومدير شبكة المنظمات الأهلية PNGO أمجد الشوا، وعضو مجلس إدارة المنتدى الاجتماعي التنموي SDF ناجي ناجي، وسعيد أبو غزة من المطبخ المركزي العالمي WCK.
وتحدّثت الشريحي عن أهمية الجلسة الثالثة، التي تستضيف أشخاصًا فاعلين في مجال العمل المُجتمعي والإغاثي، ودور المؤسسات في تقديم الخدمات والإغاثة للمواطنين في ظل الظروف الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذُ 7 أكتوبر 2023، مرحبةً بالضيوف مع بدء الحوار الكبير.
وقالت إن “حياتنا اليوم تختزل في حقائب صغيرة، والنزوح ليس مجرد انتقال من مكان لآخر، إنما ألم ومعاناة وتحدي، بينما تحول الأمر لاحقًا بوجود علاقات بين مخيمات النزوح وبين مزودي الخدمة، لتسهيل تقديم الخدمة ولتسهيل ظروف النزوح”، مؤكدةً أن الواقع اليوم تطلب فتح حوار بين بعض لنصل لنقاط اتفاق ونفهم بعض ونسهل على بعضنا البعض.
بأقل الإمكانيات وأبسط الأدوات
وانطلق الحوار مع أمجد الشوا، الذي قال إنّ “كل ما نقوم به في المؤسسات، ما نعمل من أجله وما نسمعه من الناس وأثر هذه الاستجابة يجعلنا أكثر إصرارًا وأكثر قوة”، مثنيًا على عمل الشباب وقوتهم وإصرارهم معتبرًا أنه شيء مُفرح ويؤكد أن هناك أمل دومًا.
وأكد الشوا على ضرورة تظافر كل الجهود بين المؤسسات المحلية والمؤسسات الدولية ومختلف مزودي الخدمات والمُبادرين، وأضاف أنّ “المؤسسات المحلية عملت من اليوم الأول على تحويل كل برامجها ومشاريعها لدعم المواطن ومساعدته وتعزيز صموده بدون انتظار قرارت التمويل ورؤية الداعمين”، مشيرًا إلى أنّ الكارثة الحالية وتداعيتها مختلفة عن أي كارثة أخرى في أي مكان من العالم.
المؤسسات عملت بأقل الإمكانيات وبأدوات بسيطة قبل تدخلات المؤسسات الدولية والأممية، وقبل التنسيق بينها. العمل تحوّل لاحقًا لعمل واسع ومنسّق بين كل المؤسسات بما فيها الجهات الأممية. الظروف الحالية هي الأصعب والأكثر صعوبةً على شعبنا، وهو ما يضع التحدي الكبير أمام المؤسسات ومزودي الخدمات.
أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية PNGO
كما تحدّث ناجي ناجي، ليقول إنّ “المنتدى الاجتماعي التنموي نجح في العمل في عدة قطاعات، كان جهدنا موجودًا في المناصرة والعمل المجتمعي والتنموي. تجارب المنتدى أثبتت نجاحه في المواءمة مع الظروف.. بدءًا من جائحة كورونا عام 2020، بالتحول للعمل الرقمي.. ومع العدوان في 2023 نجحنا في مواجهة حملات وقف التمويل وأطلقنا برنامج “عشان فلسطين”.
وتحدّث ناجي عن برنامج “عشان فلسطين” الذي اعتبره “نواة استجابة طارئة للأزمة الحالية التي يعيشها شعبنا ويشمل العمل في عدة جوانب بهدف دعم صمود المواطنين. مرة على مرة وجهد على جهد وصلنا لمرحلة للعمل في الكثير من الجوانب من الإيواء والمخيمات حتى العمل الإغاثي وصولًا للعمل مع الشباب”.
أضاف “لم نتوقف عن العمل مع الشباب ولا مرة ونستثمر فيهم بشكل دائم.. اليوم تنفيذ قمة الشباب في هذه الظروف ورغم الوضع هو نجاح كبير. لدينا شبكة شباب فيها أكثر من 500 شخص من الشباب لم ينقطع اتصالنا فيها وإيماننا فيهم هو ما يجعلنا قادرين على العمل أكثر وتسهيل كل المهام، وذلك في العمل الإغاثي وفي المبادرات وفي النزوح وفي كل شيء هم الوقود والأساس له”.
بينما قال محمد الخطيب إن “شراكاتنا مع المؤسسات مستمرة ونعمل وفق خطة طوارئ كي نتجاوز الأزمة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. تدخلاتنا في عدة قطاعات بشكل رئيسي في الجانب الصحي مع وزارة الصحة ثم تدخلات مع المؤسسات الشريكة في العمل الإغاثي”.
القطاع الصحي في غزة يعاني بشكل كبير، ونعمل على توسيع العمل مع شركائنا في قطاع غزة في الشمال والجنوب بهدف دعم ذلك”، مشددًا على أن “الشباب هم المحرك لكل المجتمعات ونحن نتطلع لهم بأنهم الأساس للعمل اليوم في الميدان في قطاع غزة.
محمد الخطيب، نائب مدير البرامج في مؤسسة “العون الطبي للفلسطينيين” MAP UK
“فيها حاجة حلوة”
في لفتة جميلة ومميزة، قال سعيد أبو غزة، ممثل المطبخ المركزي العالمي في بداية حديثه “دائما بس نشوف أنشطة المنتدى بقول “غزة فيها حاجة حلوة.. الأفكار الحلوة والتنفيذ الحلو والقفز خارج الصندوق“.
وتحدّثَ أبو غزة عن تجربة المطبخ المركزي العالمي في الوصول إلى قطاع غزّة، التي بدأت بالتعاون مع المطاعم ثم مع حجم الكارثة الانتقال نحو الاحتياجات المختلفة للناس من خلال النزول إلى الأرض، وقال إن “الكارثة في غزة وصلت لمستوى عالي ما دفع العديد من المؤسسات للإنطلاق في الميدان”.
ويجري تنفيذ قمة الشباب 2024، بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان، حيث تنعقد هذا العام من خلال ثلاث جلسات، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، تركّزت بشكلٍ أساسي على أزمة النزوح المُستمرة والمتراكمة منذُ عام، وعلى آليات توزيع المُساعدات، ودور المؤسسات والشباب.
وتأتي القمة بعد تدريبٍ مكثّف حول مفاهيم العمل الإنساني في أوقات الطوارئ، شارك فيه 19 متدربًا ومتدربة، في وسط وجنوب قطاع غزّة، على مدار 6 أيامٍ تدريبيّة، وعلى يد نخبة من المُدربين الكفاءات.
مرفق صور من الجلسة الثالثة
أنتم راائعين وكلي فخر أنني كنت ولازلت من شبكة شباب المنتدى العظيم