مدرسة النزاهة 2025: إنطلاقة مميّزة نحو النزاهة والمساءلة في العمل الإنساني

أطلق المنتدى الاجتماعي التنموي في شهر يونيو، فعاليات “مدرسة النزاهة 2025“، بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، من خلال تدريب مدرسة النزاهة والمساءلة.
وجرى تنفيذ التدريب في محافظة غزة، بمشاركة 20 شابًا وشابة من محافظتي غزة وشمال غزة، ضمن برنامج مكثف امتد على مدار أربعة أيام تدريبية، في إصرارٍ مُميّز على مواجهة الظروف في ظل حالة الطوارئ واستمرار الحرب.
رؤية نوعيّة
تأتي مدرسة النزاهة 2025 استكمالاً للتجارب السابقة، وتحمل هذا العام طابعًا نوعيًا مرتبطًا بسياق الطوارئ والأزمات الإنسانية التي يمر بها قطاع غزة، حيث ركزت على تعزيز قيم النزاهة والشفافية في العمل الإنساني، وإشراك الشباب في مراقبة الأداء الإغاثي والاستجابة للفئات الهشة.
كما تسعى المدرسة إلى ترسيخ دور الشباب في قيادة المساءلة المجتمعية والدفاع عن الحقوق، وصولاً إلى تمكينهم من قيادة قمة الشباب السنوية.
محاور تدريبيّة مُختلفة
شمل البرنامج التدريبي مجموعة من المحاور التي تم تنفيذها بإشراف مدربين مختصين من المنتدى وائتلاف أمان، أبرزها:
- المفاهيم الأساسية في العمل الإنساني والاستجابة الطارئة في ظل الطوارئ.
- أدوات النزاهة والشفافية، وآليات تعزيزها خلال الأزمات.
- المساءلة المجتمعية، ودور الشباب في الرقابة على الإغاثة وإعادة الإعمار.
- مهارات إعداد أوراق الحقائق، والتحليل المجتمعي، وجمع البيانات والتوثيق.
وقد شهدت الأيام التدريبية تفاعلاً ملحوظًا من المشاركين، وتميزت بالتنوع في الأساليب التفاعلية، والتطبيقات العملية المرتبطة في سياق الحرب والطوارئ في قطاع غزة. فيما كان الحوار عنصرًا مميزا وفاعلًا خلال الأيام التدريبية، بين المدربين والمُشاركين.
نحو المساءلة والحقائق
من المقرر أن يعمل المشاركون بعد انتهاء المدرسة على إعداد أربع أوراق حقائق تتناول قضايا متعددة، أبرزها: العمل الإنساني، الوضع في قطاع غزة، النزاهة، الشفافية، والمساءلة. سيعقب ذلك تنفيذ جلسات مساءلة مجتمعية وقمة الشباب بحضور مسؤولين وأصحاب قرار ومختصين، لفتح حوار فعّال يعكس دور الشباب في التغيير، وفهم الواقع، ومحاولة تغييره ولو بشكلٍ بسيط.
اقرأ/ي: المنتدى الاجتماعي التنموي رئيسًا لقطاع الشباب للمنظمات الاهلية الفلسطينية
فرسان النزاهة.. قادة التغيير
قال صلاح الرزي، منسق مشروع شباب من أجل النزاهة: “نسعى من خلال مدرسة النزاهة 2025 أن تكون رحلة تحوّلية لتعزيز دور الشباب في مفاهيم العمل الإنساني، واستخدام أدوات النزاهة والشفافية في ظل حالة الطوارئ في توزيع المساعدات الإنسانية”.
إيمان المنتدى الاجتماعي التنموي، بتمكين الشباب على إعداد وصياغة أوراق الحقائق، وختامًا بتأهيل قادة التغيير وفرسان النزاهة من قيادة حوارات المساءلة المجتمعية وقمة الشباب السنوية.
صلاح الرزي، منسق مشروع شباب من أجل النزاهة
بدوره، تحدث وائل بعلوشة، مدير المكتب الإقليمي لائتلاف أمان في قطاع غزّة، قائلًا: “تعتبر مدرسة النزاهة فرصة ملهمة للشباب للانخراط في جهود تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، بصفتهم رواد التغيير سعيًا لمجتمع عادل يتيح الفرص للجميع”.
كانت فرصة جميلة ومفيدة، تعلمت من خلالها أكثر عن مبادئ النزاهة والشفافية. شاركنا في أنشطة وحوارات مع الزملاء ساعدتني على توسيع رؤيتي حول أهمية مكافحة الفساد وتعزيز ثقافة المساءلة.
فؤاد عبيد، أحد فرسان النزاهة
فيما قالت سيرين صالح: “التدريب في مدرسة النزاهة خلاني أشوف الأمور من زاوية مختلفة، وعرفت كيف أرفع صوتي وكيف نحول النزاهة والشفافية من شعارات لممارسات حقيقية والشفافية مش مطلب من المسؤولين فقط، بل لازم تبدأ في كل واحد فينا من أبسط موقف وأصعب قرار، خصوصًا وقت الحرب، لما يكون الوضع أصعب والناس بأمس الحاجة للحق والعدل”.
وتحدث أحمد زقوت باستفاضة، قائلًا: “انضمامي إلى مدرسة النزاهة، كانت تجربة ثرية وملهمة بكل معنى الكلمة. ما ميّز هذه التجربة هو الجو التشاركي والنقاشات العميقة حول مفاهيم النزاهة، الشفافية، والمساءلة المجتمعية تعلّمت كيف يمكننا كشباب أن نكون صوتًا فاعلًا في مجتمعاتنا وكيف نطالب بحقنا في الحصول على المعلومات والمشاركة في صنع القرار وتحقيق رقابة مجتمعية مسؤولة على المؤسسات”.
تأتي المدرسة كجزء من مشروع “شباب من أجل النزاهة” الذي ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي، بالشراكة مع “أمان“، وتفتح المجال أمام جيل جديد من القادة الشباب ليكونوا شركاء فاعلين في صناعة القرار وحماية الحقوق المجتمعية، خاصة في أوقات الأزمات.
تُعد مدرسة النزاهة فرصة مميزة لتطوير المعارف والمهارات ومشاركة فريق متميز في إحداث تغيير مجتمعي، حيث تعمل على تعميق معرفة المشاركين في مفاهيم النزاهة والشفافية والمساءلة المجتمعية، والتخطيط للممارسات العملية والمبادرات الشبابية، وتزداد حاجتها في ظل حالة الطوارئ والحرب في غزّة.
وتكمن أهمية رفع وعي الشباب وإشراكهم في جهود مكافحة الفساد والمساءلة المجتمعية خصوصًا في العمل الإنساني؛ كونهم القطاع الأكبر والأكثر تضرراً في مجتمعنا الفلسطيني، كونه يشكل ثلث المجتمع، ولارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب، مع تداعيات الحرب والأزمة الإنسانيّة.