“معًا نحو الأمل”.. شبكة شبابية جديدة في غزّة تتحدّى الظروف
أعلن المنتدى الاجتماعي التنموي SDF، عن إطلاق شبكة “معاً نحو الأمل“، التي تتكونّ من 20 شابًا وشابة من المُجتمع الفلسطيني في قطاع غزّة، لتقوم على تنفيذ مجموعة واسعة من المُبادرات، في ظلّ الأوضاع والظروف التي يعيشها القطاع، مع استمرار الحرب.
الشبكة الجديدة، تأتي تأكيدًا من المُنتدى على إعطاء الأمل للشباب، وعلى قُدراتهم في بثّه من جديد، رغم ظروف النزوح والمُعاناة التي تعصف بكلّ مناطق القطاع، حيث تجمع الشباب من الجنوب والشمال، ليبدأوا العمل من جديد ويعودوا إلى أرض الواقع.
وتضُم الشبكة، شبابًا من عمر 18 إلى 24 عامًا من جميع محافظات قطاع غزة، كما أنها ستتوسع مستقبلاً لتشمل 100 عضوًا ليصبح العدد النهائي لشبكة الشباب 120 عضوًا، بعد سلسلة من الدورات واللقاءات والورش.
رحلة تدريبية وتوعيّة مكثفة
أطلق المُنتدى مؤخرًا إعلانًا للتسجيل في الشبكة، ليسمح لمجموعة كبيرة من الشباب المُبادرين للمحاولة، حيث أجروا مقابلاتٍ مع لجنة مُختصة من المؤسسات والشباب، ليكون الاختيار أكثر التزامًا وتميّزًا، وركّز على دافعية الشباب للعمل.
وانطلق عمل الشبكة، من خلال برنامج تدريبي مكثف، يتضمن 6 أيام من التدريب المكثف لتطوير قدرات الأعضاء، مع التركيز على تعزيز المهارات القيادية والتنظيمية، لينتقل بعد ذلك إلى تدريب الأقران، من خلال 100 من الأقران على المواضيع ذاتها، مما يعزز تبادل المعرفة ويزيد من التأثير المجتمعي.
فيما بعد، من المُقرر أن ينطلق الشباب في تنظيم جلسات توعوية للفتيات حول النظافة الشخصية والحماية من العنف، لدعم تمكينهن وتعزيز وعيهن، وليشاركوا لاحقًا في تنفيذ مجموعة من المبادرات المجتمعية المبتكرة التي تُعالج قضايا الرفاهية والتعليم، مما يعزز تأثير الشبكة في المجتمع.
أهداف الشبكة
للشبكة الجديدة مجموعة من الأهداف الفعالية، التي يسعى المنتدى الاجتماعي التنموي أن تتواءم مع الواقع الذي يُعاني منه الشباب والمُجتمع، في ظل الحرب المستمرّة والمعاناة الطويلة.
وتبدأ أهم أهداف الشبكة بتمكين الشباب، من خلال تعزيز مهاراتهم وقدراتهم الشباب وذلك بواسطة برامج تدريبية شاملة، لتمكينهم من القيادة الفعالة في مجتمعاتهم، إضافةً إلى تعزيز التعليم والرفاهي، وتحسين فرص التعليم والرفاهية للأطفال واليافعين عبر مبادرات ومشاريع مجتمعية تركز على قضايا التعليم والصحة.
ثالث الأهداف، يتمثّل في تطوير المهارات القيادية، من خلال تقديم تدريب متخصص لعدد كبير من الأقران لنقل المهارات والمعرفة إلى المجتمع الأوسع، عدا عن رفع الوعي المتمثّل بتنظيم مبادرات وجلسات توعوية حول قضايا هامة مثل النظافة الشخصية والحماية من العنف، لدعم وتمكين الفتيات والشباب.
ومن المُقرر أن تُركّز الشبكة على تشجيع المبادرات المجتمعية، من خلال تنفيذ مشاريع تلبّي احتياجات المجتمع وتعزز الرفاهية والتقدم الاجتماعي.
الشباب.. تدريب على الأرض من جديد
شارك 20 شابًا من المتطوعين المُشاركين في الشبكة، خلال الأيام الماضية في تدريبٍ مكثّف، ضمن برنامج بناء قدرات أعضاء شبكة “معًا نحو الأمل” الشبابية، وذلك ضمن مشروع شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال والمراهقين.
وتضمّن التدريب العديد من المحاور الهامّة، بدايةً من تصميم وقيادة المبادرات المحلية، ثم مهارات العمل مع الأقران وقيادة جهود التوعية والتثقيف مبادئ العمل وآليات الاستجابة للتعامل مع الفئات الهشة في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى الأخلاقيات والمعايير الإنسانية للعمل في حالات الطوارئ، عدا عن التطرّق إلى مهارات القيادة المجتمعية. والمهارات الحياتية الأساسية العمل مع الأطفال والطلائع في أوقات الطوارئ.
وقالت مي العفيفي، من الشباب الذين تلقوا التدريب “قضينا خمسة أيام تدريبية مُميّزة، تعرفنا على كيفية إعداد المُبادرات وخصوصًا في التعليم، تعلمنا كيفية إنشاء المبادرات وكتابتها، ثم معايير العمل الإنساني في ظلّ هذه الظروف الصعبة التي نعيشها. الآن نتعلّم القيادة المُجتمعية، والعمل خلال الطوارئ وإعداد الخُطط. الظروف الصعبة، لكن رغم ذلك نحاول أن نأخذ ونتعلم ونتدرب، لننطلق لاحقًا في مراكز الإيواء ونُساعد الأطفال فيما يخُص التعليم”.
وسادت في التدريب أجواء تفاؤلية، وتفاعلية هامّة، حيث عبّر الشباب عن رغبتهم بتكثيف تعلّمهم وفائدتهم، رغم الظروف الراهنة، وأبدوا حماسًا كبيرًا في التفاعل والمشاركة مع المُدربين المُحترفين الذين قدّموا موادًا مميّزة.