نغم الزين.. “يلا تشينج” نقطة تحوّل صنعت الفرص

لا تزال حكايات الشباب الذين يُصرّون على صناعة التغيير في غزة تتوالى، رغم الحرب والتهجير والظروف القاسية. من بين هؤلاء نغم الزين، الشابة البالغة 22 عامًا، التي تحمل في ذاكرتها سبع محطات نزوح، وفي قلبها إرادة صلبة قادتها لإتمام عامين من الدراسة خلال الحرب والتخرج “بفضل الإصرار”، كما تقول.

رغم ما واجهته، لم تتخلَّ نغم عن حلمها بالعمل المجتمعي، فقد كانت بدايتها مع المنتدى الاجتماعي التنموي قبل الحرب بقليل، عندما تقدّمت لمقابلات “يلا تشينج 5“، تلقت نغم قبولها، ومع اندلاع الحرب، أجّلت الظروف انطلاق رحلتها.

البداية من الميدان

فرصتها العملية الأولى جاءت من خلال مشروع التعليم الذي أطلقهُ المنتدى، حيث انضمت إلى شبكة “معًا نحو الأمل“، قبل دخولها في تدريب “مدرسة النزاهة” للعام 2025.

بدأت التدريب بالانضمام إلى شبكة الأمل، وبعدها مباشرةً دخلت إلى تدريب النزاهة.. كانت  المرّة الأولي التي أسمع بها المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالعمل الإنساني. كنا نعيش العديد من الظروف والحروب، لكني لم أفهم أبدًا سابقًا المعنى الحقيقي للعمل الإنساني.

نغم الزين

تصف تجربتها في تدريب النزاهة بأنها محطة فارقة: “النزاهة علّمتني كيف أنتبه للمعايير والمبادئ في أي شغل ميداني. بعدها تم اختياري كميسّرة في قمة الشباب، وكانت تجربة رائعة.. رغم إنها أربعة أيام فقط، بس الناتج كان مُرضي جدًا”.

الطريق إلى الحياة العمليّة

تعرفت نغم لأول مرة على مجال المساءلة المجتمعية، وهو ما دفعها للتعرّف على مجالاتٍ مختلفة، حاولت الاندماج والبحث فيها، وصولًا لزيادة مهاراتها وخبرتها، فقد تعلّمت عن مبادئ المتابعة والتقييم، قبلَ أن تحظى بفرصةٍ وظيفة مع إحدى المؤسسات.

تعتبر نغم أنّ هذا التحوّل ما كان ليحدث لولا تعرفها المُبكّر على مفاهيم المساءلة من خلال تدريبات المنتدى، وتقول “معرفتي بمجال المتابعة والتقييم كانت من المنتدى. هذا فتح لي باب وظيفي ومسار مهني أنا اليوم ماشية فيه”.

“يلا تشينج” يقلب المعادلة

تصف نغم التحاقها ببرنامج “يلا تشينج 6” بأنه لحظة التحوّل الأكبر: “كان نفسي دائمًا أعرف شو يعني مناصرة، شو يعني أوراق حقائق، شو الفرق بين الضغط والمناصرة. كنت أفكر إنه كل مشكلة لازم تتحول لمبادرة، بس اتعلمت إنه في طرق ثانية للتأثير”.

يقدم البرنامج للشباب تدريبات متقدمة في المهارات الحياتية، الحماية، المواطنة الفاعلة، التأثير المجتمعي، والمناصرة بنوعيها المجتمعية والرقمية، وهو الذي يجري تنفيذه بالشراكة مع جمعية المساعدات الشعبية النرويجيّة NPA، وقد انضم إليه 60 شابًا وشابة، في الضفة الغربية وقطاع غزّة.

مجتمعنا الآن في حالة هشاشة، وبدنا ناس فاهمة كيف توصل صوتها بأساليب قادرة توصل لأكبر عدد من الناس. المناصرة كانت بالنسبة إلي بداية سلسلة من القضايا اللي بدنا نطلع صوتنا فيها.

نغم الزين، مشاركة في برنامج Yalla Change 6

أضافَ التدريب للشابة العشرينية العديد من المفاهيم، من بينها مفهوم “التفكير المتمحور حولَ الإنسان”، الذي جعلها مقتنعة بضرورة أن يكون الشخص بينَ الناس، يسمعهم، يعرف احتياجاتهم، ويحاول البقاء بينهم لفهم واقعهم.

تقول: “لازم ننزل للميدان ونسمع للناس.. مش كل شيء نطلعه من راسنا. لازم بيانات، مقابلات، استبيانات، عشان نحل مشكلة حقيقية للمجتمع، مش إلنا فقط”.

بيئة تحتضن الشباب وتبني قدراتهم

ترى نغم أن المنتدى الاجتماعي التنموي يمثل بيئة آمنة وجادة لدعم الشباب في أكثر الفترات صعوبة، وتقول عن ذلك: “الحمد لله إنه في مؤسسات زي المنتدى قادرة تحتضن الشباب في الظروف الصعبة. مش بس تركّز على الإغاثة، بل على قدراتنا ومهاراتنا”.

وتؤكد على شفافية المنتدى في البرامج والخدمات، حيثُ تُضيف:  “ما في برنامج أو خدمة إلا وتكون واضحة للجميع. ومعايير اختيار المشاركين عادلة وواضحة، وتوزيع الخدمات كمان عادل لأنهم مدركين حجم الشباب في المنطقة”.

طريق مفتوح نحو المستقبل

اليوم، تستعد نغم لجلسات المناصرة والمُبادرات ضمن برنامج “يلا تشينج 6“، متحمسةً لخوض النقاشات والعمل مع زملائها الشباب، فقد انضمَ المتدربون مؤخرًا إلى “تحدي المُبادرات” الذي أخرجَ عدّة مُبادرات، سيعمل الشباب على تطبيقها في الميدان.

متحمسة للقضايا اللي هنطرحها، لمخرجات التدريب، وللتعاون بين المجموعات.. تيم يلا تشينج رائع، وبدنا نطلع بمخرج يساعدنا ويساعد مجتمعنا.

نغم الزين، مشاركة في برنامج Yalla Change 6

قصة نغم ليست تجربة فردية، بل نموذج لجوهر برنامج “يلا تشينج“: شباب يصنعون التغيير رغم الحرب، ويحوّلون المعرفة إلى مسارات مهنية، والمبادرات إلى أدوات تأثير، والأمل إلى منهج عمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *