وسط معاناة النزوح.. إنطلاق مُبادرة “حكواتي في المُخيّم” للأطفال واليافعين

نفّذ المنتدى الاجتماعي التنموي مبادرة جديدةً ولافتة في مخيمات النزوح، بعنوان “حكواتي في المُخيم“، كمُبادرة تستهدف الأطفال والمُراهقين بشكلٍ خاص في مدينتيْ دير البلح وخانيونس، في سياق المُبادرات المُستمرّة لدعم النازحين في ظلّ العدوان الإسرائيلي المُستمرّ. جاءت هذه المبادرة ضمن مبادرات “عشان فلسطين” التي ينفذها المنتدى بالشراكة مع إنقاذ المستقبل الشبابي (SYFS)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وبتمويل من مؤسسة التعليم فوق الجميع، وذلك ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقت بشكل مشترك.

وقدّمت الحكايات والقصص للأطفال والمُراهقين، الحكواتية والمُعلمة الفلسطينية بانياس أبو حرب، التي اختارت قصصًا متنوعّة، بينها حكايا شعبية فلسطينية من التُراث الفلسطيني، مثل “الباطية” وحكاية “الشاطر حسن” الشهيرة، وقصصًا عالميّة مُستلهمة من الخيال ومن الواقع.

المُعلمة والحكواتية الفلسطينية/ بانياس أبو حرب، من مُبادرة الحكواتية

وركّزت الحكواتية في قصصها على تعزيز القيم والأخلاق لدى الأطفال والمُجتمع، كما اهتمّت في أحد جوانب الفعالية بتقديم أسئلة للأطفال، بهدف تحفيزهم على التفكير، في ظلّ انقطاعهم الطويل عن التعليم، بسبب تبعات الحرب الإسرائيلية المتواصلة وتدمير المدارس.

ويجري تنفيذ هذه المبادرة بشكل منتظم، حيث شارك فيها عشرات الشُبان والشابات من متطوعي المُنتدى، الذين ساهموا في جانب تنظيم الأطفال وتنشطيهم، وتنفيذ الألعاب المُختلفة لهم بعد تقديم القصّة، كجزء من نشاط الترفيه عن الأطفال والتخفيف عنهم.

ضمن أحد الأنشطة التفاعلية في المُبادرة، وربط القصص بالسياق في قطاع غزة

وشهدت المُبادرة تفاعلًا مميّزًا ولافتًا من الأطفال، الذين انجذبوا لسماع القصة ومُتابعة تفاصيلها والتركيز معها، كما أجابوا على أسئلتها بشكلٍ لافت، عدا عن تسليط الضوء على واقعهم من خلال هذه القصص، ففي قصة “الشاطر حسن” التي تضمّنت وجود طاقية الإخفاء السحرية، سألت الحكواتية الأطفال عمّا إذا حصلوا على هذه الطاقية، فأين سيذهبون، ليردّوا بشكلٍ واضح وجماعي “إلى غزة، إلى شمال غزّة“.

وقالت الحكواتية بانياس أبو حرب إنها تتعمّد في بعض تفاصيل القصص التي اختارتها، التركيز على قصص تهتم بجوانب من حياة الأطفال ومعاناتهم اليوميّة في الحرب، مثل القصص التي تتحدّث عن الحنين للأرض والوطن، وقصص أُخرى تتناول أمنيات الأطفال، الذين فقدوا الكثير من أمنياتهم وأحلامهم خلال العدوان الإسرائيلي.

شبكة شباب المُنتدى الاجتماعي التنموي تُنفذ أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي كجزء من المُبادرة

من جانبها، قالت هديل أبو زيد، منسقة المشروع إن المبادرة تأتي استمرارًا لمبادرات المنتدى الاجتماعي التنموي، التي تسعى لدعم صمود المواطنين في غزة في ظلّ الظروف الحالية، مؤكدةً أنّ “الأطفال فئة مُهمة يسعى المُنتدى إلى التركيز عليها وبثّ الأمل فيها، تعويضًا عمّا فقدوه في ظل العدوان الإسرائيلي المُستمر.”

بينما قال علاء شرف، أحد أعضاء شبكة شباب المُنتدى الاجتماعي التنموي

المُبادرة كانت جميلة ولافتة، وأسلوب الحكواتي كان فريدًا في جذب انتباه الأطفال، والأجواء كانت مميّزة في التفريغ عن الأطفال وإخرج طاقاتهم وضحكاتهم، حتى أنها ساعدت الشباب المشاركين فيها.

صورة جماعية مع مجموعة من الأطفال المُشاركين/ات في المُبادرة، وبرفقة شبكة الشباب في مُخيم عشان فلسطين بوسط قطاع غزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *