وسيم أبو دغيم.. ذوي الإعاقة يستفيدون من تدخلات المنتدى الاجتماعي التنموي
يعيش وسيم أحمد حسن أبو دغيم، 26 سنة، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، وهو يُعاني من الإعاقة الحركة منذ ما يزيد عن عشرة أعوام، نتيجةً لإصابته في حادث سير مؤسف، أدى إلى عدم قُدرته على المشي. اضطرّ وسيم بعد هذه الإصابة والإعاقة، إلى استخدام الكُرسي المُتحرك في حركته، هو ما كان له الأثر الكبير سلبيًا على تفاصيل حياته لاحقًا.
درسَ وسيم في كلية الهندسة، وبالتحديد تخصص الوسائط المُتعدّدة، لم يحصُل على فرصٍ كبيرة للعمل فيه، نتيجةً للظروف التي يُعاني منها قطاع غزّة منذ أعوام، والعدوانات المُتكررة على القطاع، التي أفقدت العديد من الناس فُرص عملهم، وجعلت الشبان يعيشون في حالة بطالة كبيرة.
لم يستسلم وسيم دائمًا لهذه الظروف، ففي وقتٍ سابق قرّر أن يُبحر في مجالاتٍ عدّة في تخصصه، وقد حصلَ على تدريب الهندسة الصوتيّة، الذي شعر أنهُ قادرٌ على الإبداع فيه، وقد عملَ مع إذاعة “إرادة” التي تعني بالأشخاص ذوي الإعاقة لمدّة، عدا عن محاولاته العمل عبر الانترنت، في سياق مجاله الدراسي، لكن كُل هذه الفرص ذهب هباءً نتيجة الحرب الإسرائيلية المُستمرة على قطاع غزّة منذُ أكتوبر 2023.
لا فُرص عمل لوسيم، الذي يعيشُ يتيمًا منذ نحو عشرينَ عامًا، ويعيشُ مع خمسة أفراد آخرين من عائلته، بينهم أُمه وأخوته، لا مُعيل لهم، ما يزيدُ من أعباء الحياة على كاهل الأسرة.
استفادَ وسيم من مشروع “توزيع المواد الغذائية وغير الغذائية لحماية الأطفال والأسر في غزّة”، الذي نفّذه المنتدى الاجتماعي التنموي SDF مع حملة من أجل أطفال فلسطين اليابانية CCP. حصلَ وسيم على مبلغٍ مالي يُقدّر بـ 125 دولار، كمُساهمة تُساعد أسرته في إعالة نفسها في ظلّ الظروف الراهنة.
يرى وسيم أنّ “المبلغ جاء في وقته”، فهو ساعد العائلة بشكلٍ كبير في توفير العديد من مُستلزماتها، مع حالة غلاء الأسعار الكبيرة التي تعصف بالقطاع، كتداعياتٍ للحرب، عدا عن عدم توفّر أي فرصة للعمل داخل الأسرة. شقيقه الأكبر كان صاحب محل للمُجمدات في المدينة، وفقدَ عمله وأغلق محلّه نتيجة الحرب، ما جعل الأسرة دون أي دخلٍ ماديّ منذ تسعة أشهر.
عانت عائلة وسيم من مرارة النزوح، رغم وجودها في المنطقة التي تعتبرها إسرائيل منطقةً “آمنة”، إلّا أنهُ اضطر للهرب من البيت، بعد قصف واستهداف عدة منازل من الجيران، قُرب بيته الواقع قرب شاطئ البحر في دير البلح. اضطرَ وسيم إلى الإخلاء وحيدًا، فلم يتواجد معهُ لحظة القصف أحد، وقد كان وضعًا مأساويًا وصادمًا بالنسبة له.
تمنّيت الموت وقتها. نزحنا على مدرسة قرب المكان، لكن الوضع كان في صعب جدًا”. يتحدّث وسيم عن عدم وجود مواءمة للأماكن تتعلّق بالأشخاص ذوي الإعاقة، لاستخدامها بسهولة. ويُضيف “حاولت أدخل حمام المدرسة، بس كان الوضع صعب، وبالعافية قدرنا نلاقي حل، وكان سيء جدًا.
وسيم أبو دغيم
هذه لمحة بسيطة عمّا يُعانيه وسيم، وغيره من الأشخاص ذوي الإعاقة في ظلّ الحرب، فالمواصلات في هذا الوقت باتت صعبةً جدًا. في أيامه العادية يتنقّل وسيم من مكانٍ إلى آخر بصعوبة، يحتاجُ إلى من يساعده لاستقلال سيّارة، عدا عن مساعدته في نقل الكُرسي، وتوفّر مساحةٍ للكرسي. هذه التفاصيل لم تُعد موجودةً اليوم، في ظلّ انعدام المواصلات في سيارات الأجرة، واقتصارها على العربات التي تجرّها الحيوانات، وهو ما يجعل من الصعب على شخصٍ يستخدمُ الكُرسي المتحرك، أن يستقلّها.
والدةُ وسيم هي الأخرى، كان لها نصيبٌ من الواقع الصعب في الحرب، فقد أُصيبت جراء القصف الإسرائيلي قُرب منزل العائلة. كانت الوالدة في سنواتٍ سابقة، تحاول توفير بعض فرص العمل لإعالة أولادها. حصلت على البطالة من وكالة الغوث، لكنها في النهاية بقيت كربّة منزل.
وفي ظلّ هذه الظروف الصعبة، لا زالت عائلة وسيم تُحاول البقاء، وتحاول الاستمرار كي تعيش، وهي ترى أنّ التدخلات التي تُقدمها المؤسسات والحملات المُجتمعية والأهلية، مثل ما قدّمه المنتدى الاجتماعي التنموي، من الطرود الغذائية سابقًا، وطرود المستلزمات الصحية وأدوات التنظيف، والمبالغ المالية، أمرًا أساسيًا ومهمًا، في دعم الناس.