3 خطوات أساسية لإطلاق حملات المناصرة الرقمية!

كثيرة هي حملات المناصرة الرقمية التي يتم إطلاقها على منصات التواصل الاجتماعي محلياً كانت أو عالمية، لمناصرة قضية ما أو مشكلة أو للمطالبة بحق مضطهد لفئة من فئات المجتمع. والكثير من تلك الحملات ما هو مخطط لها، ومنها ما جاء تزامناً مع رد فعل الرأي العام وتبنيه للقضية التي حدثت في ذلك الوقت.

فكيف يتم إطلاقها وهل تحتاج إلى جهود منظمة ومستمرة أم لا؟ وهل تتحقق أهداف الحملة جميعها أم أنه ليس شرطاً؟ وعلى أي أساس يتم قياس نجاحها أو فشلها؟

في هذه التدوينة، سنجيبك على كل التساؤلات التي تدور في عقلك!

بالطبع للحملات عدة مراحل ومعايير، تتفق معها بعض المدارس وتختلف في بعض المراحل الأخرى، لكن! هناك خطوات رئيسية لكل حملات المناصرة الرقمية لا يُمكننا إلا أن نعتمد عليهم لإطلاق الحملة التي نُريدها!  فما هي تلك الخطوات؟

إليكم هذه الـ  3 خطوات الأساسية لإطلاق أي حملة مناصرة رقمية!

رسالتك في الحملة
جمهورك الداعم لك
خطة العمل الخاصة بك

قبل أن نتطرق للحديث أكثر عن تلك الخطوات، من المهم أن نُذكرك بمفهوم المناصرة الرقمية في حال كنت نسيته، سأقدم لك تعريفاً مبسطاً، بالرجوع للمصطلحين يُمكننا استنتاج التعريف أو فهمه؛ المناصرة هي المدافعة أو المطالبة بحق أو قضية أو لفت الانتباه تجاه قرار أو قانون من أجل أن نُحَدِّث تغييراً، بالتأكيد هي مختلف الأدوات والمنصات الرقمية التي يُمكننا استخدامها وتسخيرها لجهود المناصرة في الحملة.

أولاً: رسالتك في الحملة

نعود إلى الخطوة الأولى في حملة المناصرة الرقمية التي نريد أن نطلقها، وهي رسالتك في الحملة تُعد حجر الأساس التي ينبني عليها جميع خطوات الحملة على اختلاف مدارس المناصرة.

ما هي رسالتنا؟ وبمعنى آخر ماذا تَحكي حملتنا؟ ما هي المشكلة أو القضية التي نريد أن نُوصل رسائلها إلى الجمهور، ليناصرنا ويساعدنا على تحقيق التغيير الذي نسعى إليه؟

إذا كانت رسالتنا واضحة يعني أن قضيتنا محددة بشكل صحيح وفق معايير وأسس منطقية، يجب أن تسأل فريق الحملة قبل كتابة رسالتك، مجموعة من الأسئلة لكي تتضمن أنك تمشي في المسار الصحيح للحملة. فما هي هذه الأسئلة:

  ما القصة التي ترويها لنا رسالة الحملة؟
  هل رسالة الحملة تُعبر عن قضيتي بشكل صحيح؟
  ما مدى توافق رسالة الحملة مع الأهداف الذي وضعها الفريق؟
  هل رسالة الحملة تتحدث إلى جميع أطراف العلاقة؟

من المهم جدا أن يُجيب فريق الحملة على هذه الأسئلة بطريقة دقيقة وواضحة، حتى تستطيع صياغة رسائل الحملة في السياق المباشر دون تشتت، لأن فهم جمهورك لرسالتك سيضمن لك المزيد من المؤيدين للحملة! وكلما كانت رسائلك بسيطة غير منفرة سيكون لديك جمهور أوسع وستحقق فهماً أكبر لقضيتك.

ومن الضروري أن لا تعتمد فقط على الحقائق والإحصائيات في رسائل حملتك حتى وإن كانت مهمة جداً، لأن الجمهور قد لا يكترث وربما لو كانت قضيتك حساسة سيرفض تصديقها وحدها، يجب عليك أن تختار رسائلك على شكل قصص إنسانية يرويها من عاشوا التجربة في قضيتك! وبذلك تكون حظيت على فرصة أكبر لحشد مزيد من الجمهور معك.

ثانياً: جمهورك الداعم لك

الخطوة الأساسية الثانية هي الجمهور! لماذا اكتسب الجمهور هذه الأهمية ؟

تتطلب حملات المناصرة انتشارًا واسعًا يمكن أن تستمر لأشهر أو حتى سنوات، مما يجعل تشكيل قاعدة دعم أساسية أمر ضروري لبقاء دورة حياة الحملة مستمراً، سيساعدك صياغة رسائل الحملة وفق المعايير السابقة كما أسلفنا سابقاً عليك توسيع دائرة جمهورك الداعم لك، ولكن قبل أن تطلق حملة المناصرة الرقمية التي تعمل عليها، ستحتاج إلى تجميع فريق قيادي للحملة من جهة وأن تجذب المؤيدين لقضيتك من جهة أخرى. يمكن أن نطلق عليهم بالجمهور الداعم لحملتنا.

  قادة الحملة:

يتألف فريق قادة الحملة من عدد قليل من الأفراد الرئيسيين الذين سيساعدوا في تنسيق قاعدة أكبر من النشطاء، ولكن في حال كانت المؤسسات أو الجهات المنظمة للحملة كبيرة الحجم وتعمل على نطاق واسع، فهذا يعني أننا سنحتاج إلى زيادة عدد القادة في الحملة.

من هم قادة الحملة:

هم مجموعة من الأعضاء الذين يقومون بأدوار مختلفة يمكننا أن نسلط الضوء عليهم فيما يلي:

القائد المشرف: يشرف على الحملة بأكملها وهو بمثابة المنظم الرئيسي لها يخطط ويساعد في التنفيذ ويشرف ويُقيّم مسار الحملة.

قادة الاتصال والتواصل: هم الذين يقومون بالتنسيق والتشبيك والتواصل مع الجمهور المستهدف لجذب المزيد من المؤيدين الجدد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل التقليدية، وحملات البريد الإلكتروني وغيرها، بالإضافة إلى الحفاظ على مشاركة أعضائك الحاليين، كما سيساعدون في مراقبة الوصول والانتشار لحملتك، وسيقدمون الإجابات لكل من لديه استفهام أو تساؤل حول الحملة.

القادة التقنيون: ستحتاج إلى قادة يساعدونك في إدارة وصناعة محتوى ورسائل الحملة ونشرها على أوسع نطاق، كما سيكون لهم مهام إشرافية تتعلق بتنفيذ الأنشطة الرقمية والميدانية.

يمكن أن يمثل العثور على أفراد ذوي خبرة لملء كل من هذه الأدوار تحديًا بالنسبة للمنظمات الجديدة أو للمجموعات الصغيرة، ولمعالجة هذه الثغرة فكر في الوصول إلى النشطاء الذين شاركوا في أدوار قيادية في حملات أخرى للانضمام إلى فريقك.

  الجمهور المؤيد:

من الطبيعي أن يكون الحديث عن تكوين قاعدة كبيرة من المؤيدين والاحتفاظ بها أسهل من الفعل الحقيقي لها، ويحتاج إلى جهود كبيرة كي يتحقق الانتشار الواسع المطلوب للمؤيدين، ولكن حتى تحقق ذلك عليك أن تكون على دراية تامة بسمات جمهورك الذي يناسبك ويتفق مع حملتك، لا تنسى عن تكوين قاعدة الجمهور المؤيد أن تبحث في ” اللغة ، الموقع الجغرافي، الاهتمامات، العمر، مستوى التعليم، طبيعة العمل” والعوامل التي ترى بأنها مهمة في جمهورك.

بعد تكوين قاعدة الجمهور المؤيد لابد من ضرورة التواصل المستمر معهم، وتوجيه المؤيدين حول مسار الحملة وتزويدهم بمصادر المعرفة والمعلومات الضرورية إن لزم الأمر، كما يمكن لقادة الحملة تحفيزهم من أجل البقاء ملتزمين خاصة إذا كانت مشكلة الحملة تحتاج إلى وقت كبير في التغيير وذات طابع جامد، كما يمكن إشراكهم بشكل مكثف في أنشطة الحملة.

ثالثاً: خطة العمل الخاصة بك

وصولاً للخطوة الثالثة والتي لا تقل أهمية عن الخطوات السابقة، وهي خطة العمل الخاصة بالحملة.

غالباً ما تكون حملات المناصرة بمثابة سباق ماراثون ذو مسافات طويلة، مما يعني أن مسار الحملة سيكون طويل وستحتاج مؤسستك إلى اتخاذ قرارات دقيقة حول متى وكيف يمكنك تحديد وقت الذروة لانطلاق الحملة وتفاعل الجمهور المؤيد. بالطبع لا يتم إنشاء خطة عمل للحملة بين عشية وضحاها، إنما بناء الخطة يعتمد على موارد مؤسستك بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أي عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على مسار الحملة.

إليك بعض أفضل الممارسات التي ستطبقها في تصميم خطتك ويمكنك اعتبارها كمعايير ثابتة لمختلف حملات المناصرة الرقمية التي تريد أن تعمل عليها:

-  ضع أهدافاً فرعية لخطتك: يجب أن يكون لديك بالفعل فكرة واضحة عن هدف حملتك قبل الوصول إلى المؤيدين، ويتفرع منها مجموعة من الأهداف الفرعية ولابد أن تكون وفق معايير معينة ولا تتغاضى عن حجم مواردك، فلا تضع هدفاً لا يمكنك تحقيقه.

-  أنشئ جدول زمني: يعتمد نجاح العديد من حملات المناصرة الرقمية على الوقت الذي يتم فيه إطلاق الحملة، ضع في اعتبارك كل التوقعات الطارئة التي يمكن أن تظهر لك في الحملة.

-  خطط للأنشطة التي تناسب حملتك: ليس شرطاً أن تخطط لأنشطة كثيرة في الحملة، خطط بعناية شديدة ودقة عالية عند اختيارك للأنشطة، اعتمد على النوع لا الكم وصمم الأنشطة بطريقة حديثة نوعية وتفاعلية ومرة أخرى وفق مواردك المتاحة، ويمكنك الاستعانة بجمهورك الداعم في تصميم الأنشطة.

-  ضع جدولاً زمنياً لقياس مسار الحملة: سيساعدك هذا الجدول بالتأكيد على تقييم مسار الحملة وَتَتَبُّع الإخفاقات ومعالجتها بشكل فوري، وتعزيز نقاط القوة في مراحل الحملة. كلما كانت معايير القياس واضحة لحملتك كلما كانت كانت الحملة تسير بشكل إيجابي.

أصبح الآن لديك تصور واضح عن إطلاق حملة مناصرة رقمية بطريقة مبسطة، إذا اتبعت الخطوات ال 3 السابقة باستطاعتك أن تطلق حملة المناصرة الرقمية للقضية التي تريدها مناصرتها. كل ما عليك هو التركيز في كل خطوة وفهمها جيداً وتنفيذها! ليس شرطاً أن تحقق جميع أهداف الحملة، يكفي أن تتحقق هدفاً واحداً لأن حملات المناصرة الرقمية تأثيرها طويل الأمد وتحقيق التغيير المطلوب لا يكون بنقرة أو تفاعل، في الحقيقة أنها تحتاج إلى جهود مكثفة منظمة ودورية لضمان تحقيق ذلك.

يمكنك تحميل دليل المناصرة الرقمية للتعرف على مزيد من الخطوات الإجرائية والتفصيلية التي تساعدك في تصميم حملَتُك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *