أنس الهندي.. نعيش أجواء عائلية في مخيم “عشان فلسطين”
يقف أنس على المكان المُخصص للتغسيل وجلي الصحون، داخل المُخيم، إلى جانبه زوجته، التي يُساعدها في تغسيل الصحون بعد الجلي. هذا المكان جرى توفيره داخل مخيّم “عشان فلسطين 3”، الذي أنشأه المنتدى الاجتماعي التنموي، بالشراكة مع مؤسسة التعاون.
نزحَ أنس الهندي من حي الشجاعيةشرق مدينة غزّة، في البداية كان في مخيمٍ بمدينة رفح، كان عبارة عن حماماتٍ زراعيّة، يعيش فيها في الحرّ الشديد وفي ظروفٍ صعبة، لكنّه الآن في دير البلح، يرى الأمر في مخيمه الجديد مختلفًا، وقد بات أفضل، رغم أنّ كل المعاناة والوجود في الخيم لا يُعد الأهم ولا الأحسن بالنسبة لأهل قطاع غزّة.
يتحدّث أنس عن الوقت الذي عايشه منذ نحو شهريْن في مخيم “عشان فلسطين”، في دير البلح، بعد نزوحه من رفح، قائلًا:
عشت 3 أشهر في مخيمي في رفح، لكن ما شفت زي الخدمات الموجودة هنا، سواء من ناحية الأمن والأمان أو من خدمات تانية متوفرة.
يُؤكد الهندي على خدمات المياه التي لا تنقطع أبدًا عن المخيم، ويمدحها، كما يتحدّث باهتمام عن خدمات الطاقة والكهرباء، حيث يستطيع وعائلته شحن هواتفهم دون انقطاع طوال اليوم، وبلا أيّة تكاليف، كما يحدث في كلّ أرجاء المدينة مع باقي النازحين، حيث كان أنس يحتاج نحو 3 إلى 4 شواكل يوميًا لشحن هاتفه وهاتف زوجته، إلّا أنه الآن لا يدفعُ أية تكاليف.
“أمن وأمان، ومتابعة مستمرة”، يُشير الهندي إلى الاهتمام الذي وفرته مؤسسة المنتدى الاجتماعي التنموي للساكنين في المُخيم، من خلال وجود غرفة للإدارة والأمن، ووجود شخصيْن يعملان على متابعة النازحين في المكان بشكلٍ مُستمر، ومتابعة إدارية مستمرّة من قبل المؤسسة.
الشباب في المكان محترمين جدًا، يتعاملوا معنا بأخوية وباحترام، ويقومون على متابعة كل مشاكلنا وسؤالنا عن احتياجاتنا، ويقفون على تنفيذها وتوفيرها يوميًا.
أنس الهندي- نازح في مُخيَّم #عشان_فلسطين3
أمّا عن أجواء المخيم المختلفة عن غيره من المُخيمات، يقول أنس إن الناس هنا تعيش كـ”أسرة واحدة”، مضيفًا “الناس بعيشوا أجواء حلوة، بيتعاملوا مع بعض بصدر رحب، عايشين زي عيلة، بنطبخ سوا وبنقعد وبنعمل جلساتنا اليوميّة”.
عن تعبئة المياه والاهتمام الكبير بالنازحين، قال أنس إن مشكلة المياه يُعاني منها كل قطاع غزة، إلّا أن “المؤسسة أثبتت جدارتها بتوفير المياه وباهتمام كبير، بحيث لا تنقطع عن المكان”.
وقامت المؤسسة بفريق المتطوعين فيها، بتوزيع العديد من الاحتياجات الأساسية على النازحين في المُخيم، من بينها توزيع غالونات المياه، التي قال أنس إنها ساعدت المتواجدين بالمخيم كثيرًا، بحيث أن العائلات كانت تعبئ المياه داخل زجاجات، وهو ما لا يكفي حاجتها، لكن وبعد أن تم توزيع هذه الغالونات، أصبح توفير المياه بالنسبة لكل أفراد العائلة أسهل بكثير.
يُذكر أن مخيم “عشان فلسطين 3”، تعيش فيه نحو 50 عائلة من النازحين من مختلف مناطق قطاع غزّة، وقد أقامه المنتدى بالشراكة مع مؤسسة التعاون، بهدف إيواء العديد من العائلات التي لم تجد مأوىً ولا مكان، بعد العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح.