غدير الوادية: 8 أطفال بلا مُعيل ولا عائد مادي
تعيش غدير الوادية في مدينة دير البلح منذ نحو ثلاثة أشهر، عقب التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث كانت نازحةً إلى هُناك مع عائلتها وأطفالها، إثر ظروف الحرب المُستمرة، وبعد رحلة نزوحٍ مُتكرّرة ومأساوية وصعبة.
غدير البالغة 35 عامًا، هربت مع زوجها ساهر 38 عامًا، وأطفالها الثمانية من منزلهم الكائن في حي الشجاعية شرق مدينة غزّة، نحو منطقة الثلاثيني بدايةً، ثم إلى منطقة الصبرة جنوب المدينة. القصف المُتكرر على هذه المناطق دفعهم للنزوح المُتكرر والمستمرّ. لكنه لم يكُن النهاية، فقد اضطروا لاحقًا للهرب نحو مدير دير البلح، تحديدًا بعد 10 أيام من نزوحهم إلى الصبرة.
هذه القصة لا تتوقّف هُنا، ففي دير البلح لم يكُن الأمان الذي وعدَ به الجيش الإسرائيلي، باعتبارها “منطقةً آمنة” في جنوب وادي غزّة. اشتدّ القصف في منزل أخت زوج غدير، لتضطر إلى الهرب بعد أسبوعٍ واحد من نزوحها، إلى مدينة خانيونس، لتستقرَ هُناك نحو الشهر والنصف، قبل تكرار مهمة النزوح والهرب إلى رفح الجنوبيّة.
في الرابعة فجرًا، هربت غدير وساهر وأطفالهما إلى رفح، لتنتقل من مكانٍ إلى آخر في المدينة، التي بقيت إسرائيل تُهدد باجتياحها مُدةً طويلة، قبل احتلالها في منتصف شهر مايو 2024، ولتتكرّر معاناة النزوح من جديد مع الأسرة.
تعيش غدير وساهر اليوم في بيت يستضيفهم فيه صديق ساهر في دير البلح، وهو ما يُشكّل عبئًا كبيرًا عليهم، وعلى الصديق المُستضيف أيضًا، فالعلاقات الاجتماعية وعلاقات الصداقة باتت أصعب وأسوأ منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
كان ساهر يعمل كميكانيكي سيارات قبل الحرب، لكن هذه الفرصة انتهت ودمّرت أحلام العائلة وقدرتها على إعالة نفسها وتسهيل ظروفها، فاليوم هي بلا أي مُعيل، وبدون أيّ مصدر دخل يُساعدها على توفير احتياجاتها، في ظلّ غلاء الأسعار والظروف الصعبة.
حضرت غدير لاستلام طرد خُضار وطرد غذائي من مؤسسة المنتدى الاجتماعي التنموي، حيث كانت على كشوف المستفيدين ضمن الآلية التي نسّقها المُنتدى وأنشأها، كي يضمن وصولًا عادلًا لكل من يحتاج إلى ذلك، وليضمن سدّ حاجة المناشدات العديدة التي تصل المؤسّسة.
وقد قامت المؤسسة بتوزيع الطرود بالشراكة مع حملة من أجل أطفال فلسطين CCP، إذ انضم العديد من المتطوعين إلى عملية التوزيع، لضمان استفادة الجمهور بدون تأخير، وبآلية واضحة ومنسّقة، تضمن احترامهم واحترام كرامتهم الإنسانيّة.
عن ذلك، قالت غدير إن التعامل معها كان مميزًا ومحترمًا، وأن الشباب العاملين في المؤسسة ساهموا في عملية التوزيع دون أي عوائق، ودون أي ضرر بالمستفيدين. غدير تؤكّد أن هذه الطرود تُساعد المواطنين والنازحين في إعانتهم على الوضع الحالي، فأسعار الخضروات والمواد الغذائية باتت فائقة وعالية، مقارنةً بما كانت عليه قبل الحرب.