“سينما المساحات” تنجح في كسر الملل بين الأهل والأطفال في مُخيمات النزوح
أجواء مُختلفة كانت في هذه الليلة، لا إضاءة، فقط ألوانٌ قليلة تظهر من شاشة مُقابلة على جدار الخيمة، أو “شوادرها” الخفيفة. الأطفال مشدوهين، نظرهم إلى ما يُعرض أمامهم، فهذه الفرصة التي ظهرت كبارقة أمل، أخذتهم إلى عالمٍ آخر، عالم لا يُشبه الحرب ولا يُشبه ما يعيشونه كُلَّ يوم، إنما يذهب بهم إلى عالمٍ طبيعي، أو خيالي، أكثر جمالًا من واقعهم.
بهذا الشكل ظهرت مُبادرة “سينما المساحات” التي نجحَ مجموعة من شباب “شبكة معًا نحو الأمل” التي تتبع للمُنتدى الاجتماعي التنموي SDF في تنفيذها، للمرّة الأولى، وهي كفرصةٍ جديدة لهذه الفكرة منذُ بداية الحرب، وفي قلبِ مُخيّمات النزوح.
فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية
ظهرت السينما في إطار يومٍ مفتوح، أقامته الشبكة الشبابيّة، حيث شهد الحدث حضور أكثر من 150 طفلًا مع عائلاتهم، وهي فرصة رائعة لتعزيز التواصل والروابط الاجتماعية بين الأهالي في مُخيم “العودة” الذي تمّت إقامتها فيه، حيث تتواجد المساحة التعليميّة الآمنة التي أسسها المُنتدى هُناك.
فرصة أيضًا للترفيه، بهذا الشكل يعتقد عبد الحكيم عوض، الذي أشرفَ على المُبادرة، أنها تقوم بدورها بين الأطفال، فهو يُشارك في متابعة الأطفال في دروسهم التعليميّة يومًا بيوم، داخل هذه المساحة، وبالتالي يرى انعكاس اليوم المفتوح وفعالية السينما عليهم.
تضمّنت أنشطة اليوم المفتوح عرض فيلم Toy Story، وهو أحد أفلام الأنيميشن الشهيرة للأطفال، ويتحدّث عن ألعاب الأطفال، وقد تم اختياره بعنايةٍ كبيرة، كفيلم عائلي مُمتع، يتناسب مع مشاهدة الأطفال والأهالي، ويتناسب مع العديد من الأعمار.
شباب الشبكة، شباب الأمل، الذين شاركوا في النشاط، قاموا بتجهيز الفوشار وغزل البنات للأطفال، كي تُضفي هذه التفاصيل على الفعالية أجواءً أجمل، وتجعلهم في جوٍ سينمائي مُميّز ومُختلف، مُشابه لما هو في الخارج.
ردود فعل إيجابية
لاقت السينما ردود فعلٍ إيجابية ومُميّزة من الأطفال، ومن الأهالي، الذين رأوا أنها فرصة مُميّزة ليخرج أطفالهم من جو التعب والإرهاق وانتظار الصواريخ والغارات، الذي يعيشونه كُل لحظة يوميًا.
عبّر العديد من الأهل عن سعادتهم بتنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجمع بين التعليم والترفيه، كما أبدى الأطفال حماسهم واستمتاعهم بالأفلام والوجبات الخفيفة التي وزّعها الشباب، بعد طهيها وتجهيزها أمامهم في المكان، في أنشطة مختلفة.
بدوره، قال عبد الحكيم عوض، منسق شبكة شباب معًا نحو الأمل، إنّ “السينما عبارة عن أمل جديد نزرعهُ بينَ الأطفال، نُعلمهم من خلالها أنّ الحياة مستمرة والأثر باقٍ”.
وأوضح عوض أنّ السينماء جاءت بهدف تعزيز مجموعة من المبادئ والقيم المُجتمعية داخل الأطفال، وذلك من خلال مجموعة من الدروس والعبر المُستفادة في الفيلم الذي تم تقديمه لهم، ليجمع الأمر بين المرح والفرح وإلى جانب ذلك التعلّم، عدا عن دوره في تعزيز الترابط المُجتمعي بين الأطفال وعائلاتهم.
وأكّد أنّ تجربة سينما المساحات كانت “ناجحة وفعالة”، كنوع من الأنشطة الاجتماعيّة والترفيهيّة، بينما سيعمل فريق الشبكة والشباب، على مجموعة مماثلة من الفعاليات، في الوقت القريب، لتوفير تجار تعليميّة مُمتعة للأطفال.
من جانبه، قال سمير كنعان، أحد المُعلمين المُشاركين في مساحة “العودة“ التعليميّة التي أنشأها SDF في بلدة الزوايدة، إن الأجواء كانت لافتة ورائعة، وساهمت بشكلٍ فعّال في تنشيط الأطفال وإدخال الفرح والترفيه على يومهم.
مُبادرة “سينما المساحات“، واحدة من العديد من المُبادرات والأفكار التي وضعها فريق المنتدى الاجتماعي التنموي، وشباب شبكة معًا نحو الأمل، الذين يساهمون بشكلٍ لافت في المراحل القادمة، في دعم الطلبة والفتية، في مساحات التعلّم الآمنة.
وافتتح المُنتدى في الأشهر الماضية عددًا من مساحات التعليم الآمنة، في كُل محافظات قطاع غزّة، وبالخصوص خانيونس والوسطى وغزّة، التي يعمل فيها مجموعة من أمهر المُعلمين، ويلتزم بها عدد كبير من الطلبة الأطفال في عدّة مراحل تعليميّة.