“بوصلة صحيحة لبناء الوطن”.. افتتاح مساحتيْ تعليم آمنة في وسط قطاع غزّة
افتتح المنتدى الاجتماعي التنموي SDF، مساحتينْ تعليميتيْن آمنتيْن في المحافظة الوسطى لقطاع غزّة، في إطار مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال واليافعين“، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبالشراكة مع لجنة الشباب الاستشارية YAP.
جرى افتتاح الخيمة الأولى في مُخيم “عشان فلسطين 3“، في مدينة دير البلح، والخيمة الثانية في بلدة الزوايدة غربي المُحافظة، حيث انطلق عمل المُعلمين في كليهما بشكلٍ كامل، ليستفيد عددٍ كبير من الطلبة الأطفال في المكانيْن.
ثمانية أشهر تعليمية
على إثر ذلك، انضم نحو 300 طالب وطالبة من الأطفال في المراحل الأساسية للتعليم في مساحات التعليم الآمنة، حيث يُشرف على تقديم الدروس والأنشطة لهم 6 مُعلمين في المكانيْن.
وجرى إطلاق المساحة التعليمية في الزوايدة، في مُخيّم العودة التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث انضمّ 150 طالبًا للتعليم فيها، من المتوقع أن يستمروا في ذلك على مدار ثمانية أشهُر، إلى جانب 150 آخرين في مُخيم “عشان فلسطين 3”.
وجرى تقسيم الطلبة الـ 150 في كُل مخيم إلى 6 مجموعات تعليمية (صفوف)، تأخذ دروسها على مدار ثلاثة أيام أسبوعيًا، بواقع حصة واحدة تعليميّة في كُل يوم، تتضمّن دروسًا تعليمية من المنهاج الفلسطيني، إلى جانب أنشطة لا منهجية مُختلفة.
افتتاح لافت وحضور كبير
وقال ناجي ناجي، مسؤول عمليات المنطقة الوسطى في المنتدى الاجتماعي التنموي خلال افتتاح خيمة “العودة” التعليمية، قائلًا “نشكر إدارة المُخيم والعائلات على تجاوبهم معنا وعلى تعاطيهم لإنجاح هذه الخيمة التعليمية”.
وجودنا واستمرارنا في الحرب رغم كل الصعوبات والتحديات التي نعيش فيها، يُعتبر انتصار وإنجاز، فكرة إعادة طلابنا وأطفالنا للتعليم هي أكبر ما نبحث عنه ونُركّز فيه في الفترة القادمة. كم كانت حياتنا صعبة، لكن مُفرح وإنجاز أن نوجّه أنفسنا للبوصلة الصحيحة لإعمار وطننا، في ظلّ حالة الانكسار التي نعيش فيها جميعًا”. وأكّد أنّ “المُنتدى يُحاول جاهدًا تحقيق الحد الأدنى من طموحات الأطفال والعيش الكريم والضحك واللعب، مؤكدًا أننا نحاول التغيير بجهودنا وجهود وطاقات شبابنا ودعم شركائنا، بالتركيز على نواة المُجتمع، وهم الأطفال واليافعين.
ناجي ناجي، مسؤول عمليات المنطقة الوسطى في المنتدى الاجتماعي التنموي
بدورهم، شكر مسؤولي مُخيم “العودة” فريق المُنتدى على دورهم المُميز في افتتاح الخيمة التعليمية، متمنين أنّ الجهود تكون في مكانها الصحيح، وأن يعود الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية، مؤكدين أنّ هذا الأمر مُجرد محاولة مؤقتة، أملًا في العودة للمدارس بعد انتهاء الحرب.
هذا وقالت أنغام مطر، منسقة المشروع، إنّ “المُنتدى لا يقوم فقط بمجرّد تنفيذ مشروع، إنما محاولة واسعة لكسر الفجوة الكبيرة في التعليم، وهذه تحتاج جهودًا مشتركة، ومسؤولية مُجتمعية، أكثر من كونه مُجرد تنفيذ مشروع”.
من جانبه، قال حمزة أبو عيشة، مسؤول المساحات التعليمية، إننا حققنا هدفًا كبيرًا في شباك الموت وشباك الوجع والألم، متمنيًا أن يستمر هذا العمل بشكلٍ طويل، حتى بعد الحرب مع العودة لمقاعد الدراسة.
ضحكة الأطفال أهمّ
يتعلّم الطُلاب على أيدي مُعلمين مهرة ومُتمكنين وشباب، أبدوا حماسًا كبيرًا للعمل مع الأطفال في هذه الظروف، ويؤكدون إصرارهم على ذلك، من خلال المتابعة الأولية في مختلف الأنشطة مع الأطفال في المكانيْن.
وتقول نادية الحلبي، وهي مُعلمة رياضيات في خيمة “عشان فلسطين 3“، إنّها تحاول تقديم العديد من الأنشطة مع الأطفال، إلى جانب دروسهم التعليميّة الرسميّة، بهدف كسر الجمود ومحاولة إخراج الأطفال من الواقع الذي يعشون فيه، وإدماجهم في أنشطة تجعل من السهل تعليمهم.
أمّا سمير كنعان، مُعلم اللغة العربية الذي يعمل على مدار الأيام في خيمة “العودة” التعليميّة، فيرى أنّ المشروع إيجابي بشكلٍ كبير، مؤكدًا على الطاقة الإيجابية الكبيرة التي شاهدها في صفوف زملائه المُعلمين وفي صفوف الطلبة الأطفال الذين انضموا للعملية التعليمية.
احنا كمُعلمين بنيجي لمجرّد رسالة سامية، إن الأطفال هاي اللي تم سحقها في الحرب، بدنا نعيد إحياء أنفُسها.. بالنسبة إلي ضحكة الأولاد معنا في الصف بتسوى الدنيا. الولد بيبدا بضحكة وبروّح بضحكة من الدرس.
سمير كنعان، مُعلم اللغة العربية
بينما تُضيف سُندس الفيومي، مُعلمة اللغة الإنجليزية في المخيم: “الكثير من الأعداد تمرّ علينا للتسجيل، أعداد كبيرة على الأقل أكثر من 20 و30 اسم يتم تسجيلهم كُل يوم للانتظار لعملية التسجيل في المراحل اللاحقة، وهذا دليل على اهتمام الجمهور والناس من النازحين في اندماج أطفالهم بعملية التعليم”.
في كُل القطاع
جاء افتتاح الخيمتيْن، في سياق افتتاح 6 مساحات تعلّم آمنة، تتوزّع على كُلّ مناطق قطاع غزّة، في إطار مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعلم والرفاهية للأطفال واليافعين“.
وتتوزّع مساحات التعلّم في ثلاثة مناطق رئيسية، في محافظات جنوب قطاع غزّة، وفي وسطه، وفي غيرها في شمال القطاع، بواقع مساحتيْن في كُل محافظة.
ويجري تنفيذ المشروع من قبل المنتدى التنموي الاجتماعي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، بمشاركة اللجنة الاستشارية الشبابية “YAP”، ويهدُف إلى تحسين وصول الأطفال والمراهقين إلى أنشطة التعليم غير الرسمي ورفع الوعي بقضايا العنف والحماية وتحسين مهاراته، بحيث يسعى إلى زيادة مشاركة الشباب من كلا الجنسين في دعم المبادرات التعليمية والترفيهية للمراهقين والأطفال وتشكيل شبكة شبابية لتحقيق هذا الغرض.