هل تؤيد التسويق بالمؤثرين – Influencer Marketing؟

التسويق بالمؤثرين – Influencer Marketing  هو أحد أنواع التسويق الرقمي الذي يعتمد على الأشخاص المؤثرين الذين يستخدمون واحدة أو أكثر من منصات التواصل الاجتماعي للترويج لمحتواهم والتأثير من خلاله على الجمهور.

التسويق بالمؤثرين ليس حديثاً فهو في أساسه يجمع بين التسويق القديم والجديد، فالمتابع في الإعلام التقليدي يرى أن القائمين على الإعلانات كانوا  يستخدمون المشاهير مثل الفنانين والمسؤولين في إعلاناتهم لتوصيل رسالة العلامة التجارية الذي يسوقون لها أو مثلاً: الدعوة للتبرع في الحملات الخيرية لمستشفى ما أو حتى مثلا الدعوة لتبني أو نبذ فكرة معينة وغيرها من الأمثلة.

وهذا ما يتكرر اليوم بتقنيات مختلفة وبطرق مختلفة، المؤثر هو القائم بالإعلان أو سفير الرسالة للعلامة أو البراند الذي يروج له بشكل مباشر وغير مباشر  باختلاف طبيعة تأثيره والمحتوى الذي يقدمه ولكن باختلاف القنوات والتقنيات.

سابقاً كانت الإعلانات تروج لها إما عن الطريق التلفزيون أو الإذاعات أو حتى المطويات وصورة أحد المشاهير، اليوم الإعلان يكون عبر صفحة أو حساب كل مؤثر باستخدام مختلف التقنيات عبر قنوات السوشيال ميديا.

من هو المؤثر وكيف يتم تصنيفه؟ وما هي المعايير التي يجب أن نعتمد عليها في التسويق بالمؤثرين لمختلف حملاتنا ؟

في هذه المدونة سنجيبك على كل التساؤلات التي تدور في عقلك، وستتكون معرفة كافية حول كل ما يتعلق بالمؤثرين.

من هو المؤثر:

المؤثر هو ببساطة الشخص الذي يملك القدرة على التأثير في سلوك الآخرين، نتيجة للعديد من العوامل.

وبتفصيل أكثر هو شخص لديه القدرة على التأثير في طريقة فكر الجمهور وإقناعه لتبني سلوكيات و قرارات جديدة تتناسب والمحتوى المُروج له بسبب سلطته أو معرفته أو مركزه أو علاقته بجمهوره.

الكثير من الجماهير يؤيدون التسويق بالمؤثرين وهنالك من لا يتفق مع هذا النوع من التسويق ويرى بأن المصداقية في التسويق لا تتحقق بالشكل الذي يرغب فيه، ولكن الإحصائيات لها رأي آخر:

شهد التسويق بالمؤثرين نمواً وصل إلى نحو 13.8 مليار دولار في عام 2021. واستطاعت الشركات أن تُحقق 5.78 دولارًا أمريكيًا عائد استثمار مقابل كل دولار أمريكي تم إنفاقه على التسويق بالمؤثرين. أيضاً كانت هناك زيادة بنسبة 465٪ في عمليات البحث عن عبارة “التسويق المؤثر” على جوجل وحدها منذ عام 2016.

وهنا نرى بأن الإحصائيات تؤكد على أهمية التسويق بالمؤثرين وضرورته في مختلف المجالات، وهذا ما يقودنا إلى معرفة تصنيفات للمؤثرين لفهم طبيعة التأثير أكثر من جهة، وللاستفادة لاحقاً في توظيفهم في عملية التسويق بشكل صحيح من جهة أخرى.

دعونا نتعرف أكثر على أنواع وتصنيفات المؤثرين بشكل تفصيلي أكثر:

أنواع المؤثرين:

ازدادت أنواع المؤثرين بسبب تباينات الجمهوروازدياد اهتمامته، فأصبح لكل مؤثر جمهور معين حسب المحتوى الذي يقدمه، ولكن هناك اتفاق إلى أن المؤثرين يصنفون إلى نوعين رئيسيين؛ اعتمادًا على أعداد المتابعين لهم، وكذلك تصنيفهم من الناحية والمجتمعية والوظيفية.

أولاً: عدد المتابعين للمؤثرين

قد يرفض البعض هذا النوع من التصنيف، ويرى بأن العدد ليس مقياساً للمؤثرين، ولكن الدراسات التسويقية تقول عكس ذلك، فالأعداد الكبيرة للحسابات والصفحات لها تأثير كبير على الجمهور وزيادته، الأمر الذي يجعل صاحب الحساب الأكثر عددا هو ذو تأثير ووصول لأكبر قدر من الجمهور.

ويمكن تقسيم حجم المؤثرين حسب عدد المتابعين إلى مايلي:

  • المؤثر الضخم (Mega): هو الذي لديه أكثر من مليون متابع.
  • المؤثر الكبير (Macro): هو الذي بلغ عدد متابعيه حوالي مليون إلى 500 ألف متابع.
  • المؤثر المتوسط (Mid – Tier): هو الذي لديه عدد متابعين يتراوحون من 500 – 100 ألف متابع.
  • المؤثر الصغير (Micro): هو الذي يتابعه ما يقارب 100 ألف – 10 آلاف متابع.
  • المؤثر متناهي الصغر (Mini Micro): لديه 10 آلف متابع أو أقل.

ثانياً: تصنيف المؤثرين ومجالاتهم

يُسعف التنصيف الكثير من المؤثرين سواء ذوي الأعداد الضخمة أو لا، وما يُميز مؤثر عن آخر هو المجال أو طبيعة المحتوى المختص فيه بغض النظر عن حجم الجمهور الذي يتابعه،  وهنا يلعب تصنيف المؤثرين من الناحية الوظيفية والاجتماعية دوراً كبيراً في فاعلية التأثير على الجمهور.

إليكم أنواع المؤثرين وفقاً لمجالاتهم:

المشاهير: عادة ما يكونون من الوسط الفني والغنائي ولاعبي الرياضة بمختلف مجالاتهم.
قادة الفكر: المؤثرون الأكاديميون والخبراء المختصون والعلماء في مجالات معينة يكون لهم جمهورهم.
المحترفون: أصحاب و رواد الأعمال والصناعات في مجالات مختلفة.
صانعي المحتوى المتخصص: أصحاب المحتوى المستمر سواء بتجربتهم في الحياة لمجالات مختلفة أو بصناعة محتوى من تجارب الآخرين أو مجريات الأحداث وينقسمون إلى مدونين بلوجرز- صانعي محتوى الفيديو فلوجرز – صانعي المحتوى المسموع – بودكاسترز.

كما أسلفنا سابقاً بأن الاعتماد على التسويق بالمؤثرين، يزيد من أنواع المؤثرين في الظهور والانتشار.

وبعد أن تعرفنا على أنواع المؤثرين، لابد من التعرف عل كيفية اختيارنا للمؤثرين في حملاتنا التسويقية ؟

عند العمل في الحملات التسويقية سواء كانت تجارية أو خيرية أو مجتمعية، علينا أن نعي تماماً المؤثر الذي سنقوم باختياره لنتعاون معه، وإلا سوف يهدد سوء اختيارك للمؤثر فشلا ذريعاً بحملتك.

وهنا نطرح سؤالاً ؛ ما هي المعايير التي على أساسها نقوم باختيار المؤثرين؟

معايير اختيار المؤثرين:

لاتتسرع في اختيار المؤثرين، حتى لا تقع في الخسارة، ضع خطتك المناسبة أولاً وفقاً لمشروعك وهدفك، ومن ثم راجع ميزانيتك المخصصة، ادرس المؤثرين بشكل دقيق وقارن المعايير التالية بالنتائج التي توصلت عليها:

  • مجالات المؤثرين: هل يتناسب مجال المؤثر الذي قمت باختياراته مع المجال الذي تعمل معه أو القضية التي تريد أن تروج له؟ فمثلا لو كانت حملة توعية عن مرض ما، ابحث عن المؤثرين في المجال الطبي الموثقين وتعاون معهم ستلقى نتيجة رائعة.
  • نوعية الجمهور المستهدف: بالتأكيد أنت تبحث عن جمهور معين فبدلاً من الدخول في دراسات الجمهور وبذذل جهد ووقت كبير، يمكن اختيار المؤثرين ذو الجمهور المتخصص لو كان موضوعك متخصصاً، أما إذا كنت تستهدف شريحة واسعة ومختلف من الجمهور، يمكنك التوجه إلى المشاهير من الفنانين لديهم جمهور كبير يستهدف الجمهور الذي تبحث عنه من جهة وويزيد من الجمهور المحتمل للاهتمام بما تروج له من جهة أخرى.
  • بيانات المؤثرين: عند اختيارك للمؤثرين من المهم جداً البحث في بياناته وطريقة استخدامه للسوشيال ميديا، بمعنى آخر هناك بيانات أساسية يجب عليك أخذها بعين الاعتبار كاحد المعايير في اختيار المؤثر وهي :
    ١. عدد المتابعين: اتفقنا سلفاً بأن الأعداد ليست مقياساً بالضرورة، ولكن لا بد من معرفة عددالمتابعين ونوعهم.
    2 . عدد المنشورات: سيفيدك معرفة عدد المنشورات التي ينشرها المؤثر لمعرفة هل تتوافق معك السياسة التسويقية التي تبحث عنها أو لا.
    ٣. نوعية المحتوى: ما هو المحتوى الذي يقدمه، هل يقدم محتوى بلا معنى أم محتوى مهم وذو قيمة.
    ٤. حجم التفاعل: سيهمُك معرفة التفاعل على المنشورات، لأنه بعد التعاون ستريد أن تعرف بالتفصيل كيف كان التفاعل على المحتوى الذي أردت للمؤثر أن يروج له.
  • سهولة التعاقد وشكله مع المؤثرين:

الكثير من المؤثرين لا يمكنك التعاقد معهم بسهولة، إما لصعوبة الوصول إليهم، أو لتمنعهم عن الترويج أو التضامن مع حملتك، فلابد أن تعرف كل الوسائل التي تساعد في الوصول إلى المؤثر. وأن تحافظ جيداً على علاقتك معه لأن ذلك سيفيدك كثيراً لاحقاً.

وعليك أن تحدد شكل التعاقد مع المؤثرين، لابد أن تضع إطاراً للتعاقد حتى تتفادى الكثير من العراقيل والمشكلات، فالكثير من المؤثرين يكون ليس لديهم أي مشكلة في البداية الترويج لحملتك، ولكن اذا اكتشف لاحقاً أنها ستؤثر عليه بشكل أو بآخر على حسابه، فيمكن له أن ينسحب من منتصف الحملة. وهذا سيضرك أنت بالتأكيد ف شكل التعاقد سيأمن لك الكثير من المشكلات. الوضوح مهم جداً في عملية التعاقد ما هي حقوقك وواجبتك والعكس للمؤثر حتى تضمن تسويقاً ناجحاً.

  • تجارب مع المؤثرين:

استمع لتجارب الآخرين مع المؤثرين وتقييمهم لهم، لأن هذا سيساعدك كثيراً في الابتعاد عن الوقوع في أي مشكلة أو تجنب المخاطر، الدروس المستفادة من تجارب الآخرين مع المؤثرين بمثابة نقاط قوة لنجاح حملتك التسويقية متى ما عرفتها وفهمتها ووظفتها بشكل صحيح.

أصبح لديكم تصور واضح عن المؤثرين وأنواعهم، وكيف يمكنكم اختيارهم بشكل دقيق، أخبرونا هل تؤيدين التسويق بالمؤثرين أم لا؟ أخبرونا تجربتكم في التسويق عبر المؤثرين، هل نجحت معكم أم واجهتهم العديد من المشاكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *