التحول الرقمي في المنظمات غير الحكومية
عملية التحول الرقمي في المنظمات غير الحكومية هي أكثر من مجرد تنفيذ تقنية جديدة، أو الاستثمار في الأدوات، أو ترقية الأنظمة الحالية، بالطبع هذه الخطوات مهمة، لكنها ليست الصورة الكاملة.
إذا أرادت منظمة أن تحافظ على قوتها التنافسية ، ليس عليها أن تكون قادرة على الاستجابة للتغييرات فقط، بل يجب أن تنتقل إلى مرحلة توقعات تلك التغييرات والعمل على الابتكار لما هو متوقع.
ويتأتى ذلك من خلال قيام المنظمة بالتخطيط للمستقبل، من هنا تولد استراتيجية التحول الرقمي، التي تساعد المدراء والمسؤولين وأصحاب الأعمال على الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بأعمالهم مثل مستوى الرقمنة الحالي، والرؤية المستقبلية، وكيفية العمل على ذلك، والأهم من هذا كله هو الحماية من الاضطراب والثغرات الرقمية.
قبل الانتقال أكثر للحديث عن استراتيجية التحول الرقمي، دعونا نتعرف أكثر على مفهوم التحول الرقمي وكيف يُساعد المؤسسات في الارتقاء بمستويات التكنولوجيا.
ما هو التحول الرقمي؟
التحول الرقمي هو دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات عملك، وتبني ثقافة رقمية متكاملة بداية من الإدارة وانتهاء بالخدمة النهائية مع المستفيدين. مما يعني ذلك تغييراً جذرياً في كيفية إدارتك وتقديم خدماتك بطريقة مبتكرة للمستفيدين، والاستعداد لكافة التحديات المتوقعة والخوض في مختلف التجارب الناجحة والفاشلة بدون خسائر فادحة.
لماذا تحتاج المنظمات غير الحكومية إلى استراتيجية التحول الرقمي؟
يساعد التحول الرقمي المؤسسات على إعادة النظر في نماذج التشغيل القديمة وابتكار آليات لربط الأشخاص والتقنيات والعمليات بشكل رقمي بهدف زيادة الإنتاجية وتقوية الاتصال والانتشار والتوسع على أكبر نطاق للمؤسسة.
ومما لاشك فيه، أن تطوير وتنفيذ استراتيجية التحول الرقمي يشكل مصدر قلق رئيسي للعديد من المنظمات، ولكن! كيف يمكن تطوير مثل هذه الاستراتيجية سؤالاً مفتوحًا تبقى إجابته قيد التطوير وفقا لمعطيات التكنولوجيا.
لنتفق معاً أن هناك ثلاث ركائز أساسية تبنى عليها استراتيجية التحول الرقمي أو بمعنى آخر؛ يمكن للمؤسسة أن تتبنى الاستراتيجية عندما تقوم بتطوير ثلاث كفاءات أساسية تتعلق بوعي العنصر البشر المعني في المنظمة والقدرة على اتخاذ القرارات في تبنى مختلف التكنولوجيات ذات العلاقة والتنفيذ السريع لعمليات التحول الرقمي.
كيف يُساعد التحول الرقمي المنظمات غير الحكومية؟
هناك مجموعة من المزايا والفوائد التي يضيفها التحول الرقمي لأي منظمة تشرع البدء في إسقاط نمط التحول الرقمي على بيئة العمل والعاملين ومختلف العمليات الداخلية والخارجية منها، تتجلى هذه المزايا فيما يلي:
انخفاض التكاليف التشغيلية:
تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لاستخدام أدوات التكنولوجيا الرقمية في تقليل التكاليف التشغيلية، سيؤدي استخدام أدوات مثل التخزين السحابي Google Drive ،Dropbox ،OneDrive إلى تقليل أدوات التخزين التقليدية مثل الهارد ديسك، وتقليل تكاليف صيانة البيانات. وسهولة وصولها لكافة العاملين بها .
على الرغم من أن الاستثمار الأولي في تلك التقنيات والأدوات وآلية التدريب عليها قد يكون مكلفًا نسبيأً، إلا أنه على المدى الطويل يمكن لهذه الأدوات أن تقلل بشكل كبير من تكاليف عمليات المنظمة غير حكومية إذا تم استخدامها بشكل جيد.
تعزيز الإنتاجية:
ميزة أساسية أخرى لاستخدام أدوات التكنولوجيا الرقمية الحديثة أنها تعزز إنتاجية الموارد البشرية الخاصة بمنظمتك، على سبيل المثال، المحاسب الذي سيستخدم أدوات المحاسبة مثل Xero أو FreshBooks سوف ينجز المزيد من العمل في وقت أقل من المحاسب الذي يستخدم البرامج المعروفة مثل Excel.
لذلك، إذا كان بإمكان جميع إدارات المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك الموارد البشرية والمحاسبة والمشتريات وتكنولوجيا المعلومات، الاستفادة من الأدوات الرقمية المتقدمة، فسيتم إنجاز المزيد من العمل في وقت أقل. وهذا بعد ذاته المعنى الحقيقي للتحول الرقمي في المنظمة.
يمكن للمؤسسات الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين الخدمات وزيادة الإنتاجية وتقليل الاحتكاك وتطوير مصادر تمويل جديدة وتسهيل التعاون من خلال السماح بجمع الأفكار من كل جزء من أجزاء المنظمة.
سهولة التعاون باستخدام الأدوات الرقمية :
أحد الجوانب الرئيسية لأي بيئة عمل هو التعاون بين الموظفين، سيتطلب العمل في المشاريع الحصول على مدخلات من أعضاء الفريق المختلفين الذين قد يكونون من أقسام أو مواقع جغرافية مختلفة. سيكون التعاون والعمل بسلاسة في المشاريع معًا من خلال تعزيز استخدام التطبيقات والأدوات الرقمية.
تعمل منصات التعاون مثل Slack أو Microsoft 365 أو مساحة عمل Google على تسهيل التواصل ومشاركة الملفات ومشاركة التقدم في مهامهم على فريق المنظمات غير الحكومية، كما تتيح هذه الأدوات إمكانية التعاون عن بُعد.
لذلك، حتى عندما يكون أعضاء الفريق في مواقع جغرافية مختلفة، لا يزال بإمكانهم التعاون بفضل أدوات الاتصال القوية التي تم إنشاؤها داخل هذه الأنظمة الأساسية.
فاعلية الاتصالات الداخلية والخارجية
تحتاج المنظمة غير الحكومية، مثل أي منظمة أخرى، إلى التواصل الفعال بين جميع أصحاب المصلحة (الداخليين والخارجيين). أدوات الاتصال المتقدمة مثل Zoom و Microsoft Teams تجعل التواصل بين أعضاء الفريق وأصحاب المصلحة الداخليين الآخرين في منظمة غير حكومية أكثر سلاسة.
الكثير من الأدوات والتقنيات يمكن توظيفها في إدارة المنظمات غير الربحية، كُل ما عليك هو الإيمان الحقيقي بأهمية التحول الرقمي والبدء في تبني هذه الثقافة من قبل العاملين في المنظمة بمختلف الإدارات والأقسام.
شاركنا رأيك هل تتبنى مؤسستك التحول الرقمي في مختلف عملياتها، أم ما زالت غارقة في الأوامر الورقية والبرامج التقليدية؟