كيف نوظف محتوى حملة المناصرة الرقمية؟

قد يبدو التحول الرقمي ليس سهلاً على المؤسسات التي لاتزال ثقتها ضعيفة في منصات التواصل الاجتماعي أو إيمانها محدود بالمناصرة الرقمية، فالأمر بالطبع معقدًا بعض الشيء للمؤسسات التي يرأسها كبار السن أصحاب المدرسة التقليدية.

وقد يبدو الأمر صعباً على مجموعات المناصرة الشعبية الناشئة التي تتطلع إلى إطلاق حملتها الأولى، ولكن لحسن حظهم، أن شبكة الإنترنت فتحت لهم باباً واسعاً في مصادر المعرفة والتعلم، فَأَصْبَحَ بإمكانهم البحث أكثر والتعرف على كيفية إطلاق حملة مناصرة رقمية بخطوات سهلة ومبسطة، والمُباشرة في ممارسات المناصرة الرقمية على أكثر من نطاق للتعلم من التجربة وقياس نقاط القوة ونقاط الضعف في كل مرة.

وإذا كنتم تلاحظون أن شكل حملات المناصرة تغيّر عما سبق، إذ أن التطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والتصفح اكتسبت جمهوراً أوسع متعدد الاهتمامات، مما فرض على المناصرين والمدافعين تغيير آلية تسليط الضوء على القضايا والمشكلات من الأسلوب التقليدي إلى الأسلوب الرقمي وتبني هوية وجمهور ومحتوى رقمي متكامل.

وكنتيجة لذلك التغيّر، اختلفت الأدوات التقليدية وأصبحت شبكت الإنترنت تتيح لنا تقنيات رقمية جديدة، من خلالها نخاطب الحلفاء والمؤيدين والمحايدين كلٌّ حسب المحتوى الذي يُناسبه.

وكما تعلم عزيزي القارئ أن التطورات لا تنتهي في العالم الرقمي، والتحديثات على التقنيات والبرامج والتطبيقات تكون بشكل مستمر، لذلك أصبح حريا على القائمين بالحملات إعادة النظر في تطوير تصميم الحملة الرقمية والعمل على توظيف محتوى ورسائل الحملة بما يُلامس القضية التي يناصرونها وباللغة الأقرب للجمهور وبالوسيلة والأداة التي يستخدمها ويتواجد عليها بشكلٍ كبير.

كيف نوظف محتوى حملة المناصرة الرقمية؟

يعد المحتوى الرواية أو القصة التي ستنقلها للجمهور بأشكال مختلفة، وسيتناقلها الجمهور فيما بينهم بعد ذلك، إذ يعد المحتوى خطوة ترويجياً أساسياً لحملتك، متى ما كان المحتوى بسيطاً سهلاً دقيقاً وواضحاً ويعكس روايتك بشكل صحيح متى ما وصلت الحملة لجمهورك الحالي والمحتمل وربما أكثر من ذلك.

من المهم بعد كتابة مقترح الحملة وتحديد الأهداف والرسائل والجمهور وقنوات الحملة والأنشطة، البدء بشكل فعلي في كتابة أفكار المحتوى شكلاً ونوعاً؛

فعلي سبيل المثال إذا كانت حملتي حول مناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي سيكون واحدة من أشكال المحتوى المُناسب في الحملة مقاطع فيديو قصيرة مثل دراسة حالة للمعنفين أو قصص يَرْوِيهَا المعنفون بتلقائية دون توجيه، كما يمكننا توظيف مقاطع الانفو فيديو للحديث عن إحصائيات أو حقائق ذات علاقة بموضوع العنف.

ولو كانت الحملة الذي ستعمل عليها توعوية مثلا كحملة نُحارب كورونا،فإن المحتوى المناسب لها سيكون على شكل تصاميم توعوية حول إجراءات الوقاية من الفيروس وكيفية الحصول على اللقاح، أو ويُمكننا الاستعانة بشكل جديد من المحتوى وهو البودكاست من خلاله نستعرض تجارب وحقائق بطريقة إذاعية قصصية نسرد فيها موضوعا فرعيا يخدم موضوع الحملة.

يعني بشكلٍ مبسط، يمكننا القول إن أشكال المحتوى تتعدد حسب طبيعة الحملة التي تريد أن تطلقها فيمكنك الاستعانة بواحدة أو أكثر من الأشكال.

ما هي أشكال المحتوى المستخدمة في حملة المناصرة الرقمية؟

دعونا نستعرض معاً أكثر أشكال المحتوى استخداماً في حملات المناصرة الرقمية:

  • مقاطع الفيديو: يُعد الفيديو من أشكال المحتوى المرئي المرغوبة على منصات التواصل الاجتماعي بأشكال المختلفة لأنها تسرد قصة الحملة بأسلوب يترسخ في أذهان المشاهدين.

من  أشكال مقاطع الفيديو: الانفو فيديو – موشن جرافيك – الفيديو الترويجي – دراسة الحالة – مقابلات – الفيديوهات  التمثيلية (التجربة الاجتماعية) –  فيديو السبورة البيضاء – الفلوج.

  • التصاميم (الجرافيك): هو شكل من أشكال المحتوى المرئي الذي يستطيع من خلالها مُصمم الحملة توظيف محتوى الحملة بطريقة إبداعية يحتوى على عناصر حيوية وبما يعكس هوية الحملة.

من أشكال التصاميم : الإنفو جرافيك – الجرافيك العام – الكاريكاتور – الرسوم البيانية – GIF.

  • الصور الحية: وهي شكل من أشكال المحتوى المرئي وتعد عنصراً مهما في التوثيق والترويج لأنشطة الحملة وإعطاء صورة حقيقة تعزز المصداقية والشفافية عن الحملة. يمكن توظيف الصور بطريقة إبداعية تعزز العنصر الإنساني من خلال الدمج بين التصاميم والصور الحية في محتوى مشاركات الجمهور.
  • المحتوى المسموع (البودكاست): هو محتوى صوتي يكون على شكل سلسلة من الحلقات حول موضوع الحملة ويكون إما سرد فردي، أو حوار ثنائي، بين المقدم والضيف. وهو من أنواع المحتوى الذي يلقى رواجاً مؤخراً.
  • المحتوى النصي: أبسط أشكال المحتوى، وأكثرهم سهولة وهو حجر الأساس في مختلف الأشكال، وواحد من أشكاله المدونات؛ يمكن إتاحة المجال لكاتب المحتوى في الحملة أو المدونين المهتمين في موضوع الحملة بمشاركة أفكارهم وآرائهم الشخصية حول الموضوع على شكل مدونة، كما يمكن توظيف آخر الأخبار وتداولها داخل المدونة بطريقة سلسلة.

أشكال المحتوى تتعدد وتتطور في كل مرة حسب الحملة التي نريد أن نطلقها وجمهورها المستهدف، من المهم أن نوظف المحتوى مع الجمهور المناسب والأداة المناسبة وإلا فشلت الحملة فشلاً ذريعاً.

ويمكن لصانع المحتوى أن يُبدع في إخراج أشكال مختلفة من المحتوى بناء على هدف الحملة الأساسي، كما يمكنه الدمج بين أكثر من شكل حسب ذوقه وخبرته، فقط كل ما عليه الفهم الصحيح لهوية الحملة والقضية التي يعمل عليها ويوظف جميع العناصر بالشكل المطلوب.

الأشكال السابقة التي ذكرناها كي تلهمك لصناعة محتوى الحملة؛ تحتاج منك الاختيار الصحيح للشكل مع الأداة والجمهور المناسب، والبحث دائماً عن آخر التحديثات لكل شكل على حدى، كي تُسهّل عليك في النهاية وصول المحتوى وتفاعله مع الجمهور!

برأيك ما هو أفضل شكل من الأشكال التي أشرنا لها استخداماً في الحملات؟ وإذا كانت لديك اقتراحات إضافية أخرى تساعدك في استلهام أفكار لصناعة محتوى خارج عن الصندوق لحملات المناصرة الرقمية شاركنا نماذج منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *