سنسعى ليكون التعليمُ جامعاً

غزة_ رزان قديح

أُحدثُ نفسي دومًا لماذا هذا الاختلاف ؟ ما الجميلُ في الأمر !أين المتعة بأن نُميز بين هذا وذاك ..

غالبًا ما يجولُ في خاطري لو إنني أمتلكُ قوةً خارقةً لأُبددَ ‏كل أشكال الظلم ‏والقائمين عليه ، ‏أحيانًا أتمنى لو يعود الزمن فأدرس تخصص الحقوق لأتمعن أكثر في القوانين وواضعيها ، ‏لكن بعد أن سنحت لي الفرصة بأن أشارك في جولة ” كيف شايفها ” أيقنتُ بأننا نحنُ الشباب نستطيعُ أن نصنع القانون ‏وأن نُحقق العدالة لأننا نومن بأن المرءَ يستطيعُ إن أراد .

‏تجولنا في ثلاث محطاتٍ تُقدم خدمات التعليم العالي سعيًا منا لتحقيق هدفنا الأسمى وهو أن يكون التعليمُ جامعاً ليشمل أقراننا من ذوي الإعاقة وكان التركيز على ذوي الإعاقة السمعية ، ‏كم كان جميلٌ أن يستقبلوننا بتلك الحفاوة والفخر، وأن يؤكدوا جُهوزيتهم واستعدادهم لدعم أفكارنا والسعي لتحقيقها لتصبحَ الحياةُ أجمل بعيدًا عن الظلم ولنتمكن من هدم تلك المعتقدات التي لا أصل لها .

‏خلال نقاشنا في إحدى المؤسسات التي قمنا بزيارتها قال أحد المسؤولين أن هناك فجوةً كبيرةً قد يتخطاها البعض حيثُ أننا نركز هنا على التعليم العالي مُتناسيين أن التعليم الأساسي لا يُركز أصلا على حل المشكلة وعلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بين أفراد المجتمع سواء بإعاقة أخرى أو بدون إعاقة.

 ‏أصدقائي من ذوي الإعاقة السمعية المشاركين في الجولة كان ردُّهم بأنه من الممكن أن يتم إنشاء وتخصيص سنة تأهيلية ما بين مرحلة التوجيهي و بداية التعليم الجامعي لكن ما يزيد هذه الفجوة هو الوضع الاقتصادي، إذ أن المؤسسات التعليمية تحتاج إلى دعمٍ وميزانية جديدة لمترجمين لغة الإشارة لتحسين التواصل بين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وبين أقرانهم من الطلبة من دون إعاقة وكذلك الطواقم الأكاديمية.

قدّمنا مُقترحًا بأن تكونَ لغةُ الإشارة ‏متطلبًا جامعيًا ولكن الخلل هنا أنه لا يوجدُ عددٌ كافٍ من مترجمين لغةِ الإشارة الذين يمتلكون المهارة والدرجة العالية لتقديم هذه الخدمة في جميع المؤسسات التعليمية العليا ولا حتى الدُنيا، ولو بحثنا في أصل المشكلة فإنها تعودُ إلى تراكماتٍ أساسُها في البنية التعليمية للدولة نركزُ هنا على الحق في التعليم.

لربما التحديات كثيرة في مجتمعاتنا الفلسطيني بمختلف قطاعاته، لخصوصيته واستثنائية ظروفه! لكن التعليم من الحقوق التي من المفترض أن لا نُقاتل حتى نحصل عليها! لأنه لا خلافَ عليهّ لا غُبار عليه! لا نقاش فيه! من حقي ومن حقك ومن حقنا جميعًا ، سعينا لأن يكون للجميع ونسعى وسنسعى ليكون التعليمُ جامعاً للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *