سفيراً لمناصرة الحقوق المسلوبة!

كتب عمرو عطية عن تجربته في وصلة؛
دائماً ما كنتُ أبحثُ عن برامج أستطيع من خلالها أن أكون سفيراً لمناصرة الحقوق المسلوبة، إذ إنّني أسعى إلى قوة تمدّني
وتمكّنني من الوقوف في وجه من يسلبُ الحق، أو كان حتى سبباً في ضياع حقوق الناس، وعدم تحقيق العدالة، والمساواة والمشاركة المجتمعية، كأننا مسلوبو الحقوق، نعم!! نحن بالفعل مسلوبوا الحقوق، لا نجد من يناصرنا ولا من يؤيدنا إلا قلّة قليلة، وربما لم يعرف الكثير في مجتمعي كيف يُناصر حقوقنا!
وجدتُّني في وَصلة!!
بينما كنتُ جالساً أتصفح على منصات التواصل الاجتماعي في بعض القضايا، وإذ بمنشورٍ لبرنامج وصلة يُصادفني، يشرح فيه ما يقدمه هذا البرنامج من مناصرة لحقوق الإنسان وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ويعمل وَفقاً لنهجٍ شموليٍ بما ينسجم مع مبادئ وقيم حقوق الإنسان! يصنع تغييراً حقيقياً في فكر مجتمعي!
ولأنني كلي شغفٌ، وكلي لهفةٌ لِأَن أكون ممن يُعيد للناس ولو جزءاً يسيراً من حقوقهم التي وُلدت معهم رغماً عن بيئاتهم والأوضاع الصعبة التي يعيشون. شعرتُ بأن التحاقي بالبرنامج سيجعلني ذلك السفير الذي أرى أنه من سيقود الروح الشغوفة لمعرفة دورها أكثر حول نصرة الإنسانية ومساعدة الجميع لاسترداد حقوقهم والحفاظ عليها.
لقد وجدت ما كنت أبحث عنه، هذا هو ما سيحقق ما كنت أصبو إليه!! بدون أن أفكر كثيراً، قرأت الطلب، وجهزت المرفقات المطلوبة! واعتمدت طلب الالتحاق، ومن ثم قُبلت، وقابلت وتأهلت للمشاركة.
ولأن أول الغيث قطرة، بدأت مرحلة التدريب، كانت البداية بالتعرف إلى أعضاء الفريق الواحد وعلى مبادئ العمل الجماعي تهيُّؤاً للعمل بروح الفريق، تدرّبنا على الاتصال والتواصل الفعال، مروراً باحترام ثقافة التنوع والاختلاف، والتفكير الإبداعي وحل المشكلات، وليس انتهاءً بتعزيز مفهوم المواطَنة الفاعلة.
وبدأتُ رويداً رويدأ، أهتدي إلى ضالّتي، حول ما كنت أبحث عنه بطريقة أكثر عمقاً وفهماً، وجدتُّهُ في محور حقوق الإنسان وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وماهيتها وما أقرت بشأنها القوانين والاتفاقيات، وأصبحتُ أفكر بصوتٍ عالي مع مجموعتي التي انضممتُ إليها حول أكثر الحقوق المسلوبة! وتلك التي تُنتهكُ باستمرار في مجتمعنا، ووجدتُّ أن ضرورة التأكيد على مفهوم الدمج والمواءمة للأشخاص ذوي الإعاقة من أهم ما يجب أن نعمل عليه، لأننا معنيون كل العناية لأن نرسخها في عقول أفراد مجتمعنا الذي لايزال بحاجة ماسّة لها، لأنها تحقق فعلاً المعنى الحقيقي للمشاركة على قدم المساواة والعدالة بين جميع فئات المجتمع.
نتنافس بـ حملاتنا!
وبعد رحلة بناء الذات والقدرات، ورفع رصيد المعرفة والمعلومات حول المواضيع والمفاهيم والتعريفات الأصح لهذه المصطلحات
ومناقشتها برفقة ثلة من المتدربين المختصين في المجالات الحقوقية، انتقلنا للجانب الأكثر مُتعة وهو العمل الفعلي على إنشاء حملات مناصرة رقمية مبنية على معارف حديثة وأدوات رقمية، نهدف من خلالها إلى خلق بيئة مغايرة للأفضل ولواقع يعيد للناس ما كانوا يرومون إليه، ويسخر كل أركانه لتهيئة البيئة المناسبة لتوظيف تلك الحقوق للجميع سواء أكانوا بإعاقة أم بدون إعاقة.
الثمرة الحقيقية التي شعرت بها في اليوم التدريبي السابع، أننا حقاً خرجنا بمجموعة من القضايا وقمنا بإنشاء حملات وفقاً لمنهجية المناصرة الرقمية وبإشراف مميز من المدربين والطاقم والميسِّرين، لقد تنافسنا في اليوم الآخير على عروض حملاتنا، كل حملة كانت تحمل حقاً أساسياً لا يمكن إلا أن يُعمل عليه وتُبذل الجهود كاملةً لأن يُسترد! وهذا الإصرار الجماعي عهدته من أصدقائي الذين كانوا العنصر الأساسي والفاعل في رحلتي تلك، الذين ساعدني برنامج وصلة بإضافتهم إلى قائمة علاقاتي ومعارفي الجديدة.
ولأن للحُلْمِ بقيّة، وتحقيقُ الحُلْم يأتي من خلال السعي والمثابرة لتحقيق ما نريد دوماً، لقد شققت طريقي في وصلة، بمشاركتي اللاحقة في مجتمعي سأكون سفيراً لمناصرة الحقوق المسلوبة أينما ذهبت بإذن الله!