أكثر من 50 شاب وشابة يشاركون في “وصلة 3”

نفذ المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع جمعية العون الطبي للفلسطينيين MAP، تدريب المناصرة الرقمية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للعام الثالث على التوالي، وذلك بمشاركة 55 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 20 والـ 25 سنة، من مختلف التخصصات الجامعية في قطاع غزة. ويأتي التدريب ضمن الأنشطة الرئيسية لمشروع تحسين الاستجابة المحلية للأشخاص ذوي الإعاقة – وصلة.  من أجل تعزيز الحاضنة المجتمعية الداعمة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وفق نهج شمولي قائم على الحقوق.

وجرى تنفيذ التدريب على مدار سبعة أيام متتالية بواقع 42 ساعة تدريبية، حيث ساهم التدريب بتطوير معارف ومهارات المشاركين في مجموعة من المحاور الرئيسية التي تتمثل في تعزيز المهارات الحياتية وبناء الذات، انتقالاً إلى حقوق الإنسان وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن ثم مدخلاً نظرياً وعملياً للمناصرة الرقمية، ومن ثم كيفية تصميم الحملات الرقمية من خلال معرفة الاستخدام الأمثل للمحتوى والأدوات التي تتيحها المنصات الرقمية، انتهاءً بمجموعة من عروض الحملات الرقمية لأهم القضايا التي يُعنى بها الأشخاص ذوي الإعاقة.

من جهته، وضح المدرّب مرعي بشير الدور الذي قامه به في البرنامج، مشيراً إلى أن مشاركته كمدرب في برنامج وصلة تعني شريان متدفق من المعرفة والتعلم والقيم والممارسات المنتجة. أُعلِّم به واتعلم منه في سبيل تشاركية مجتمعية مع الشباب نحو التغيير.

وفي سياق متصل، عبر المشارك بشار القريناوي عن تجربته في البرنامج قائلاً: ” المعارف التي حصلنا عليها، والأنشطة التي قمنا بها، زرعت بداخلنا إصراراً كبيراً للعمل كفريق، والحماس الذي كنا نتمتع به حتى ننجز المهام الموكلة إلى كل واحد منا في الحملة التي اخترناها، كان لا مثيل لها، تعلمنا بالفعل العمل بروح الفريق والإيمان بقضيتنا حتى ترى النجاح التي نريد.”

هذا ويركز التدريب على تقديم نموذج حقيقي يعبر عن قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ومناصرة حقوقهم بتكاثف جهود الشباب الناشطين والمجموعات الشبابية المهتمة بترسيخ قيم الشمول واحترام التعدد والاختلاف في المجتمع الفلسطيني.

ومن جانبها أكّدت مريم ناجي منسقة التدريب والمناصرة في وصلة على أن “المشاركين في هذا الموسم كانوا مميزين جدا، إذ يعي كل واحد تماما المسؤولية والدور الموكل إليه، كما أنهم شغوفين جدا بالعمل على حملاتهم لإحداث التغيير الحقيقي في مجتمعهم، وهذا ما يحرص عليه دوما مركز وصلة عند اختيار أعضاءه، وهو أن يكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في مجتمعاتهم والقضايا التي يعملون عليها.”

كما وأشارت إلى أن المسار التدريبي يؤكد على أهمية تفعيل دور الشباب في مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات قطاع غزة.  ويعمل على تحسين استخدام المناصرين لشبكات التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية الأخرى في تصميم الحملات الرقمية .بأفضح وأنجح شكل ممكن

ووضحت المشاركة إلهام النجار أن مشاركتها في التدريب كان لها فارق كبير جدا في تجاربها المعرفية والشخصية قائلة: “أن مستوى معرفتي بالمناصرة الرقمية كان متدني جدا، يكاد يصل إلى  أقل من 1%، ولكن بعدما التحقت بالتدريب أصبحت معرفتي تصل إلى 70%، كما أن ميولي تغيرت واهتماماتي توسعت والقاعدة الحقوقية التي أرتكز عليها أصبحت أكثر صلابة الآن، أصبحتُ أكثر فضولاً حول تلقى المعرفة للعمل على قضايا مجتمعي ونقلها عبر منصات التواصل الاجتماعي، تعلمت كيف أصنع محتوى بطريقة احترافية يؤهلني لمناصرة مختلف القضايا، تجربة وصلة بمثابة بداية الطريق للبحث والمعرفة حول اهتماماتي الجديدة ضمن نهج شمولي قائم على حقوق الإنسان.”

من جهته وضح الممثل عن جمعية العون الطبي للفلسطينيين MAP هيثم السقّا أنّ ” إطلاق وصلة 3 هو اكمالاً لمسيرة بدأت منذ عامين، بهدف جعل الشباب والشابات من ذوي الإعاقة وبدون إعاقة أكثر وعياً بقضاياهم المجتمعيّة، وقادرين على الانخراط بالمجتمعات المختلفة للتغيير وصنع القرار، أيضاً يساعدهم على كسر الحواجز المجتمعية والنظرة السلبية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأكيداً على أنّ ذوي الإعاقة قادرين على المشاركة مع أقرانهم في تحديد مصيرهم والمطالبة بحقوقهم”.

وأكدت ريم أبو حلاوة، إحدى المشاركات في البرنامج في تجربتها على أن التدريب بالفعل جاء ليعزز الدمج الشمولي بين الأشخاص بإعاقة والأشخاص بدون إعاقة، وجدنا أنفسنا عائلة واحدة! نتعامل بكلمة واحدة فقط “نحن” بدون أي اعتبار للتصنيفات.

فيما شهد التدريب، أجواءً حماسية مفعمة بالطاقة والحيوية والتنافس، وسادت روح المشاركة والتناغم بين المشاركين والمشاركات.  حيث خَلُصَ اليوم النهائي من التدريب مجموعة من العروض حول حملات المناصرة الرقمية لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بلغ عددها 9 حملات تصب في مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الأكثر انتهاكاً وإلحاحاً في مجتمعنا الفلسطيني.

وجدير بالذكر، أنه من المقرّر أن يستكمل برنامج وصلة محطاته التالية على عدّة مراحل مختلفة، حيث يتلُو التدريب تنفيذ جولات كيف شايفها حول المساءلة المجتمعية مع صنّاع القرار من أجل زيادة الوعي والتعمّق أكثر بقضايا الإعاقة بشكلٍ عام، بالإضافة إلى إطلاق حملات مناصرة رقمية لواحدة من القضايا التي قدمها المشاركين، وغيرها من الأنشطة.