ذكريات مدرسة.. تجربة نور مع جو سكول!

كتبت نور أبو سمرة عن تجربتها في مدرسة جو

نعيش كشباب  صراعًا حقيقيًا ما بين الحاضر والمستقبل، تراودنا الكثير من التساؤلات ما الذي ينتظرنا وكيف سنصل إلى هناك، هل سيبقى حماس الوصول ذاته أم سيتلاشى مع الوقت، ماذا نريد؟ …

رأيت إعلانًا في السابع من يوليو2021 على حساب المنتدى الاجتماعي التنموي في منصة “انستغرام”، حول إطلاق برنامج جديد لأول مرة تحت عنوان (Go School) مع وصف صغير أنه عن التعلم المدني والمبادرات الشبابية، راودني الفضول حوله وقررت التسجيل.

بدأت بإجراءات التسجيل في البرنامج ورأيت أحد البنود المطلوبة إرسال فيديو قصير حول رغبتي بالانضمام وعن فكرة مبادرة شبابية يمكن تنفيذها في محيط سكني، هنا ترددت قليلاً لعدم معرفتي أي معلومة حول فكرة البرنامج أو حقاً ماذا أريد!

توقفت عن التسجيل وذهبت للبحث عن موضوع التعلم المدني، قرأت بعض المعلومات التي ساعدتني على تجميع الأفكار وبناء صورة عامة تجعلني قادرة على معرفة ما أريده من البرنامج التدريبي، بالإضافة إلى ما سأقوله أيضاً.

في الثامن من يوليو2021 وقفت أمام شاشة الجوّال أرتب ما سأقوله مع القليل من التوتر، إنها المرة الأولى التي أتحدث فيها مع الكاميرا! بدأت بالتسجيل والتعريف عن اسمي وتخصصي الجامعي وذكرت خلال حديثي “غيرتي الإيجابية من شباب وصبايا المنتدى ومنهم أصدقائي، شجعتني أقدم وأسعى أكون لأكسر حاجز الخجل والخوف من الحكي قدام حدا”، وكان هدفي الأساسي بناء شخصية أفضل وأقوى!

اجتزت المقابلة مع المنتدى بروحٍ حماسية مع أفكار راودتني حول هل سيتم قبولي أم لا؟، فقد كانت المقابلة عن بعض التساؤلات حول هيئات الحكم المحلي التي لم أكن أعرفها من قبل بصورة كافية تجعلني قادرة على الإجابة بشكل صحيح.

في أغسطس 2021 جاءني اتصال من المنتدى يتضمّن قبولي في بنامج Go School، كانت لحظة جميلة ممزوجة بالفرح والحماس للبدء بالتدريب والتعرف على جميع الأعضاء.

بدأنا اليوم الأول من البرنامج التدريبي بكل نشاط وحماس، تميز بصورة مختلفة تحاكي النظام المدرسي في الطابور الصباحي والإذاعة، والجرس المدرسي، والكثير من التفاصيل الرائعة التي رسمت فكرة جميلة للأيام المقبلة.

افتتحنا يومنا بنشاطٍ تعريفي خلال الطابور الصباحي، كل شخص يُعرف عن نفسه ويتحدث مع من بجانبه وكان لذلك دور كبير في كسر الحاجز الأول من التردد والخجل بيننا كمشاركين، بالإضافة إلى خلق جو من الراحة والانسجام، انتهينا وبدأنا بالدخول إلى القاعات وحددنا موضوعات الدراسة وكان “التعلم المدني” هو أول موضوعاتنا.

تعرفنا على مفهوم وأُسس التعلم المدني والمجتمع المدني ودعائمه، مع تعزيزهم بمقاطع فيديو تتحدث حول المفاهيم المطروحة بشكل جذاب وجميل يجعلنا نركز عليه جيداً، بالإضافة إلى القيام بالعديد من النشاطات المشتركة مع الزملاء والتعاون فيما بيننا لاستخلاص ما شاهدناه وفهمناه لترسيخ جميع الأفكار.

كان هناك ما يُسمى بـ (بريد الصف) الذي تم تعليقه على الحائط، عبارة عن مظروف لكل شخص عليه معلوماته الشخصية، نقوم بكتابة بعض الملاحظات والعبارات التحفيزية لبعضنا البعض ووضعها فيه، كانت فكرة عظيمة من المنتدى عززت وقربت المشاركين من بعضهم وذكرتنا بمدى جمال وأهمية الرسائل المكتوبة.

في اليوم الثاني كان دورنا في الإذاعة المدرسية، استرجعنا ذكريات المدرسة كاملةً بكلّ تفاصيلها، من تنسيق وإعداد فقرات الإذاعة وتوزيعها على الأشخاص بروحٍ مليئة بالنشاط والفرح والتدريب على الإلقاء والانسجام الكبير بيننا.

جميع المواضيع التي ناقشناها في باقي الأيام كانت جديدة ومفيدة من ناحية المعلومات والأفكار والواقع الذي نعيشه، تمحورت حول (المواطنة وأشكالها، الديمقراطية والسُلطات الثلاث، المساءلة المجتمعية، والمبادرات)، بالإضافة إلى لقاءنا مع الأستاذ محمود الزنط ومناقشته حول المساءلة الرقمية.

تعرفنا على عدة خدمات مقدمة من البلدية للمواطنين، بالإضافة إلى دورهم الفعال في دعم المبادرات الشبابية من خلال حديثنا مع ممثلين عن بلدية غزة ورحلة ميدانية على مجموعة من المبادرات المُنفذة تمهيداً لإعداد مبادرة حول مشكلة مجتمعية وعرضها على لجنة من أعضاء المنتدى.

في اليوم الأخير من التدريب كُنا قادرين على العمل بروح الفريق والتفكير بمشكلة مجتمعية والخروج بأفكار إبداعية بصورة تعاونية للوصول إلى حل وترك أثر، من ثم عرضناها أمام عدد كبير من الأشخاص دون توتر أو خوف، وصراحةً كانت تجربة رائعة عززت الثقة والقوة لدي، وبناء علاقة مبنية على التفاهم والانسجام بشكل مريح مع الجميع.

في النهاية، أتمنى أن أكون نقلت جزءًا من تجربتي الرائعة مع Go School وأعطيتكم قدرًا كافيًا من المعلومات التي تجعلكم قادرين على التخيل.. إنني سعيدة جداً بانضمامي لعائلة المنتدى وتعرفي على أشخاص لطيفين مليئين بالطاقة والجمال!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *