كيف كانت رحلة التغيير مع حسن؟
لقد عشت مع عزلتي لفترة طويلة، ولم أكن لأتخيل أنه سيأتي يوم وسأخرج من عزلتي هذه، كانت فكرة أني شخص من ذوي الإعاقة تجعلني أبعد خطوة عن من هم من فئتي العمرية، كنت أحاول دائماً أن أمضي وقتي برفقة كتبي الدراسية، حيث لم يكن لي أصدقاء لأمضي معهم وقتي.
لقد التحقت من قبل ببرنامج شبابي “مدرسة النزاهة” وكانت تجربة تركت أثرها داخلي، وجعلتني أشعر أن هناك أملاً لأن أخرج من عزلتي هذه وأنخرط في البرامج الشبابية، حين سمعت عن برنامج يلا تشينج من وسائل التواصل الاجتماعي شعرت بأن هناك فرصة قوية لي لأن أكون أحد قادة الشباب في برنامج يلا تشينج وهي الفرصة التي ستكون بمثابة أخد خطوة للأمام، خطوة ستغير من شكل حياتي للأفضل ومعها ستنفتح أفقي للعالم وستنمو شخصيتي كما لم يحدث لها من قبل.
تقدمت بطلب لبرنامج يلا تشينج وكنت أنتظر بفارغ الصبر لأن تصلني رسالة القبول في أسرع وقت، كنت متحمس جداً ومتشوق لخوض التجربة مع الشباب، تجربة تكاد تكون الأولى من نوعها، حين وصلتني رسالة القبول من البرنامج كنت في سعادة كبيرة بأني سأحظى بالفرصة التي ستغير من شكل حياتي المعتاد.
بدأت في مرحلة التدريبات وكانت مرحلة جميلة بكل ما حملته من انسجام كبير مع أقراني الشباب، بدأت أشعر بأن هناك شخصية جديدة تنمو بداخلي مع كل نقاش أكون أحد أطرافه، شعرت بأني أحظى بالاحترام بين زملائي، حين أتحدث ينصت لي الآخرين وخلال الأنشطة كنا نتحد كفريق، هذه الأشياء جعلتني أشعر بجو العائلة وبأني كنت أتعامل مع زملائي منذ وقت طويل، جميع هذه الأمور ساعدتني في التطور فأصبحت أنتظر كل يوم تدريبي بفارغ الصبر لأني كنت أعلم بأن كل يوم يمضي يحمل لي معه الكثير من التطور والانسجام والأفكار والثقافة الجديدة.
وما إن انتهت مرحلة التدريبات حتى بت أشعر بأن هناك شخصية وجدت خلف هذه التجربة، شخصية تطورت بشكل ملحوظ قادرة على أن تعبر عن نفسها في أي مكان وجدت فيه، متناغمة تعمل بروح الفريق واعية ومثقفة.
كما أن يلا تشينج كانت المساحة الآمنة بالنسبة لنا التي تتيح لنا المجال للتفكير وتبادل الأفكار والنقاش فيما بيننا بأسلوب قادر على التأثير والتأثر بمن حولنا، لأن زملائي الشباب كانوا على قدر كبير من المسؤولية والوعي والتقبل.
فلقد لامسنا التغيير بأنفسنا أولاً وبالأفكار التي نمت بداخلنا وترسخت لتصبح منهجاً نسير به أينما تواجدنا، وهذا ما لامسته بداخلي وبداخل زملائي حين كنا نعمل في المبادرات الشبابية التي كانت بمثابة حلقة الوصل بيننا وبين المجتمع المحيط، حيث مثلت المبادرات فرصة عظيمة لمعرفة مدى قدرتنا على التغيير والتأثير في المجتمع بشكل إيجابي
شكرا يلا تشينج لأنه أتاح لي الفرصة أغير من نفسي أولاً ومن مجتمعي ثانياً.