“العكر” توفر دخلها من بيع “زغاليل الحمام”
المنتدى الإجتماعي التنموي
تقف وسط غرفة صغيرة، بجدارين من الطوب، وآخرين من الشبك، تضع الماء والقمح لأزواج الحمام الذي تعتاش منه، وتفحصه في حال كان بحاجة إلى عناية خاصة، في حال أصيب بالمرض، كما تراقب البيض والزغاليل.
“نداء العكر” من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في عقدها الثالث، تعاني من إعاقة حركية بسبب زراعتها مفصل في قدمها، وتعيش مع والديها وأخوتها، وبسبب الوضع الاقتصادي السيء الذي تعاني منه العائلة، فكرت في انشاء مشروعها الخاص، حتى تتمكن من توفير القليل من الدخل.
تقول “قبل الانطلاق في مشروع تربية الحمام، كنت أعاني بعض الشيء لأنني لم أجد عملاً أقضي به وقتي وطاقتي، لأتمكن من توفير بعض احتياجاتي، ولكني اليوم أقضي معظم الوقت بين أزواج الحمام الذي أعتني به جيداً”.
وتضيف “قبل شهور ماضية، أخبرتني صديقتي عن مشروع للأشخاص ذوي الإعاقة يمكن أن يوفر لي منحة مالية صغيرة لأنطلق في المشروع، وبالفعل تقدمت في الطلب للمنتدى الاجتماعي التنموي، وحصلت على الموافقة”.
في السابق عملت العكر، على ذات المشروع، ولكن مع مرور الوقت فقدت بعض من أزواج الحمام الأمر الذي أدى لتراجع دخلها، وتقول “شاركت في المشروع بهدف تطوير مشروعي القائم، بهدف زيادة الانتاج وبالتالي زيادة الدخل”.
حيث حصلت على تدريبات مكثفة خلال أسبوعين متتاليين، بالإضافة إلى 100 آخرين من الأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف مناطق القطاع، بهدف تمكينهم في المجال الإداري والمالي، والتسويق الإلكتروني.
وبعدما أثبتت “العكر” جدارتها في التدريبات الأولية، حصلت على فرصة للانتقال للمرحلة الثانية بمشاركة 50 مشارك ومشاركة، حيث حصلت على فرصة المشاركة في مخيم “خطوة نحو المستقبل”، الذي مكنها من كتابة مشروعها وعرضه على لجنة تحكيم متخصصة لتنال الموافقة على منحتها للمشروع.
وحول اختيارها لتربية الحمام كمشروع، تقول “بحسب المنطقة التي أعيش بها، هناك طلب كبير على الزغاليل، وعندي زبائن كتير”، وتتابع “من خلال مشروعي الناس صارت تعرفني، وبشعر إني قادرة أثبت نفسي أمام المجتمع، من خلال العمل وتوفير مصدر دخل خاص بي”.
أما عن التدريبات، فتنوه إلى أنها استفادت بشكل كبير من خلال المعلومات التي تعرفت عليها ولم تكن تعلم بها أو تتبعها سابقاً في مشروعها، الأمر الذي كان يكبدها بعض الخسائر في السابق دون أن تعلم السبب.
“العكر” لم تكتفي بالمعلومات الإدارية والمالية التي حصلت عليها في التدريبات، بل أصبحت تبحث عن معلومات أكثر حول تربية الحمام، حتى تستطيع اتقان عملها بشكل أكبر، كما أنه تولد لديها فكرة إضافية، إلى جانب بيع الزغاليل المذبوحة، حيث أصبحت تقوم بذبحها وطهيها، ووجدت إقبال من قبل زبائنها، كما أنها تطمح أن يستمر مشروعها ويتوسع حتى تستطيع الاكتفاء بالدخل الذي يدره عليها.
يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).