خمس شابات ينطلقن في مشروعهنّ “خيوط ملونة”

المنتدى الإجتماعي التنموي

خمسُ شابات في العشرينيات من العمر يجتمعنّ داخل غرفةٍ صغيرة، استأجرنها من مركز يدا بيد في غزة، ماكينةُ خياطة هنا، وخزانةٌ هناك تحتوي على المواد الخام التي يعملن بها، وفي الوسط وضعنّ طاولة كبيرة يجتمعنّ حولها لإنجاز أشغالهنّ اليدوية، أما جدران الغرفة، فتتزين بمنتجاتهنّ.

“فداء الوادية” خريجة تعليم أساسي وهي منسقة المجموعة، تعمل إلى جانبها “كفاح السرساوي”، “نجاح حبيب”، “سماح الشندي”، و”خلود الديب” فهم خريجات ثانوية عامة، وجميعهنّ من ذوات الإعاقة الحركية، شكلنّ فريق “خيوط ملونة”، بهدف إنتاج الاكسسوارات بالخرز، ودمى الكروشيه، إلى جانب أعمال يدوية أخرى يبدعنّ في صنعها.

قبل عدة أشهر سجلنّ الفتيات للمشاركة في مشروع مع المنتدى الاجتماعي التنموي، يهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اجتماعياً واقتصادياً، كل واحدةٍ على حدى بمشروعها الخاص، حيث قبلنّ جميعهنّ، وتلقين تدريبات في تنمية قدراتهنّ الإدارية والمالية، والتسويق الإلكتروني وإعداد خطط الأعمال، بمشاركة 100 آخرين من ذوي الإعاقة.

تقول الوادية “نحن الخمس صديقات، حيث كنا نعمل سابقاً في مركز واحد معاً، ولكن كل واحدةٍ منا تبدع في صنع شيء معين، عندما انتهينا من تدريبات المرحلة الأولى مع المنتدى، وتأهلنا للمرحلة الثانية، ولأن أفكارنا متشابهة ومترابطة، شكلنا فريق واحد لنكون متكاملين”.

الفتيات الخمس، شعرنّ أن توحدهنّ في فريق واحد سيضاعف فرصتهنّ بالتأهل للمرحلة النهائية والحصول على تمويل لمشروعهنّ المتكامل، وبالفعل وبعد خوضهنّ للمخيم التدريبي النهائي “خطوة نحو المستقبل”، وكتابة وعرض مشروعهن بشكل احترافي على لجنة التحكيم، حصلن على التمويل ضمن الـ13 مشروع الفائزين.

وحول مشاركتهنّ، تضيف الوادية “في السابق لم نكن نفكر في افتتاح مشروع خاص بنا، بسبب عدم توفر رأس مال أو تمويل يساعدنا على إعالة أنفسنا نستثمر من خلاله مواهبنا ومهاراتنا التي تعلمناها على مدار السنوات الماضية، ولكن عندما علمنا بهذه الفرصة تولدت لدى كلّ واحدةٍ منا فكرة افتتاح مشروعها الخاص، ولكن في النهاية تشاركنا سوياً”.

وتنوه إلى أنهنّ اجتزن المرحلة الأولى من التدريبات بعدما وضعن معظم تركيزهنّ على اكتساب المعلومات والمهارات التي تلقينها من قِبل خبراء مختصين في مجال المشاريع الصغيرة، وتتابع “لولا التدريبات المكثفة على مدار أسبوعين لما استطعنا فهم كيفية كتابة المشروع ودراسة السوق، وكيفية تعاملنا مع المشروع عند انشاءه”.

وبمجرد توقيعهنّ للعقود وحصولهنّ على التمويل، باشرت الشابات في استئجار مكان العمل، وشراء المواد الأساسية، ومن ثم انشاء صفحة خاصة بهنّ على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستجرام لعرض نماذج لأعمالهم، بهدف الحصول على زبائن، وبالفعل طُلب منهنّ العديد من الإكسسوارات والهدايا لحفلات أعياد الميلاد واسبوع المواليد.

أما عن أهمية المشروع لهنّ، تقول الوادية “في السابق بعضنا لم تكن تجد عملاً توفر من خلاله مصروفاتها، وبعضنا عملنّ في مشاريع مؤقتة كبطالة، ولكن الآن هذا المشروع يمثل لنا بداية انطلاقة في مشروع متكامل يمكن مع الوقت أن يوفر لنا ربح وفير يساعدنا على إعالة أنفسنا وإعالة أسرنا، خاصة وأننا نمر في ظروف وأوضاع اقتصادية سيئة في القطاع”.

وتتابع “أيضاً هذا المشروع يمثل لنا بداية ثقة كبيرة بأنفسنا وبمواهبنا، ويمكننا من اثبات أنفسنا أمام المجتمع من خلال مواهبنا وأعمالنا التي ننتجها ونبيعها للزبائن، ونطمح بتوسعة المشروع في المستقبل القريب”.

يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *