الأخوان “الخطيب” يطلقان مشروعهما “الوفا” لمواد التنظيف

غزة / المنتدى الاجتماعي التنموي
قبل نحو شهرين، قرر الأخوان محمد ومي الخطيب إطلاق مشروعهما الخاص “الوفا” لمواد التنظيف في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، حيث استقطعا جزءاً من حديقة المنزل بمساحة 5*3م واشتريا بعض الأدوات والمواد الخام التي يحتاجون لها.
“مي” في الثلاثينيات من عمرها، خريجة بكالوريوس لغة عربية، و”محمد” 22 عام، طالب جامعي في كلية الشريعة والقانون، وهما أشخاص ذو إعاقة بصرية، حيث فكراً كثيراً في السابق بإنشاء مشروع خاص بهم يمكنهم من توفير دخل ثابت إلى جانب إبراز مهاراتهم.
وحول فكرة المشروع، تقول مي “حصلنا على دورات سابقة لفهم تركيبات مواد التنظيف والمواد الخام المستخدمة وكيفية دمجها مع بعضها البعض، وقمنا بعدة تجارب سابقة حتى اعتمدنا الطرق التي نحتاجها، من ثم قررنا البحث عن ممول لمشروعنا لأن أوضاعنا الاقتصادية لا تسمح لنا بالاعتماد على أنفسنا في إطلاق المشروع”.
خلال بحث محمد عن ممول للمشروع، صادف إعلان على صفحة المنتدى الاجتماعي التنموي، يعلن فيه عن استقطاب مشاركين لطرح وتطوير أفكار مشاريعهم الصغيرة ومخصص للأشخاص ذوي الإعاقة، وبالفعل تقدم بالطلب مع أخته مي، حيث دخلا المقابلة وتم قبولها للانضمام.
في المرحلة الأولى من المشروع شارك الأخوين في تدريبات حول المهارات الإدارية والمالية، وتطوير قدراتهم في مجال التسويق الإلكتروني، بمشاركة 100 آخرين بحسب ما قال محمد، مضيفاً “استفدنا الكثير من التدريبات، بحيث اكتسبنا معلومات ومهارات مهمة في إقامة المشاريع والتعامل معها”.
وتابع “بعد الانتهاء من التدريبات في المرحلة الأولى، تم اختيارنا من ضمن 50 مشارك لخوض المرحلة الثانية في مخيم (خطوة نحو المستقبل)، حيث عملنا طيلة ثلاثة أيام على كتابة مشروعنا بطريقة احترافية وعرضناه على لجنة التحكيم، التي أبدت إعجابها وموافقتها على منحنا التمويل”.
فيما بعد، وقع الأخوان الخطيب العقود مع المنتدى، وحضرا للمشروع، من ثم صنعوا منتجاتهم مثل “سائل الجلي، والكلور، ومنظف الأرضيات، وسائل لغسيل الملابس”، وأصبحا يسوقانها في الأسواق وعلى صفحاتهم الخاصة على الشبكات الاجتماعية.
واتفق الأخوان على أن تكون “مي” مسؤولة التسويق للمنتجات وعرضها على الزبائن، ومحمد هو من يقوم بتأمين المواد الخاصة وصناعة المنتجات، التي لاقت استحسان العديد من الزبائن، بحسب ما وصف الأخوين.
ونوه محمد إلى أن هناك بعض المعيقات التي تواجههم في عملهم، مثل ارتفاع أسعار المواد الخام في الأسواق المحلية والذي يجبرهم على بيع منتجهم بنفس قيمة المنتجات المستوردة المنافسة، لكنه أكد على أنه يحاول جاهداً توفير المواد الخام بأقل الأسعار حتى تكون أسعار منتجاتهم في متناول الجميع.
وتطمح مي أن تصبح منتجاتهم منتشرة في أسواق ومحلات شمال قطاع غزة كمرحلة أولى للمشروع، حتى تتمكن من تأمين احتياجاتها وتفريغ طاقاتها في العمل، فيما يطمح شقيقها أن يصبح منتجهم علامة تجارية معروفة في القطاع، وأن يزيد دخلهم حتى يتمكن من استكمال دراسة الماجستير والدكتوراه في تخصصه.
يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).