“القريناوي” يحقق حلمه بافتتاح مركزه لصيانة الهواتف الخلوية

غزة – المنتدى الإجتماعي التنموي

بالقرب من سوق النصيرات وسط قطاع غزة، يجلس الشاب “عبد الكريم القريناوي” على كرسيه المتحرك، وأمامه مكتب خشبي، تنتشر عليه العديد من أجهزة الهواتف الخلوية المعطلة، بالإضافة إلى قطع صغيرة من العدّة التي يستخدمها في تصليح الهواتف الخلوية.

القريناوي “29 عاماً”، شاب من ذوي الإعاقة الحركية، متزوج، ويحمل شهادة في المحاسبة التطبيقية، وحاصل على دورات في صيانة الهواتف الخلوية، استغل خبراته التي تراكمت مع السنوات الماضية أثناء عمله في مراكز لتصليح الهواتف الخلوية، وقام بإنشاء محله الخاص ليكون مصدر رزقٍ مستقل.

يقول “بعدما تخرجت من الجامعة ولم أجد عمل، حصلت على تدريب في صيانة الهواتف الخلوية في مؤسسة تدعم وتطور قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، وفيما بعد حاولت العمل بعدة مراكز، ولكن غالباً ما كنت أواجه مشكلة بعدم وجود منحدر خاص، تمكنني من الصعود والتحرك بحرية”.

حاول القريناوي التغلب على الصعوبات والعقبات التي كانت تواجهه في سبيل تطوير خبراته، حتى بدأ يفكر في امتلاك مركز خاص به، يصممه بطريقة أكثر سهوله له في الحركة، حتى توصل لإعلان على شبكات التواصل الاجتماعي، يعلن عن منح لمشاريع صغيرة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.

تقدم بطلب الانضمام للمشروع الذي أعلن عنه “المنتدى الاجتماعي التنموي”، وبالفعل بعد أيام تم التواصل معه لعقد مقابلة، وتم قبوله، بالإضافة إلى 100 آخرين من مختلف الإعاقات، ويقول “لمدة أسبوعين متتاليين حصلنا على تدريبات مكثفة في تنمية قدراتنا الإدارية والمالية، وكتابة أفكار مشاريعنا بطرق احترافية وبمساعدة فريق متخصص”.

خلال التدريبات، حاول “القريناوي” التركيز في تلقي المعلومات، والتي عمل على تطبيقها عملياً خلال “مخيم خطوة نحو المستقبل” الذي تأهل له 50 من ذوي الإعاقةالذين تلقوا التدريبات الأولية، وهناك حاول استثمار كافة المعلومات التي تلقاها في كتابة وعرض مشروعه أمام لجنة التحكيم التي اختارت مشروعه ليكون ضمن الـ13 مشروع الفائزين بالحصول على تمويل لمشاريعهم.

ويضيف “لحظة إعلان اختيار مشروعي ضمن المشاريع الحاصلة على التمويل، شعرت بأن حلمي أصبح حقيقة، وأنا على بعد خطوة من تحقيق أولى خطوات حلمي”، فيما بعد بدأت الاجراءات بتوقيع العقود واستلام المنحة بعدما اختار موقع محله، ليبدأ في عمليه تجهيزه للافتتاح.

انطلق في البدء بالتجهيزات، وشراء البتارين والعِدَدْ والبضائع، وصمم مركزه بمقاسات تتلاءم مع كرسيه المتحرك، محاولاً تجاوز جميع المعيقات التي كان يواجهها في أعماله السابقة، وهو الآن يتنقل في مركزه ويستقبل الزبائن بكامل حريته.

ورغم بعض المعيقات التي تواجهه بسبب تردي الوضع الاقتصادي السائد في قطاع غزة حالياً، بحسب قوله، إلا أنه عاقد العزم على المضي في مشروعه ويصر على إنجاحه، ويقول “من زمان وأنا أحلم في امتلاك مشروعي الخاص، لأتمكن من تحقيق طموحي من خلاله، واليوم أنا أمتلك مصدر دخل مستقل، يمنحني القدرة على إعالة أسرتي بفضل هذا المشروع”.

“القريناوي” قبل افتتاح مشروعه لصيانة الهواتف الخلوية، لم يكن لديه مصدر دخل مستقل، ولكنه الآن يمتلك مشروعاً يستطيع من خلاله ممارسة هوايته وأعماله التي يبدع بها، من خلال تعامله مع الأجهزة الخلوية والذي يعتبر نفسه خبيراً في تصليحها، ويطمح في توسعة مشروعه أكثر في الخطوات القادمة.

يذكر أن مشروع “دعم جهود الأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي في قطاع غزة”، ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *