نحو تعزيز مشاركة الشباب في قضايا السلام والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط

تيرانا، ألبانيا | 18 – 20 يونيو 2025

شارك المنتدى الاجتماعي التنموي في “مُؤتمر آنا ليند 2025” الذي نظمته مؤسسة آنا ليند بالشراكة مع بلديّة تيرانا ووزارة أوروبا والشؤون الخارجيّة الألبانيّة، تحت شعار “أثر الحوار: من المعرفة إلى العمل”، احتفالاً بمرور عشرين عاماً على تأسيس المؤسسة وثلاثين عاماً على انطلاق إعلان برشلونة. وخلال فعالياته التي حملت عنوان “إلهام المعرفة—تحفيز العمل—توحيد الثقافات”، جمع المنتدى نحو 800 مشاركٍ يمثلون 43 دولة من حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. وقد أقيم المنتدى في مواقع بارزة بتيرانا تشمل ساحة سكَندَرْبِيج و المسرح الوطني للأوبرا والباليه و فندق تيرانا الدولي، وتخلله العديد من الجلسات الحوارية والعروض الثقافية وورش العمل التفاعلية.

على مدار أيام المُؤتمر الثلاثة، لم يكتفِ المنتدى بدور المُشاركة فحسب، بل سعى للانخراط في كُل الجلسات والأنشطة الرامية لتعزيز بناء السلام بقيادة الشباب في منطقة المتوسط. فقد شارك في مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية مثل: من الابتكار الرقمي والحوار الثقافي إلى الإصلاح الاجتماعي المُراعي للتغير المُناخي وجلسة “أمواج الرقمية: الشباب والابتكار الرقمي بلا حدود” التي أكّدت على دور الشباب في التحول الرقمي وريادة الأعمال وبناء المهارات، وهو ما يتقاطع مع رؤية المُنتدى بدمج التكنولوجيا في مبادرات بناء السلام التي يقودها الشباب.  كما كرّس المُنتدى هذه المساحة لإعلاء صوت الشباب الفلسطيني عبر التشبيك مع الفاعلين/ات في المجتمع المدني وصنّاع السياسات وشبكات المُناصرة.

حول مسار العقد الجديد للمتوسّط 

شاركَ مُنسق التواصل والتشبيك لدى المنتدى الاجتماعي التنموي، عطا خالد، كمُتحدث في جلسة حوارية بعنوان “تدعيم دور الشباب من أجل السلام والأمن: حول العقد الجديد للمتوسّط”. وقد رافق السيد خالد ثلاثة من القيادات الشبابية المتميّزة في منطقة البحر الأبيض المتوسط: كريستيل بركات من “المركز اللبناني لدراسات السياسات”، ماريوس تشيفيلي من “التعاون المستدام من أجل السلام والأمن” في إيطاليا، ورؤى نقري، استشارية جزائرية في الجندر والتواصل.

أدار هذه الجلسة سفير مسار المناخ لدى الاتحاد الأوروبي، السيد مصطفى عباس، والتي ناقشت المتغيرات الجيوسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية، مع التأكيد على التحديات المستقبلية ضمن إطار “العقد الجديد للمتوسّط”. وسلّطت الضوء على قدرات الشباب والنساء والحركات الشعبية في عمليات بناء السلام. كما ركّزت على مُكوّن الأمن في العقد، مشدّدة على الدور الخاص الذي يضطلع به الشباب والمُجتمع المدني في بناء السلام. إضافةً إلى ذلك، استعرضت مخرجات الحدث الذي نظمته مؤسسة آنا ليند حول أجندة الشباب والسلام والأمن، في أبريل 2025 في بروكسل، بلجيكا,

خلال ثلاثة وعشرين عاماً من عمري، نجوت من أربعة حروبٍ وإبادةٍ جماعية. ومع ذلك، فقد شهدتُ بنفسي كيف أن المبادرات التي يقودها الشباب تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز جهود بناء السلام العادل.
عطا خالد، مسؤول التواصل والتشبيك، المنتدى الاجتماعي التنموي 

خلال مداخلته، أشار السيد خالد الى ثلاثة أدوارٍ رئيسيةٍ يلعبها الشباب والمجتمع المدني في إطار بناء السلام:

  1. التيسير: يُجسر الشباب الفجوات بين المجتمع المحلي والمُؤسسات الرسمية، ما يُسهم أيضًا في تعزيز الشفافية. وقد أشار إلى نموذج المنتدى “الشباب من أجل النزاهة” كنهجٍ يدمج الحوار مع آليات المُساءلة، حيث قادت هذه الشبكة سلسلة من الجهود في قطاع غزة لتعزيز إدارة نزيهة لمخيمات النزوح ووصول عادل للمساعدات الإغاثية.
  2. التقييم: يستطيع الشباب رؤية الصورة من الداخل لتقديم وجهات نظر نقدية حول البرامج والسياسيات المُختلفة. وبصفته عضواً سابقاً في “لجنة الشباب الاستشارية بفلسطين”، أشار خالد إلى أن اللجنة سعت إلى “الانتقال من مجرد الحصول على مقعدٍ على الطاولة إلى امتلاك القدرة على التأثير في القرارات التي تُطرح على الطاولة بما يخص السياسات والبرامج الشبابية في فلسطين.
  3. التحول: الشباب يملكون القُدرة على إعادة تشكيلَ المشاهد والأنظمة بشكلٍ نوعي، فمثلًا من خلال مبادرة الحوارات الشبابية التي يُنفذها الائتلاف الإقليمي للشباب والأمن والسلام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتم عقد لقاء بين الشباب ومُتخصصين في الأمن والسلام وصناعة السياسات ويتم تغذية ذلك بدراسة لأولويات واحتياجات الشباب ليتم تضمنيها في الخطة الاستراتيجية للائتلاف.


اختتم السيد خالد مداخلته قائلاً: “من خلال دور التيسير، يفتح الشباب قنوات التواصل المُغلقة، ومن خلال دور التقييم، يُعززون قيمة التكيّف والتطوير، فيما يفتح دور التحوّل المجال أمام الإبداع والابتكار. هذه الركائز ضرورية لأي تعاون جاد بين الاتحاد الأوروبي وجنوب البحر المتوسط”.

وفيما يتعلق بتعزيز دور الاتحاد الأوروبي في بناء السلام، شارك السيد خالد خطوات عملية عبر ركائز أجندة الشباب والسلام والأمن الخمسة؛ بدءاً من تدعيم الأدوار الاستشارية الشبابية، توفير الحماية النفسية والاجتماعية والقانونية، تعزيز نُظم الإنذار المبكر بقيادة المجتمع المحلي، وتدعيم الحوار بين الأجيال وبرامج فك الارتباط وإعادة الاندماج.

تُعزز هذه المُشاركة من مكانة المُنتدى كفاعل ومُمثل عن المجتمع المدني الفلسطيني في مجال بناء السلام بقيادة الشباب على المستوى الإقليمي والدولي. في هذا الإطار، يحمل المُنتدى رسالة واضحة: لبناء أمن عادل ومستدام في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يجب تمكين الشباب والاعتراف بدورهم الاستراتيجي، وتخطي الصور الشكلية والممارسات التهميشية بحقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *