“يلا تشينج 6”.. إنطلاقة مميّزة بمشاركة 60 متدربًا ومتدربة في الضفة الغربية وقطاع غزّة

أطلقَ المنتدى الاجتماعي التنموي برنامج “يلا تشينج” بموسمه السادس، في قطاع غزّة والضفة الغربية بشكلٍ مُشترك، وفي مشاركة لافتة للمحافظات الشمالية لأوّل مرة ضمن البرنامج، وذلك بالشراكة مع المُساعدات الشعبية النرويجية NPA.

وعقد المنتدى تدريب “يلا تشينج 6” في المكانيْن، في 27 سبتمبر 2025، وحتى 4 أكتوبر، بمشاركة 60 متدربًا ومتدربة، 40 منهم في قطاع غزّة، و20 في شمالي الضفة الغربيّة، وبمشاركة نخبة من المُدربين الأكفّاء والمميّزين، الذين قدموا وجبةً معرفية وعمليّة مُتكاملة للمتدربين.

أيام تدريبيّة مكثّفة 

واستمر التدريب على مدار ستة أيام، بواقع 36 ساعة تدريبيّة، حيث تناول عدّة مواضيع، بينها: مهارات الاتصال، القيادة المجتمعية، والتيسير والحوار المدني، حقوق الإنسان، المواطنة الفاعلة، وقيادة التعافي والتنمية.

بالإضافة إلى تدريب مكثّف حول المبادرات المجتمعية، وكيفيّة تصميمها وفق النهج المتمحور حول الإنسان (HCD)، والمناصرة والتأثير في السياسات، وكيفية تصميم خطة العمل، والإعلام الرقمي.

بهذا الشكل، اختتم الشباب أيام التدريب الستة، وأصبحوا جاهزين ومُستعدّين لقيادة مجموعة من المبادرات المجتمعية، وسلسلة من حملات المناصرة التي ستتناول عدّة قضايا مُلحّة ومهمة، في السياق المحلي في الشارع الفلسطيني.

تجربة مميّزة مع الشباب 

وقالت نداء أبو رجيلة، منسقة المشروع إنّ “تجربة يلا تشينج بعد سنتين من الإبادة والتجويع هي تجربة مميزة بالتأكيد، خلال فترة التنسيق للتدريب واختيار الموضوعات التدريبية، وفق دراسة أجريناها على احتياجات الشباب أدركنا نقاط اهتمام الشباب وتوقعنا حجم ذكائهم وقوتهم المجتمعية، وبعد أول يوم تدريبي رأينا هذه الطاقات تُترجَم بأنشطة وأفكار ووجود حقيقي مثبت خلال ساعات التدريب”.

طاقة الشباب وتفاعلهم وطريقة فصلهم عن الوضع الخارجي، أثبتت أنّ تسليط الضوء عليهم وعلى أهمية إشراكهم في خطة التعافي والتنمية هو وجهتنا للفترة القادمة.

نداء أبو رجيلة، منسقة المشروع

بينما قال صهيب عبدات، مساعد منسق المشروع، إن “تجربة يلا تشينج في الضفة الغربية لحظة إنسانية لا تُنسى، امتزجت فيها مشاعر الفرح بالأمل، وارتسمت فيها ملامح الوحدة والانتماء”.

أكثر اللحظات تأثيرًا كانت حين انفتحت الكاميرا لتجمع وجوه الشباب من غزة والضفة على شاشة واحدة، فتلاشت المسافات، وانكسر الحصار، وشعرنا جميعًا بأننا جسد واحد وروح واحدة تتنفس نفس الحلم.

صهيب عبدات، مساعد منسق المشروع

عن تجربتها، قالت بيسان أبو زيد من غزّة: “برنامج يلا تشينج، التجربة التي تشبهني وتشبه أفكاري، والتي مكنتني من التعامل مع الكثير من الطاقات الشبابية المبدعة التي زادتني إيمانًا بأن الشباب هم الأقدر على قيادة التغيير، وأن مجهوداتهم وإن كانت صغيرة، فإنها حتمًا ستصنع الأثر”.

بدوره، قال حسن حرز الله، إنّ “يلا تشينج تجربة حماسية احتضنت طاقات شبابية مميزة، ومنحتنا معرفة فتحت أمامنا آفاقًا جديدة للتفكير والإبداع” معبرًا عن سعادته باختياره للمشاركة في الموسم السادس، والأجمل أن الرحلة مع البرنامج ستستمر ليكونَ جزءًا من التغيير.

في الضفة الغربية، قال محمد أبو عرة، إنّ “يلا تشينج كان فرصة يتعلّم الشباب أن التغيير لا يُنتظر، بل يُصنع، وأن بين الضفة وغزة ينبض وطنٌ واحد يبحث عن شمسٍ تُنبت من الألم نهضة”.

وسألنا لجين أبو ذياب، من متدربي الضفة عن رأيها، فقالت إنه “في تدريب يلا تشينج لم نتعلم فقط كيف نصنع التغيير، بل أدركنا أننا نحن بذور التغيير نفسه وأن كل فكرة وكل صوت قادر على أن يرسم مستقبلاً أكثر عدلاً وأملاً.. وهو مساحة بتخليك تكتشف قدراتك وتؤمن أنك فعلاً قادر تغير حتى لو كانت الخطوة صغيرة لأنها البداية التي تصنعُ الفرق”.

تجربة فريدة من نوعها، مليئة بالحماس والتعلم والتفاعل الإيجابي، وقد فتحتلي آفاقاً جديدة لأطور مهاراتي وأشارك أفكاري مع شباب ملهمين، وشعرت خلالها بروح التغيير والعمل الجماعي الحقيقي.

كِندا غنّام، مشتركة في يلا تشينج 6

لقاء بين غزة والضفة

خلال أحد أيام التدريب، جمع لقاءٌ مشترك متدربي “يلا تشينج” في الضفة الغربية، مع زملائهم في قطاع غزّة، الذين يرزحون تحت نار الإبادة الجماعيّة المُستمرّة منذُ سنتيْن، حيث كانت لحظة وطنيّة وإنسانية، اختلطت فيها المشاعر.

وبدأ اللقاء بالتعارف بين الطرفيْن، ومحاولة تشييد جسر معرفي وطني ومجتمعي، يوصل المعاناة ويشرحها، ويجعل من التجربة في كلّ مكان واضحة للآخر.

يقول عبدات عن ذلك: “في تلك اللحظة أدركت أن المشروع حقق جوهره الحقيقي: أن يكون جسرًا للقلوب قبل أن يكون جسرًا للأفكار”.

رحلة تغيير طويلة 

يذكر أن برنامج “يلا تشينج“، يُعد من أشهر وأهم برامج المنتدى الاجتماعي التنموي التدريبيّة، ويجري تنفيذه منذ عدة سنوات من خلال تدريباتٍ وحملات تتعلّق بالمشاركة المدنية الفاعلة وإدارة حملات المناصرة والتأثير، وقد جاء هذا الموسم تزامنًا مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، ويسعى لتسليط الضوء على عدّة قضايا تتعلق بالمعاناة اليوميّة في القطاع.

ومنذ انطلاقه عام 2017، برز برنامج “يلا تشينج” كأحد أبرز البرامج الشبابية في فلسطين، ولا سيّما في قطاع غزة، ولا يزال يمثل التدخل الشبابي الأكثر حيوية وتأثيرًا لدى المنتدى، حيث مكّن أكثر من 400 شاب وشابة من مختلف المحافظات، ودعم أدوارهم المجتمعية الفاعلة وقيادتهم على المستويين المحلي والعام، بما في ذلك التأثير في السياسات العامة.

ويتطلع المنتدى من خلال “يلا تشينج” إلى المساهمة في إحداث أثر إيجابي في حياة الشباب من خلال تعزيز مشاركتهم في الحياة الاجتماعية والسياسية، وخلق مساحات آمنة في التعبير والحوار الفاعل والبناء مع أقرانهم ومع صانعي القرار، وصولاً لمزيد من فرص المشاركة الفاعلة ومعرفة حقوق الشباب والمطالبة بها.

في هذا الموسم، من المُقرر أن يُشارك الـ60 شابًا وشابة الخريجين من التدريب، بشكل مباشر في تنفيذ 6 مبادرات مجتمعية، وفي عدة حملات مناصرة، حيث يأتي البرنامج استجابةً للحاجة المُلِحّة إلى تمكين الشباب الفلسطيني في مختلف المناطق من قيادة جهود التعافي ومواجهة الآثار المدمّرة للحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *